الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المنياوية» محرومون من الأحلام حتى فى الخيال

«المنياوية» محرومون من الأحلام حتى فى الخيال
«المنياوية» محرومون من الأحلام حتى فى الخيال




المنيا ـ علا الحينى


تحولت مقرات دور العرض السينمائى الشهيرة بالمنيا إلى معارض لبيع المستلزمات وقاعات للأفراح وأبراج سكنية، وظلت المنيا دون دور عرض سينمائى خلال العقود الماضية حتى قيام القوات المسلحة ببناء مجمع خدمات شرق النيل وإنشاء دور عرض سينمائى «سينما النصر» أعقبها دور عرض آخر بأحد المولات التجارية ليضيع فرصة المنياوية فى الترفيه ومشاهدة الافلام، خاصة مع قدوم مناسبات الأعياد أو الإجازات.
«روزاليوسف» رصدت أبرز السينمات بالمنيا الشهيرة، التى تم إغلاقها لتحل محلها مشروعات تجارية.
ففى مدينة المنيا كان بها دارا عرض من أشهر السينمات وهما سينما «ميامى» بميدان بالاس، وعلى بعد خطوات منها سينما «فريال» بميدان بشارع الحسينى، وتحولت الأولى  لبرج سكنى، والأخرى لمعرض لمستلزمات الأسرة من ملابس وأدوات منزلية ولعب أطفال، الأمر الذى أثار حفيظة المواطنين وأشعل غضبهم، خاصة أنه حطم الأماكن الترفيهية التى كان يتردد عليها الفقراء وبمثابة المكان والمتنزه الوحيد لهم.
وفى مراكز المحافظة كان يوجد سينما سمالوط بالطريق الزراعي، لكن تم تحويلها لقاعة أفراح للإيجار.. حيث يقول الدكتور شعيب خلف، مدير عام الثقافة بالمنيا: إن القصر حاول أن يسد الفجوة الموجودة بالمنيا لقلة مقرات دور العرض السينمائى من خلال نشاط السينما، التى نقدم من خلالها الأفلام، فيوجد لدينا نادى السينما ونادى التذوق السينمائى نعرض من خلالهما أفلامًا مختارة سواء عربية أو أجنبية فى وجود ناقد سينمائي، ويدور النقاش بين الجمهور والناقد ويتم سماع آراء الجمهور فى الفيلم، علاوة على أننا استطاعنا من خلال النادى سد الفجوة بين قلة دور العرض وتشوق المواطنين لسماع الأفلام السينمائية.
وحول وجود أية مبادرات بين الثقافة والقطاع الخاص لإنشاء دور عرض سينمائى فى محافظة يصل تعداد سكانها لحوالى 6 ملايين نسمة، يؤكد شعيب، أن الثقافة هدفها الأساسى تغذية العقول، ومشكلة القطاع الخاص هو أنه يهدف للربح بغض النظر عن نوعية المعروض، وهو الأمر الذى نسعى إلى تداركه والبعد التام عن أى تحميل المواطنين فوق طاقتهم، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار والغلاء.
أما الدكتور ماجدة الفولي، أستاذ الهندسة، فتقول: إن سينما ميامى بالمنيا كان لها بريق خاص وفسحتها لها متعة مميزة وكان يقبل عليها المواطنون خاصة فى فترات الأعياد والمواسم، وعندما قام صاحبها بهدمها كان المفترض أن يكون معه تصريح ببناء سينما آخر، ولكن لا توجد متابعة ولا سائل ولا مسئول، وبفضل الإهمال تحولت إلى برج سكنى واختفت معالم السينما الجميلة ولم يتبق منها سوى الاسم فقط الذى استحوذ عليه البرج السكني، الذى اشتمل محلات تجارية وعيادات وبعض الشقق السكنية، ومن المؤكد أن الهدف الوحيد لصاحب السينما هو تحقيق الأموال الطائلة والتربح من خلال تحويلها.
ويوضح بشرى عياد، من أبناء سمالوط، أن سينما سمالوط كانت تعمل حتى سنوات قريبة، لكن «هوجة» قاعات الأفراح التى تجلب مبالغ خيالية لأصحابها فى الليلة الواحدة دون تكلفة شراء حق عرض الفيلم قضى على السينما التى تحولت لقاعة أفراح السينما يأخذها أى متعهد ويقوم بتأجيرها سواء للأفراح أو الندوات خلال فترات الشتاء وفى النهاية المكسب أهم.
ويضيف جمال حسن، موظف: إنه من المحزن أن تصبح محافظة كاملة يصل تعداد سكانها لأكثر من 5 ملايين نسمة ولا يوجد بها ـ فى وقتنا هذا عصر التكنولوجيا الحديثة ـ خلال الـ3 سنوات الأخيرة سوى دورين فقط للعرض السينمائى بأماكن بعيدة تكلف المواطن مصاريف انتقال إضافية، ما يزيد من مصاريف الأسرة فى الفسحة الواحدة فسعر التذكرة يتعدى الـ20 جنيها ولو أسرة مكونة من 5 أفراد فيصل متوسط مصاريف الخروج للسينما لحوالى 150 جنيهًا، وهو الرقم الذى لم يكن متوفر لدى الكثير من أهالى محافظة المنيا.
بينما ترى رباب أحمد، من أهالى المنيا، أن السينمات الحديثة بالمنيا الجديدة أو سينما القوات المسلحة سينمات متطورة وتستخدم تكنولوجيا البعد الثالث وأفلامهم الأحدث وتلقى قبولا جيدا من الجمهور والمترددين عليها، لكن 2 فقط بمحافظة مكتظة بالسكان قليل جدا، لا يستوعب أحد ولا تكفي المترددين عليها فى المناسبات وغيرها.
ويقول ماهر توفيق، مدرس: فى السنوات الماضية فى قريتنا كنا نشاهد أفلام تسجيلية توعوية عن كيفية زراعة القطن أو الخطوات المناسبة للجنى وارشادات زراعية مفيدة وكانت هناك افلام أخرى خاصة بالتوعية الصحية وخاصة للمزارعين فى القرى، وكان يتم بث هذه الافلام شهريا وكنا نتجمع كلنا ونشاهدها، بينما الآن اختفت هذه النوعية من الأفلام التوعوية، خاصة بعد انتشار الحواسيب والكمبيوترات والفضائيات.
ويضيف توفيق: إن الدولة كان لها دور كبير فى التوعية، خاصة للمزارعين، أما الآن فلا أحد يسأل فى المزارع أو الفلاح وعليه أن يثقف نفسه بنفسه فمنذ سنوات لم تأت إلينا سيارة السينما المتحركة لعرض أفلامها، مطالبا بضرورة تدخل محافظ المنيا وإنشاء سينما تكون تابعة للمحافظة وتعود بالنفع على صندوق المحافظة، منوها إلى أن إنشاء سينما حديثة ثلاثية الأبعاد، أبسط أحلام الأهالى للتنزه خلال أيام الإجازات والأعياد والعطلات الرسمية، خاصة أن حالاتهم المادية هشة لا تحتمل أعباء زيادة عن تلك التى يتكبدونها على السلع التى ارتفعت عنان السماء.