الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

موسم تزاوج قطط البرلمان

موسم تزاوج قطط البرلمان
موسم تزاوج قطط البرلمان




باتت سلالم الطابق الخامس بالبرلمان خالية إلى حد ما من بقايا الحضانات التى يتم وضعها بشكل متكرر استعدادا لعمليات ولادة القطط والتى تمت على خير طوال  الشهرين الماضيين،  وبعد موسم تزاوج القطط البلدى فى شهر فبراير الماضى، وخروج قطط صغيرة مؤخرا تضاف إلى كتيبة القطط التى لا حصر لها بمجلس النواب وتملأ طرقاته ومكاتبه وقاعات اللجان منذ حل مجلس الشعب فى عام 2011 عقب ثورة 25 يناير.
ويعد الطابق الخامس من مبنى اللجان النوعية بمجلس النواب بمثابة ثكنة للقطط الضالة، ورغم أنه يبعد عدة خطوات عن مكتب وزير شئون البرلمان بالطابق الثالث، إلا أنه بشكل يومى  تستقبل فيه القطط  لتوفير الضيافة الكاملة لها من وجبات على أعلى مستوى، وحيث تفتح لهم علب طعام القطط المعلبة المستوردة، وبصفة خاصة «ويسكس»، ولمن لا يعرف فإن «ويسكس» من أكثر الوجبات المجففة الشهيرة للقطط الشيرازى، والغريب أن نوعية القطط الضالة والتى يطلق عليها «البلدى» التى تتكالب على مبنى مجمع اللجان بمجلس الشعب اعتادت هى الأخرى على مثل هذه الوجبات المستوردة، والتى لا تنتهى عند «ويسكس» فقط بل تمتد إلى أكثر من نوع لمأكولات القطط الشهيرة.
ويبدو أن تأثير «ويسكس» فاق الحدود، فإذا صادف الحظ ولم تجد أسانسيرا للنزول من مبنى اللجان النوعية بالمجلس، وفضلت أن تسلك طريقك إلى السلالم فإنك ستجد نفسك فى مملكة القطط.. أشكالا وألوانا من كل نوع.. أليفة وأخرى متوحشة جربة أو يملأ جسدها الجرب الواضح والجروح المفتوحة.. ولا تستغرب هذا بالفعل  فى مجلس الشعب تحت قبة البرلمان، والصور التى تمكنا من التقاطها تبرز بوضوح أماكن وتجمعات القطط، وكيفية تجوالها بين مقاعد النواب والطرقات وتسكعها عند الأبواب، وذلك بخلاف الروائح الكريهة التى تسد الأنوف عند الطابقين الرابع والخامس حيث أماكن التكاثر المليئة بكراتين مليئة بالرمل.
وبالبحث وراء سبب هذه التجمعات الغفيرة من القطط البلدى، ولماذا يتم إيواؤها بتقديم هذه المأكولات المستوردة فائقة الجودة داخل مجلس النواب.. تحدث عدد من الموظفين لـ«روزاليوسف» حول إحدى القيادات المسئولة بأمانة البرلمان، وهى التى تعشق القطط وتحبها بجنون، وتأتى كل صباح محملة بالأكياس التى تمتلأ بمأكولات أشكال وألوان للقطط، وترعى الحوامل منهن حتى يلدن فى باسكات «المهملات» التى كانت تستخدم سابقا لجمع المهملات وأصبحت الآن بيوتا للقطط، هذا فضلا عن توصياتها للعمال بجلب العلب الكرتونية وتجهيزها للقطط حتى تلد فيها قططا صغيرة، وممنوع على أى من الموظفين أن يتعامل بفظاظة مع أى من القطط الصغيرة.
الموظفون بدأ تذمرهم يتصاعد..  ويتصاعد، بينما هى لا تجد فى ذلك إلا قسوة قلب منهم على هذه الحيوانات الصغيرة.. ووفقا لتأكيدات أحد الموظفين بمبنى اللجان النوعية فإن نفوذ القطط يتصاعد داخل مبنى اللجان ولا يجرؤ أحد على أن يمر من سلالم الدورين الرابع والخامس حيث هما مكان لتكاثر القطط وبيوت آمنة للصغار حيث تخرج القطط الكبيرة للتسكع بين مكاتب الموظفين وفى قاعات الاجتماعات  تاركة الصغار فى الكراتين.
وبحسب أحد العمال بالمجلس فإنه فى السابق كانت وزارة الصحة تقوم بأعمال تطهير للمجلس من القطط والكلاب الضالة بإلقاء مأكولات تخديرية لها ثم جمعها إلى خارج المجلس إلا أنه لم يعد يحدث هذا من بعد الثورة، خاصة مع تولى محبة القطط لمركز المعلومات بمجلس الشعب.
ومن المنتظر أن تتجدد أزمة تكاثر القطط  داخل أروقة مجلس النواب بحلول شهر أكتوبر المقبل، وحيث إن مواسم التزاوج عند القطط عديدة بالسنة، وأولها من نهاية آخر عشرة أيام من شهر فبراير، وحتى منتصف شهر إبريل، وثانيها من شهر أكتوبر وحتى آخر نوفمبر، وأحيانا تنشط ذكور القطط فى شهر يوليو أيضا .
وحتى نتعرف أكثر على برامج الرعاية المتكاملة التى تقدم بالبرلمان حاليا للقطط الضالة، والتى باتت وجهتها مجلس النواب بدلا من أماكن تجمعات القمامة بوسط المدينة، فإن حمل القطط بعد عمليات التزاوج سالفة الذكر يستمر من شهرين إلى خمسة وستين يوما، وهذا يعتمد على نوع القطة وصحتها الجسدية، وعند اقتراب موعد الولادة تتلقى القطط بالبرلمان عناية فائقة الجودة بالدورين الرابع والخامس أمام مركز معلومات مجلس النواب، حيث توفير كراتين مملوءة بالرمال كأماكن للحضانات الدافئة لاستقبال القطط الصغيرة، وحيث تلد القطة الواحدة من ثلاث إلى ثمانى قطط تخرج للانضمام إلى الآخرين فى غزو طرقات المجلس وقاعات الاجتماعات والجلوس بمكاتب الموظفين.
وبينما تمتلئ أركان مبنى اللجان بعلب طعام القطط المجفف المستورد باهظة الثمن، كان البرلمان فى الفترة الأخيرة قد شهد هجوما شرسا على حجم إنفاق المصريين على السلع الاستفزازية المستوردة والتى من بينها طعام القطط المستورد، وتعددت مناقشة طعام القطط فى أكثر من لجنة على بعد خطوات من العلب الفاخرة التى تلتهمها قطط البرلمان يوميا، وحيث بدأ دور الانعقاد البرلمانى بمهاجمة شرسة لهذه النوعية من الوجبات المستوردة بسبب ارتفاع أسعارها، والأموال الباهظة التى تنفقها الدولة كل عام لاستيرادها من الخارج، وكانت هناك مطالبات بالعودة لإطعام تلك الحيوانات الأليفة وجبات متوافرة لدى كل منزل بل وأكثر إفادة لهم من المستورد.
بل ووافقت لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان على تعديل بعض فئات التعريفة الجمركية، وزيادتها على بعض السلع منها طعام القطط والكلاب، الأثاث، والأقمشة، والعطور، وبعض السلع المعروفة إعلاميًا بـ«السلع الاستفزازية»، وهى القائمة الطويلة التى تضم أكثر من 600 سلعة. وتبقى أزمة رعاية القطط بمقر البرلمان محل جدل مابين من يرى أن، ذلك أمر استفزازى وأن مبنى البرلمان ليس محلا لاستقبال القطط الضالة وتوفير مآوى لها، بينما يرى البعض أو القلة أن هذا عطفا على حيوانات أليفة تستحق أن ينظر لها بعين الرأفة خاصة أن الله تعالى أمرنا بذلك.