السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الختان اغتيال البراءة تحت ستار «العرف والدين»

الختان اغتيال البراءة  تحت ستار «العرف والدين»
الختان اغتيال البراءة تحت ستار «العرف والدين»




كتبت - مروة فتحى

ميار ضحية جديدة من ضحايا مسلسل الختان الذى يعد كابوسا مرعبا يهدد حياة  فتيات مصر ومستقبلهن..ورغم جهود الحكومة لمحاربة هذه الظاهرة والتقليل من انتشارها، إلا أن هذه الجهود تفتقر لتطبيق ميدانى فاعل فى القرى والأرياف، ورغم أن هذه الظاهرة انخفضت بنسبة 13% عن ذى قبل لكن مازالت مصر تحتل الصدارة من حيث معدلات انتشارها.
ميار فتاة لديها أخت توءم، لا تعيان مدلول هذه العملية، والدتهما همست فى أذنيهما قبل خضوعها لهذه الجريمة قائلة: «هذا أمر طبيعى وسرعان ما سيزول الألم»، وتعتقد الأم أن الأمر سيمر وستنهال التهانى من حولها، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. أصيبت ميار بنزيف أودى بحياتها فيما عاشت شقيقتها لتعانى طوال حياتها من فقدان توءمها التى قضت معها أجمل أيام طفولتها وتتجرع كأس المرارة كل يوم بالإضافة إلى تشويه العضو التناسلى الخارجي، ما سيعصف بحياتها الجنسية..أمر كانت فى واقع الأمر فى غنى عنه لولا ثقافة المجتمع «الرجعية»، التى تؤمن أن الإقدام على هذه الخطوة سيحميها من «الوقوع فى الرذيلة».
دور الدولة «متخاذل» إزاء هذه القضية التى باتت متجذرة فى ثقافة المجتمع، فبالرغم من إصدار قوانين تجرم هذه العادة السيئة، وهى خطوة جاءت متأخرة فى عام 2008 عندما أقر قانون العقوبات المصرى بتجريم ختان الإناث فى المادة 242، إلا أنها لا تعكس اهتمام الدولة الحقيقى بهذه المسألة، كما يرى بعض الناشطين، وبين حين وآخر تفيق الدولة من سُباتها وتعتزم محاربة هذه الظاهرة، وتنتشر الحملات الإعلامية للقضاء عليها والتوعية بمخاطرها، وآخرها الحملة التى أطلقها المجلس القومى للسكان على عشر قنوات أرضية وفضائية تحت شعار «كفاية ختان بنات»، للتوعية بأضرار ختان الإناث، لكن هذه الحملات لا تصل إلى المواطنين بصورة كافية، أضف إلى ذلك أن مواجهة هذه القضية لا تحتاج فقط إلى الحملات الإعلامية، بل إلى وعى ثقافى ومجتمعى أيضا.
راحت الكثير من الفتيات فى مصر ضحية هذه العادة الناجمة عن أفكار خاطئة فى فهم الدين والعادات الموروثة، حتى أضحت مصر الأولى عالميا فى ختان الإناث وفقا لمنظمة يونيسيف، حيث وصل عددهن إلى 27.2 مليون امرأة من مختلف الأعمار. وكانت آخر ضحايا هذه الظاهرة الطفلة سهير الباتع (13عاما) التى توفيت فى يونيو 2013، وقضت محكمة استئناف المنصورة بحبس الطبيب المتهم بالتسبب فى وفاة سهير بمحافظة الدقهلية لمدة عامين، فى سابقة قضائية هى الأولى من نوعها، لتأتى ميار لتعلن أنها لن تكون الضحية الأخيرة.
وفى هذا السياق، يقول رضا الدنبوقي، المدير التنفيذى لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، أن القوانين التى تجرم هذه الظاهرة ليست مفعلة، مشددا على أن  الهيئات الاستشارية الوطنية لا تقوم بواجباتها للقضاء على هذه المشكلة، وأن حملاتها ما هى إلا شعارات رنانة، لأنهم لا يحاربون هذه الظاهرة ميدانيا فى القرى والأرياف. والأدهى من ذلك، وفقا للدنبوقي، أن بعض الشيوخ من الأزهر والأوقاف يؤمنون بالختان، ومستشهدا بشيخ حضر لقاء إعلاميا للتوعية بمخاطر الختان، وقال الشيخ الذى حضر مندوبا عن وزارة الأوقاف أمام الجميع إنه ختن بناته الثلاث.
فيما قالت سحر الهواري، عضو مجلس النواب عن قائمة «فى حب مصر»، إن هناك بعض المواد فى الدستور المصرى لم تنصف المرأة بشكل قوى كما يجب، ويتمثل ذلك فى العنف ضد المرأة وختان الإناث، خاصة فى المناطق الريفية، والتى لم يجرمها القانون كما يجب.