السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إفطار مباراة رواندا!
كتب

إفطار مباراة رواندا!




 


     كرم جبر روزاليوسف اليومية : 27 - 08 - 2009

لماذا يخترق الصيادون مياه الدول المجاورة؟

1
- لم أكن أتمني أبدًا أن تتورط دار الإفتاء في إصدار فتوي تبيح إفطار لاعبي مصر في مباراة رواندا، لأن الإفراط في الفتاوي يزيد من حيرة الناس وليس إرشادهم.
- الأسئلة هنا كثيرة: هل تنطبق الفتوي علي بقية مباريات الدوري أم مباراة مصر ورواندا فقط؟ .. وهل تنطبق علي مباريات السلة والطائرة وغيرها؟.. وهل تنطبق علي اللاعبين المسلمين في الفرق الأجنبية؟
- ماذا يحدث إذا خسر المنتخب لا قدر الله ولاعبوه مفطرون؟ وهل تنطبق الفتوي علي المباريات الودية؟ وماذا عن الشبان الذين يلعبون الكرة في الشوارع قبل الإفطار؟
2
- فتوي دار الإفتاء، كما نشرتها صحيفة المصري اليوم تفتح باباً للاختلاف لأنها تجيز إفطار اللاعبين لأنهم مرتبطون بعقود مثل الأجير الملزم بأداء عمل، وإذا تأثر العمل يجوز له الإفطار.
- تفتح باب الاختلاف لأن لاعبي المنتخب لا يرتبطون بعقد لتمثيل بلادهم، اللاعب فقط يرتبط بعقد مع ناديه، أما الفريق الوطني فيتم الاختيار دون إبرام عقود.
- وتفتح باب الاختلاف لأنها لا تجيز الإفطار بسبب التدريبات أو المباريات غير الرسمية.. مع أن هذه الأشياء تؤثر علي أداء العمل، وبالتالي كان من الطبيعي أن تجيز الإفطار.
3
- القاعدة تقول: علموا الناس ما ينفعهم، ومثل هذه الفتاوي لا تنفع ولا تشفع، وإنما تزيد مساحة الاختلاف وأتوقع أن تصدر فتاوي كثيرة للرد عليها، وتحرم إفطار لاعبي الكرة.
الصوم صوم، والإفطار إفطار والرخصة الشرعية هي للمريض والمسافر، أما الاجتهاد المفتعل فيفتح الباب لصدور فتاوي تفصيل، تضر أكثر مما تنفع.
صحيح أن فتوي الإفطار في مباراة رواندا قد تحقق بعض المصلحة وتريح اللاعبين من عناء الصوم، ولكن المشكلة في ماكينة الفتاوي المشابهة التي لاتهدأ ليل نهار وتحاصر الناس في يقظتهم ونومهم.
4
- الإسراف في الفتاوي معناه أن مساحة الشك في حياتنا أصبحت واسعة وتزداد كل يوم، والناس يتغلبون علي الشك بالبحث عن فتوي.
كل شيء في حياتنا يحتاج فتوي، ابتداء من دخول المرحاض بالقدم اليمني حتي معاشرة الزوجات والودائع بالبنوك وأنفلونزا الخنازير، وتراجعت مساحة العقل والتفكير والتدبير.

كثير من الفتاوي تلحق الضرر بالناس خصوصاًَ إذا صدرت من غير ذي علم أو صاحب هوي.. كثير من الفتاوي أضرت الأمة وضربتها في مقتل، وعكرت علي الناس صفو حياتهم ولها مع ذلك ماض مجيد.
5
- موضوع آخر.. الصيادون.. ما هي حكاية الصيادين المصريين بالضبط ولماذا هم وحدهم دون سائر الدول الأخري الذين يتسولون في البحار ويتم اعتقالهم والقبض عليهم؟
بعد الصومال، جاءت تونس التي قبضت علي صيادين دخلوا مياهها الإقليمية، وبعدها بدأت نفس الاسطوانة المشروخة عن عجز الدولة عن حماية الصيادين، وعدم التدخل لإنقاذهم؟
لماذا هم يذهبون إلي المياه الإقليمية للدول الأخري رغم أن مصر تربطها معاهدات واتفاقيات مع دول كثيرة مجاورة تبيح الصيد في مياهها الإقليمية.. لماذا يختارون المشاكل؟
6
- هل عجزت السواحل المصرية الممتدة علي البحرين المتوسط والأحمر بجانب النيل الذي يخترق مصر من أقصي الجنوب للشمال عن توفير فرص مناسبة للصيد؟
هل يستمر هذا المسلسل المهين في اعتقال الصيادين المصريين رغم التحذيرات الرسمية المشددة لهم بعدم اقتحام المياه الإقليمية للدول الأخري؟
لماذا نلوم الدول التي تعتقلهم وهل نقبل نحن في مصر أن يخترق صيادون من دول أخري مياهنا الإقليمية، دون اتخاذ الضوابط التي تمنع اختراق الأمن؟
7
- لم تعجبني أبداً الضجة المثارة حول تحرير صيادي البرلس لأن كثيراً من الصيادين تقمص شخصية أبولمعة ومضي يحكي قصصاً تثير الضحك في كثير من الأحيان من فرط سذاجتها.
المسألة برمتها تحتاج إلي الضبط والتنظيم، لأنه ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تظل الوزارات والهيئات المعنية تتسول الإفراج لدي الدول الأخري، ورغم ذلك تتعرض لهجوم مستمر.
لماذا الصيادون المصريون وحدهم دون غيرهم من الدول الأخري هم الذين يقتحمون المياه الإقليمية للدول المجاورة.. وهل ننتظر عملاً بطولياً آخر لتحريرهم في تونس؟


E-Mail : [email protected]