الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حرائق «القنطرة شرق» تعيد «الجن» إلى قفص الاتهام

حرائق «القنطرة شرق» تعيد «الجن» إلى قفص الاتهام
حرائق «القنطرة شرق» تعيد «الجن» إلى قفص الاتهام




الإسماعيلية – شهيرة ونيس


 يتبادر إلى الأذهان وللوهلة الأولى عند السماع بواقعة نشوب حريق فى مكان أو منطقة ما، أن يكون السبب وراء اندلاع النيران إما أن يعود إلى ماس كهربائى أو تفاعل مادة قابلة للاشتعال مع أحد أنواع الوقود أو الطاقة التى تساعد على الاشتعال، أو أن يقيد محضر الحريق إلى أحد «أعقاب السجائر» التى ألقت مشتعلة لتساعد بذلك على اندلاع الحريق بالمكان.
لكن تلك المرة يختلف الوضع كثيرا شكلاً وموضوعا عن باقى وقائع الحرائق، فقد تكررت واقعة اشتعال مبنى مستشفى القنطرة شرق القديمة التابعة لإحدى الجمعيات الإسلامية الخاضعة لرقابة وزارة التضامن الاجتماعى، المسجلة تحت رقم 94 لسنة 1979، للمرة السادسة على التوالى، والسبب غير معلوم، منهم من يجزم بأن السبب فى اندلاع الحرائق يعود إلى أن المكان مهجور منذ فترة كبيرة، لذلك تسكنه الأشباح والعفاريت التى تقوم بإشعال النيران بين الحين والآخر، وبعضهم من يؤكد أن الفاعل معلوم من بين الخارجين على القانون ومتعاطى المخدرات، الذين اعتادوا السكن ليلا فى هذا المستشفى.
«روزاليوسف» انتقلت إلى مبنى المستشفى لترصد معالمه وتقف على الحقيقة، بالإضافة إلى التقاء عدد من المواطنين.
بداية تقول منى عبدالمنعم، من سكان القنطرة شرق: إننى سمعت أصوات «صرخات» تندلع من مبنى المستشفى القديم ليلا، الأمر الذى أيقظنى مفزوعة من نومى، حيث إنه تكرر أكثر من مرة دون معرفة السبب، بل إن ذلك الموقف لم يتكرر معى فقط بل تكرر أيضا مع أكثر من شخص من القاطنين، وهو الأمر الذى ترك على أثره الكثير من المواطنين ذلك المكان خوفا على حياتهم.
ويؤكد أحمد عبدالفتاح، أحد أهالى المنطقة فى القنطرة شرق التابعة لمحافظة الإسماعيلية، تكرار اندلاع الحرائق لـ6 مرات على التوالى، منوها إلى أن كل حريق كان يقترب من التهام جميع المبانى المجاورة للمستشفى، إلى جانب تهديد أعمدة الإنارة التى كانت قاب قوسين أو أدنى من الاقتراب من بؤرة النيران، وحينها كانت العواقب ستكون سيئة والخسائر فادحة من الناحية المادية والبشرية.
ويضيف محمد عبدالصبور، أحد المتضررين: لم يقتصر الأمر على اندلاع الحرائق فى هذا المستشفى وحسب، بل أصبح بيئة مناسبة لسكن الكلاب والثعالب والحشرات نهارا، ووكرا للمدمنين والخارجين على القانون نهارًا، فى غفلة من السادة المسئولين، رغم الشكاوى المتكررة التى تقدم بها الأهالى، لكنها لا تزال حبيسة الأدراج.
ويتابع عبدالصبور: المبنى مهجور منذ سنوات، ولا حياة به ولا عمل منذ 2011 واندلاع ثورة يناير وحتى الآن، منوها إلى أن غالبية أهالى المنطقة المحيطة بمستشفى القنطرة شرق القديمة تقدموا بالعديد من الشكاوى والاستجوابات، عن سبب اندلاع الحرائق بصورة متكررة ومتتالية، وعدم البت فى أمر هذا المستشفى والوقوف على إعادة تشغيله من جديد من عدمه.
ويستنكر المتضرر تجاهل المسئولين الشكاوى ومعاناة المواطنين التى مضت عليها سنوات عديدة، قائلا: منازلنا تحترق ولا عزاء للمسئولين»، مناشدا يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، بسرعة فتح ملف المستشفى، وبحث إمكانية تجديده وإعادة تشغيله ودخوله الخدمة، لإنهاء الشبح والكابوس الذى يطارد الأهالى ويرعب أطفالهم، وقد يكون سببًا رئيسيًا فى هجر السكان المنطقة.
أما عبدالسلام محمد، أحد أهالى المنطقة المجاورة لمستشفى القنطرة شرق، فيقول: بين الحين والآخر تتصاعد أدخنة النيران حتى تصبح على مرأى من أهالى مركز القنطرة بأكمله، لتسيطر عليهم حالة من الرعب والقلق خوفا من وصول النيران إليهم، وهم فى غفوة من الليل، وما بين هذا وذاك يخشى الأهالى من الاستيقاظ على حرارة النيران داخل منازلهم دون محاولة الهروب.
ويتابع عبدالسلام: إن الرعب والفزع يسيطران علينا ليلًا، فضلا عن حالة الرعب التى تصيب أطفالنا، حيث سماع نباح الكلاب تارة، وأصوات الثعالب تارة أخرى، بل وصل الأمر إلى أننا فى كثير من الأحيان يتخيل إلينا أننا نسمع عويلًا وبكاء داخل سور المستشفى، خاصة إن كان بها جثث ومتوفون، الأمر الذى يجبرنا على التزام المنازل قبيل حلول الظلام والمغرب.
ويؤكد مصطفى مبارك، أحد المضارين، أنه رأى مرات كثيرة بعض الخارجين على القانون يترددون على هذا المستشفى المهجور الذى لازرع به ولا ماء، مستغلين ذلك فى تعاطيهم المواد المخدرة، وممارسة الأعمال المنافية للآداب ليلا، حيث تم تحويله إلى وكر للدعارة فى وضح النهار دون رادع لهم، مطالبا بضرورة تشكيل قوات أمنية ومداهمة المبنى فى أوقات مختلفة للقضاء على المجرمين والبلطجية.
وتشير منى عبداللطيف، ربة منزل إلى أن رجال الإطفاء والحماية المدنية تمكنوا من السيطرة على الحريق السادس الذى نشب بمستشفى القنطرة القديمة، الذى كاد يبتلع كل الأبنية المجاورة، متسائلة: هل تتمكن الحماية المدنية من السيطرة على الحرائق المقبلة، والتى من المؤكد أنها ستحدث؟، مطالبة بإزالة المبنى وإقامة مشروعات بديلة على مساحته للانتفاع به.
من جانبها كانت قوات الحماية المدنية قد سجلت تلك الحرائق التى نشبت بالمستشفى، على مدار الأعوام الماضية، بأن السبب فيها «عقب سيجارة»، تم إلقاؤه على أكوام القمامة بالمستشفى المهجور، وهو الأمر الذى لم يقتنع به الأهالى، ورفضوه جملة وتفصيلًا، مؤكدين أنه لابد من هدم المستشفى أو ضرورة وضع آلية تنهى الكارثة قبل تفاقمها، أو عدم التمكن من السيطرة عليها فيما بعد.