الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرد على المشككين فى الإسراء والمعراج

الرد على المشككين فى الإسراء والمعراج
الرد على المشككين فى الإسراء والمعراج




كتب - صبحى مجاهد


مع ذكرى الإسراء والمعراج تتردد الشبهات حول تلك الرحلة التى جعلها الله تسرية لنبيه ورسالة للعاملين بأن رسول الإسلام هو خاتم النبيين، فنسمع من يقول أن الإسراء لم يكن للرسول حيث إن المسجد الحرام لم يكن قد تم بناؤه عند وقوع تلك الرحلة، كما أن المعراج لم يرد ذكره بوضوح فى القرآن الكريم ويعتمد فقط على أحاديث قد تكون غير صحيحة، إلى غير ذك من الشبهات التى نحاول الرد عليها من خلال كبار العلماء.
فمن جانبه يوضح الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الديار المصرية السابق، أن معجزة الإسراء ليست أكبر من معجزة القرآن الكريم كما يعتقد البعض، لافتا إلى أن معجزة الإسراء مكونة من كلمتين وهى «كن فيكون»، على عكس القرآن الكريم المكون من 66 ألف كلمة.. وعن تشكيك البعض فى الإسراء باعتبار أن المسجد الحرام لم يكن مبنيا قال د. على جمعة إن المسجد الحرام فى رحلة الإسراء قصد بها مكة كلها، ولم يقصد فقط أماكن بعينها، موضحا أن معجزة الإسراء كانت معجزة للرسول ليسرى الله عليه ويقر فى نفسه أنه إمام للمرسلين وأن شريعته نسخت جميع الرسالات الأخرى، وأن يقر فى نفسه صلى الله عليه وسلم ما سبق ولحق من تعليمه فى قوله «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق».
أما فيما يتعلق بإنكار المعراج لعدم ذكره فى القرآن الكريم قال د. على جمعة إن المعراج ثابت وله وجود فى آيات القرآن الكريم، وأيضا فى السنة النبوية، لافتا إلى أن من يحاول إنكار هذه المعجزة أو يقوم بالتشكيك فيها سينكر بعد ذلك جميع النصوص الثابتة فى الشريعة الإسلامية، لافتا إلى أن الله يعلمنا نحن أنه على كل شيء قدير وأن المسألة ليست مسألة النسبية وأن الله قادر فوق الكون ويوقف سننه.
وعن أسباب أن يكون هناك البراق لنقل الرسول مع أن الله لا يحتاج إلى البراق وهو ما يجعل أحاديث البراق مردودة قال د. على جمعة أن البراق جعل من أجل السبب ويكون هناك مقتضيات للبشرية حيث لابد أن يأخذ البشر بالأسباب، وهذا ما رأيناه فى معجزة موسى فأعطى الله له السبب لمواجهة السحرة وهى العصا، وكان من الممكن بقدر الله أن ينفخ موسى فى عصيان السحرة فتسقط، ولكن الله جعل السبب الظاهرى هو الوصول للنتيجة، وعليه فلا حول ولا قوة إلا بالله يجب ألا تخرجنا عن الأخذ بالأسباب.
من جهته أكد د. أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء أنه لابد أن يتفق المسلمون وتصحوا ضمائرهم لتحرير المسجد الأقصى، فى ذكرى الإسراء والمعراج وقال: «إن المسجد الأقصى يستصرخ العالم ويناشدنا أن نكون على قلب رجل واحد. والإسراء والمعراج هذه المعجزة كانت تطبيقا للعهد والميثاق الذى أخذه الله على الرسل. التطبيق العملى كان فى هذه الليلة حيث حشرهم «الرسل» قبل يوم الحشر. كما كانت ليرى الحبيب حبيبه ما لم تراه عين ولا خطر على قلب بشر.
واستطرد: «اين هو المسجد الأقصى مسرى سيد الكونين إليه انتهى الإسراء ومنه بدأ المعراج وصلى منه إماما معلنا إمامته للأنبياء والمرسلين، انظروا هل من الممكن أن تستعيدوا مجد صلاح الدين وأن تتفقوا على كلمة سواء لنحرر المسجد الأقصى. المسجد الأقصى يستصرخ الضمائر والجميع ويقول بلسان حاله أنا المسجد الأقصى وبيت النبوات أنا القبلة الاولى ومهد العبادات.. ولفت إلى خطورة الذين تجرأوا على السنة الشريفة وعلى الإسراء والمعراج، وقال: «أولئك الذين حاولوا أن ينكروا بعض الاحاديث، وعلينا أن نعلم أن معجزة الإسراء والمعراج حملت خصائص هذه الأمة ومنزلة هذا الحبيب مسميا باسمها سورة من سور القرآن وهى سورة الإسراء بادئة بتنزيه الألوهية عن أى نقص لا يليق بالذات العالية واسندت الإسراء والمعراج للواحد الأحد ولأنه وصل إلى المكانة العليا التى لم يصل اليها سواه وحتى لا يظن ظان أنه خرج من دائرة العبودية «سبحان الذى اسرى بعبده» وهى صفة علية شريفة.. فيما أكد د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية أن انكار الإسراء هو إنكار لأمر ذكره القرآن الكريم والتأويل فيه يرجع إلى العلماء، كما أنه انكار لحديث رسول الله عن الإسراء والمعراج، وقال ماالفائدة من إنكار الإسراء والمعراج وينبغى أن نسمع فى هذا الأمر ما ذكره العلماء من أن الإسراء ثابت فى القرآن، وفى السنة الإسراء والمعراج.
ووجه د. عاشور رسالة إلى من يشكك الناس فى أحداث دينية كالإسراء والمعراج قائلا: «ارحموا شعب مصر من إثارة الشبهات عن الإسراء والمعراج، ومن لديه شبهة عليه أن يلجأ إلى الأزهر ودار الإفتاء كى يجلس مع العلماء ليعرف الرد على شبهاته».
واستطرد: «إن التشكيك فى امور استقر عليها الناس من زمن بعيد وورثوها يؤدى لفتنة، مؤكدا أن الإسراء والمعراج حادث ثابت وواقع».