الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأمراض تقترب من حصد أرواح العشرات بـ «الإسماعلية»

الأمراض تقترب من حصد أرواح العشرات بـ «الإسماعلية»
الأمراض تقترب من حصد أرواح العشرات بـ «الإسماعلية»




الإسماعيلية ـ شهيرة ونيس

 

حالة من الخوف والترقب يعيشها أهالى محافظة الإسماعيلية ـ بباريس الصغرى، عقب انتشار الأمراض والفيروسات القاتلة التى ازدادت وانتعشت مؤخرا، مثل «زيكا ـ الإيبولا ـ الكورونا ـ أنفلونزا الخنازير والطيور»، حيث ينتقل بعضها للإنسان من خلال لدغات «البعوض» الذى انتشر بكميات كبيرة خلال الفترة الحالية، تزامنا مع اختفاء سيارات «رش المبيدات الحشرية» التى كانت تجوب جميع مناطق وشوارع المدينة لتحارب أسراب الحشرات الطائرة الناقلة للأمراض والأوبئة والفيروسات الفتاكة.
ولعل «زيكا» هو الفيروس الأقرب للانتشار من خلال البعوض الذى أصبح يحاصر باريس الكبرى ويحتل الميادين العامة والمحاور الرئيسية بسبب تجمعات القمامة من جانب، واختفاء سيارات رش المبيدات من جانب آخر، حيث إن الذباب ينقل العدوى بالفيروس بصورة مفزعة، فضلا تعتمد الوقاية من المرض ومكافحته على تقليص أعداد البعوض عن طريق الحد من مصادره «إزالة أماكن تكاثره وتعديلها».
يقول المهندس سعيد عبدالله، مهندس زراعى من أهالى قرية أبوعطوة: إن الحشرات الطائرة الناقلة للفيروسات تنتشر فى المناطق النائية والقرى بمحافظة الإسماعيلية، حيث المزارع والمساحات الخضراء التى تعتبر بيئة خصبة لنمو تلك الحشرات، منوها إلى أن أهالى القرية مهيأون إلى الإصابة بالفيروسات الجديدة التى أعلنت الحرب على الدول مؤخرا، فضلا عن أن معظمهم لا يدرك خطورة انتشار البعوض.
ويوضح محمود عبداللطيف، موظف، أن محافظة الإسماعيلية أثناء تولى عبدالمنعم عمارة، محافظا للإقليم، نادرا ما تجد بها هذه الحشرات الطائرة التى انتشرت الآن، حيث كانت سيارات رش المبيدات دائما وأبدا تجوب شوارع المدينة دون استثناء منطقة عن أخرى، أما الآن فقلما إن وجدت سيارات الرش بالشوارع، والكارثة أنه لم يلتفت أى من مسئولى الصحة والبيئة والزراعة إلى تلك الأزمة التى تهدد بحصد أرواح المئات.. وتلفت الدكتورة مروة محمد، أخصائى طب وقائي، إلى أن هناك كثيرا من الفيروسات تنتقل من خلال الذباب، خاصة فيرروس «زيكا»، حيث ينتقل إلى الأشخاص عن طريق لسع البعوض حامل المرض من جنس الزاعجة، منوهة إلى أن زيكا ليس له أى علاقة بنزلات البرد، ولم ينتقل  بالعطس أو الهوا أو الكحة، مشيرة إلى أن «الزاعجة المصرية» موجودة فى المناطق المدارية، وهى البعوضة نفسها التى تنقل حمى الضنك والشيكونغونيا والحمى الصفراء.
وتنوه إخصائى الطب الوقائى إلى أن مرض فيروس زيكا بلغ لأول مرة فى المحيط الهادئ فى عامى 2007 و2013 «فى ياب وبولينيزيا الفرنسية بالترتيب»، وفى 2015 بلغت عنه الأمريكتان «البرازيل وكولومبيا»، وإفريقيا «كابو فيردي»، فضلاً عن ذلك بلغ 13 بلداً من بلدان الأمريكتين عن حالات متفرقة من العدوى بفيروس زيكا، ما يؤكد الانتشار الجغرافى السريع للفيروس.
ويطالب أهالى محافظة الإسماعيلية عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك ـ تويتر» بعودة سيارات رش المبيدات الحشرية من جديد، متهمين وزارات «الصحة ـ البيئة ـ الزراعة» بالتقصير، منوهين إلى أن عودتها سيخفف من انتشار الفيروسات الخطيرة التى تهدد جموع المواطنين، وتهاجم المواليد، لما له من علاقة بصغر حجم الرأس، لاسيما وأنه من الفيروسات الأكثر انتشارًا فى جميع دول العالم.
يشار إلى أن تحقيق الوقاية من الفيروسات القاتلة من خلال استخدام طاردات الحشرات، والملابس «تحبذ الألوان الفاتحة» التى تغطى أكبر قدر ممكن من الجسم، واستخدام الحواجز المادية مثل الحواجز السلكية، وإغلاق الأبواب والنوافذ؛ إلى جانب استخدام الناموسيات عند النوم، علاوة على أنه من الأهمية بمكان أن تفرغ الأوعية التى قد تحتوى على الماء مثل الدلاء وأوانى الزهور وأطر السيارات، أو تنظف أو تغطى، من أجل إزالة الأماكن التى يمكن للبعوض أن يتكاثر فيها، ناهيك أنه ينبغى إيلاء عناية خاصة للأشخاص الذن قد يكونون غير قادرين على حماية أنفسهم بالقدر الكافى، ومساعدتهم، مثل صغار الأطفال والمرضى وكبار السن.
وقد تكون أعراض الإصابة بفيروس «زيكا» وإن كانت خفية لا يستطيع أحد توضيح معالمها، لكنها تمتد على الأرجح لعدة أيام، وتشبه أعراضه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى المنقولة بالمفصليات، وتشمل الحمى والطفح الجلدى والتهاب الملتحمة والألم العضلى وآلام المفاصل والتوعك والصداع، وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين و7 أيام.
كما لاحظت السلطات الصحية فى البرازيل مؤخراً زيادة معدلات العدوى بفيروس زيكا بين عامة الناس وزيادة فى عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس عند الميلاد فى شمال شرق البرازيل، علاوة على أن الوكالات التى تعكف على تحرى فاشيات فيروس زيكا قد وجدت مجموعة متنامية من البيِّنات التى تشير إلى الصلة بين فيروس زيكا وصغر الرأس.