الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ارفع راسك فوق «انت برتغالى»

ارفع راسك فوق «انت برتغالى»
ارفع راسك فوق «انت برتغالى»




كتب - وليد زينهم


موجة من الفرحة العارمة اجتاحت الاراضى البرتغالية مع وصلات من الرقص الهستيرى فى لشبونة وبورتو وبراجا وسيتوبال وافيرو بعد تتويج منتخب البلاد بأغلى لقب فى تاريخه ببطولة كأس الامم الاوروبية عقب فوزه على المنتخب الفرنسى فى المباراة النهائية التى جمعت المنتخبين على ملعب «دى فرانس» فى قلب عاصمة النور باريس بهدف نظيف.
وحقق البرتغاليون معجزة كروية بكل المقاييس اذ حصدوا لقبًا هو الاول من نوعه فى سجلاتهم وامام خصم رهيب يلعب على ارضه ويتمتع بمؤازرة جماهيرية جبارة من 80 الف مشجع فى ملعب «دى فرانس» فى ظروف قاسية بعد اصابة ابرز نجومهم كريستيانو رونالدو..كما تحدى البرتغاليون التاريخ الذى يشهد انه كلما تواجه المنتخبان تكون الغلبة لفرنسا باستثناء مرة وحيدة منذ عدة عقود.
وقدم منتخب المستكشفين أو الرحالة كما يطلق عليه عشاقه افضل مبارياته على الاطلاق فى البطولة مخالفا معظم التوقعات والترشيحات التى كانت تصب فى مصلحة الديك الفرنسى ..ولم يتأثر الفريق كثيرا بخروج نجمه الاهم رونالدو مصابا من منتصف الشوط الاول اذ كان الجميع على قدر كبير من المسئولية بل وظهر الفريق اكثر روعة وتماسكا بدون التوربينى.
ديشامب وسانتوس
وتفوق الثعلب العجوز فرناندو سانتوس المدير الفنى للبرتغاليين على نظيره الفرنسى ديديه ديشامب من حيث قراءة المباراة والتعامل معها بواقعية فضلا عن التغييرات التى قلبت الموازين فالمدرب الفرنسى اخطأ بسحب مهاجمه الاوحد والافضل اوليفيه جيرو والدفع بجنياك وكذلك اخراج ديميترى باييه المتحرك والابقاء على بول بوجبا الذى لم يكن فى مستواه المعهود.. اما سانتوس فتبديلاته كانت ممتازة خاصة الدفع بجواو موتينيو صاحب الخبرة الكبيرة بدلا من رناتو سانشيز الذى ارهقته كثرة انطلاقاته واستنزف نفسه بدنيا وكذلك التبديل الذى اهدى الفريق اللقب الغالى بالدفع بالمهاجم القوى ايدر لوبيز بدلا من ادرين سيلفا.
رونالدو المنحوس
شتان الفارق بين الدموع التى انهمرت من عينى كريستيانو رونالدو اثناء خروجه مصابا والتى اعقبت نهاية المباراة مباشرة فالاولى حملت بين طياتها الحزن والالم والثانية الفرحة والانتصار.
ورغم جلوسه على مقعد البدلاء لأغلب زمن المباراة كتب رونالدو اسمه بحروف من نور فى التاريخ الكروى حيث توج للمرة الأولى بلقب بقميص المنتخب البرتغالى لتكتمل أركان أسطورته.
وانهمرت دموع رونالدو عندما خرج بسبب إصابته فى الركبة بعد 24 دقيقة من بداية المباراة وتوجه إلى غرف تغيير الملابس ثم عاد إلى مقاعد البدلاء مع بداية الوقت الإضافى لتتحول بعدها دموعه دموع فرح جنونى.
ويمتلك رونالدو نجم نجوم ريال مدريد الاسبانى العديد من الأرقام التى تؤكد عظمته وفى مقدمتها صدارته قائمة أبرز هدافى دورى أبطال أوروبا على مدار تاريخ اللعبة وفوزه ثلاث مرات بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب فى العالم.
وبدأت إنجازات رونالدو فى يورو 2016 فى فرنسا بكونه أصبح من خلالها أكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب البرتغالى على مدار التاريخ وأول لاعب يهز الشباك فى أربع نسخ مختلفة ببطولات اليورو كما يقتسم صدارة قائمة هدافى البطولة على مدار تاريخها مع الأسطورة الفرنسى ميشيل بلاتينى برصيد تسعة أهداف لكل منهما.
وجاء فوز البرتغال باللقب على حساب أصحاب الأرض ليكون بمثابة جوهرة التاج لمسيرة رونالدو الكروية.
وشكل لقب اليورو أفضلية لرونالدو على غريمه الأرجنتينى ليونيل ميسى لاعب برشلونة الذى خسر مع منتخب بلاده فى نهائى كأس العالم وكذلك ثلاث مرات فى نهائى كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ولم يتوج بأى لقب بقميص التانجو.
مكافآت ضخمة
يحصل كل لاعب بالمنتخب البرتغالى على 275 ألف يورو كمكافأة على الفوز باليورو.
وذكرت صحيفة «إيبولا» البرتغالية الرياضية أنه مع إضافة «مصروف الجيب» للاعبى الفريق خلال فترة البطولة يكون كل لاعب قد جنى نحو 300 ألف يورو .
ويحصل الاتحاد البرتغالى للعبة فى الفترة المقبلة على 25 مليون يورو من الاتحاد الأوروبى للعبة (يويفا) هى إجمالى قيمة الجائزة المالية التى يحصل عليها حامل اللقب.
ورغم خسارته فى النهائي، تبلغ الجائزة المالية التى سيحصل عليها المنتخب الفرنسى 23 مليون يورو وهو رقم مشابه لما حصل عليه المنتخب الإسبانى عندما توج بلقب يورو 2012.
    باريس تبكى
انخرط عدد لا بأس به من مشجعى فرانسا فى البكاء لاسيما الحاضرين فى ملعب «دى فرانس» والمتابعين للمباراة فى ساحة برج ايفل الكبيرة عبر الشاشات العملاقة بعد خسارة بلادهم للقب كان قاب قوسين او ادنى منهم.
وعلى عكس لشبونة غطت باريس موجه من الحزن استمرت عدة ساعات قبل أن يؤكد عدد كبير من المشجعين عبر اكثر من وسيلة اعلام فرنسية وعالمية فخرهم بمنتخب بلادهم الشاب رغم الهزيمة وضياع حلم البطولة.
التعاطف المصرى
هذا ورصد «روزاليوسف» حالة من التعاطف لاسيما بين الاعداد الكبيرة من الشباب مع المنتخب البرتغالى لعدة اسباب من اهمها أن الفريق يضم كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد ذلك النادى صاحب الشعبية الجارفة فى مصر والشرق الاوسط علاوة على دموع «التوربينى» اثناء خروجه مصابا والتى اثرت على جميع من يتابع المباراة حتى الفرنسيون فى ملعب «دى فرانس» الذين صفقوا للاعب عند استبداله.