الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المستشرقة الروسية فاليريا كيرتشينكا: واقعية الأدب العربى تستهوينى







 
 

نظمت لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة احتفالية بالمستشرقة الروسية فاليريا كيرتشينكا، التى أمضت قرابة أربعين عاما فى ترجمة كنوز الأدب العربى للغة الروسية، وقال الدكتور أنور إبراهيم أستاذ اللغة الروسية بكلية الألسن: إن فاليريا تنتمى إلى مدرسة الاستشراق الروسى التى تتميز بموضوعيتها وعمقها وتنوع اهتماماتها وابتعادها عن النزعة الاستعمارية، وقد درست اللغة العربية بمعهد الاستشراق بموسكو عام 1952، وأقامت فى القاهرة من 1955 إلى 1960، وعملت مستشارا ثقافيا بالسفارة الروسية بالقاهرة خلال الفترة من 1971 إلى 1974، وظلت تدرس الأدب العربى فى جامعة موسكو خلال الفترة من 1976 إلى 2002.

 

أكد الروائى بهاء طاهر على رصانة ترجمة فاليريا، التى ترجمت له قصة «الخطوبة» فى منتصف الستينيات، إبان فترة ازدهار علاقات مصر وروسيا، التى تمثلت فى بناء السد العالي، وتحديث القوات المسلحة المصرية، كما ترجمت رواية «الحب فى المنفى»، و«تلك الرائحة» لصنع الله إبراهيم.

 

وأشار الروائى جمال الغيطانى إلى أن فاليريا تمثل جسرا ثقافيا بين ثقافتين عريقتين، وعرفنى عليها أستاذى محمد عودة فى الستينيات، لا تترجم إلا الأعمال الأدبية التى لها قيمة عالية، وزارتنى فى منزلى المتواضع فى «قصر الشوق» وتعرفت على أمى رحمها الله، وعندما زرت موسكو عدة مرات كانت ترعانا وقمنا بزيارتها فى بيتها، واحتفت بنا لكن احتفاءها بأعمالنا كان له دلالة كبيرة، وقد تحملت مسئولية ترجمة رواية «الزينى بركات» عام 1986، وناضلت من أجل إنجازها، وكان هذا مؤشرًا إلى أن هناك تحولاً عميقًا يحدث فى الاتحاد السوفيتى، لأن الرواية ضد القمع والمخابرات والرقابة.

 

وطالب الروائى يوسف القعيد بمنح الجنسية المصرية الفخرية لفاليريا، وأكد أنها تستحق تمثالا لجهودها الواضحة فى تعريف المجتمع الروسى بالثقافة العربية.

 

أما فاليريا كيرتشينكا فقالت فى كلمتها إن اللغة العربية صعبة، وأحيانا تحتاج من دارسها إلى ربع قرن لإجادتها، وقد ظهر أول كتاب من ترجمتى بعنوان «عمار يا مصر» وكان عبارة عن مجموعة قصص لمبدعين مصريين، بعد عشرين عاما من تعلمى للعربية، كما ترجمت سيرة الظاهر بيبرس، وطبع منها خمسون ألف نسخة، وكتاب «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» لرفاعة الطهطاوى عام 2009 وطبع منه 2000 نسخة.

 

وأضافت: كما ترجمت ليوسف إدريس «أرخص ليالي» و«بيت من لحم»، وظهر التطور والرؤية العميقة فى أسلوبه، أما كتابات نجيب محفوظ فتحولت إلى الرمزية بعد الثلاثية، وقد ترجمت له «زعبلاوي، والمرايا واولاد حارتنا، واحلام فترة النقاهة»، كما ترجمت ليوسف القعيد روايات: «أخبار عزبة المنيسي»، و«يحدث فى بر مصر»، وأرى أن القعيد تأثر بيوسف إدريس فى بداياته، لكنه أخذ منحى وثائقيا عكس إدريس الذى يستخدم الصور المتتابعة فى كتاباته.

 

كما ترجمت رواية «الحب فى المنفى» لبهاء طاهر، التى تحتفى بالبعد الإنسانى فى كل مكان، وقدمت بانوراما لما يحدث فى مصر وأوروبا والشرق الأوسط.

 

وانتقدت كيرتشينكا اتجاهات الاستشراق الحالية التى تهتم بالسياسة والاقتصاد على حساب الأدب والثقافة.