الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

براءة من «آدم شو».. فالسوريون أهلنا

براءة من «آدم شو».. فالسوريون أهلنا
براءة من «آدم شو».. فالسوريون أهلنا




يكتب: - سيد محمود

التحاق الفنانين بمهنة تقديم البرامج ليس حديثا.. فتاريخهم يكاد يكون قد بدأ مع بداية التليفزيون، ولم يكن هناك تسميات ومفردات كما هو الحال كالتوك شو أو استاند أب، ولكن كانت برامج تحمل مسميات كبرنامج سمير صبرى «النادى الدولى» لسمير صبرى، أو «نجمك المفضل» للإعلامية ليلى رستم، فى السبعينيات.. وظلت هذه البرامج التى كانت تقدم على شاشات التليفزيون المصرى لسنوات طويلة. ولم تتوقف إلا لأسباب أن حدثت اليوم لاعتبرها المشاهد أنها تافهة.. بل تمر مرور الكرام كحادثة فيفى عبده فى برنامج «النادى الدولى» عندما قالت إن نشأتها كانت فى «ميت أبو الكوم» بلد الرئيس السادات.. عندها أوقف وزير الإعلام آنذاك البرنامج لأنه خرج على التقاليد.
وما يقدم اليوم هو ليس خروجا فقط على التقاليد، بل هو قنابل موقوتة تنفجر يوميا فى وجه المواطن ليس المصرى فقط، بل المواطن العربى، لأن ما قدمه أحمد آدم فى برنامجه «آدم شو» هو تسلط إعلامى ونفاق مجانى لأهداف خاصة به هو وليس أحد.
 هو انحاز لطرف فى قضية كلنا كشعب نعيش فى حيرة منها، وكلنا كشعب ننحاز للمواطن السورى البسيط الذى يتناثر وطنه كجثث محترقة بسبب إرهاب مدفوع الثمن، وبسبب تسلط سلطوى وحرب على كرسى زائل. 
فليس من حقه أن يتهكم على شعب هو بحاجة لمساندة، حيث كان كثيرون يتعاطفون مع أهالى حلب ويقومون بوضع صور «حلب تحترق» على صفحاتهم كان هو يتهكم بشكل ساخر وسيئ من الموقف، من يتعاطف لا يهمه من الفاعل.. بل تعاطف لأن من قتل هو إنسان عربى وسورى وكل ذنبه أنه يسكن أرضا طالها الدمار فقد لا يكون مع بشار ولا مع النصرة ولا مع داعش ولا مع أحد.. والضرورة اقتضت ألا يخرج من هذا المكان لأنه لا يجد مأوى آخر فأصبح نزيل القتل.. ليكون جسده المحترق مادة لتهكم ممثل كأحمد آدم الذى يعلم هو كم أحبه وكم كنت داعما له فى مشواره منذ البداية.. لكنه فيما قدمه من تهكم لتوصيل رسائل ولأهداف هو يعلم حقيقتها فهنا نقول له «ستوب» يا أخى نحن لسنا مع أطراف سياسية.. نحن مع شعوب.
وإعلامنا يجب أن يكون مع الشعوب.. وقنوتنا يجب أن تكون مع الشعوب والأرض العربية لا مع معارك وخلافات سياسية.. لأن لعبة السياسة ليست سهلة وهى ليست مادة للتوك شو.
وإن كانت قناة الحياة قد بررت ما حدث من تجاوز فهو بالطبع يحسب لها وتقدير لموقفها كقناة فضائية يشاهدها العالم العربى.. ولكن تكرار مثل هذه التجاوزات يفقدنا الكثير من مصداقيتنا.. فكفى تجريحا فى عروبتنا ومصريتنا لأن الشعب السورى كله لنا شعبنا شماله وجنوبه ويمينه ويساره شعبنا.. لا نريد أن نخلط بين ما تقوله السياسة وما تفرضه علينا الأديان بأننا أمة واحدة.