الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسرار معركة اللوحات المسروقة
كتب

أسرار معركة اللوحات المسروقة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 11 - 10 - 2009


زاهي حواس يهدد بفضيحة دولية لمتحف اللوفر


1


- لم يتلق الدكتور زاهي حواس تعليمات من أحد في معركة استرداد اللوحات المسروقة في متحف اللوفر.. ولكنه فعل ما يمليه عليه ضميره، واستثمر علاقاته الدولية الواسعة، في حسم الموقف لصالح مصر، بصورة مشرفة.


- أصل الحكاية أنه في سنة 1980 تمت سرقة مقبرة تن تكي أحد ملوك الأسرة ال18 الفرعونية التي يرجع تاريخها إلي أكثر من 3 آلاف سنة، وتم تدميرها واختفت من الوجود.
- الأكثر غرابة وإثارة وغموضاً أن هيئة الآثار المصرية لم تبلغ عن السرقة في ذلك الوقت، وكأن شيئاً لم يكن، وتم تهريب اللوحات إلي الخارج حتي استقرت عند امرأة فرنسية ثرية.
2
- في يناير الماضي اتصل اثنان من علماء الآثار الألمان بالدكتور زاهي حواس وأبلغاه بأن متحف اللوفر في فرنسا قام بشراء 4 لوحات من المقبرة المسروقة في عام 2002، وقام بشراء اللوحة الخامسة عام 2003.
- أشرفت علي شراء المسروقات كريستيان زجلر رئيس قسم المصريات في اللوفر، وكانت تعلم أنها مسروقة، وارتكبت جريمتها مع سبق الإصرار والترصد.
- كريستيان تعلم جيداً بحكم تخصصها القيمة الأثرية النادرة لهذه اللوحات الملونة وهي لصاحب المقبرة تن تكي ولزوجته ومناظر أخري أثناء تقديم القرابين.
3
- فور إبلاغ زاهي حواس بالواقعة، أرسل علي الفور خطاباً لمدير متحف اللوفر يطلب استعادة اللوحات المسروقة فوراً، مقدماً له جميع الأدلة علي أنها مسروقة بعد اتفاقية جينيف عام 1972.
- بعد اتفاقية جينيف من السهل استعادة الآثار المسروقة لأن الاتفاقية تجرم ذلك وتعطي الحق للدول والهيئات المالكة في استعادتها، ولكن قبل الاتفاقية يصبح الموقف أشد صعوبة.
- خطاب حواس لمدير اللوفر هنري لورت كان في يناير الماضي وبعد 4 أيام حضر إلي القاهرة، وقابل حواس الذي حذره من حدوث فضيحة دولية تنال المتحف الشهير من جراء قيامه بشراء اللوحات والآثار المسروقة.
4
- أبدي متحف اللوفر مرونة كبيرة في إعادة الآثار ولكنه ربط ذلك بموافقة اللجنة العلمية لمتاحف فرنسا وموافقة وزير الثقافة الفرنسي، وأبلغه حواس بأن تلك الموافقات لا تستغرق أكثر من شهر.
- تم إرسال خطاب ثانٍ وثالث ورابع لمدير اللوفر لينفذ اتفاقه، لكنه تهرب من الرد.. وعلي الفور اتخذ حواس قراراً بوقف عمل البعثة الفرنسية في مصر.
- انقلبت الدنيا بعد أن أُشيع في العالم أن مصر أوقفت عمل البعثة الفرنسية بسبب سرقات الآثار، مما يهدد عمل البعثات الفرنسية في أي دولة أو منطقة أخري في العالم، ما لم يتم إعادة اللوحات المصرية.
5
- القرار الثاني الذي اتخذه حواس هو منع كريستيان زجلر من إلقاء محاضرة كانت مقررة سلفاً في مصر، وإبلاغها بأنها غير مرغوب فيها وتحذيرها من مطالبة العالم بوقف التعامل معها.
- لقيت القرارات المصرية الحازمة ترحيباً وإقبالاً من جهات دولية كثيرة في إشارة إلي أن الدول الأخري إذا اتخذت موقفاً مشابهاً للموقف المصري، فسوف تتوقف سرقات الآثار تماماً.
- تصاعد الموقف تدريجياً حتي وصل إلي مرحلة الأزمة ليس سياسياً ولكن ثقافياً، أزمة تهدد سمعة فرنسا في العالم كله، وتثير الشبهات حول دور متحفها الشهير في القرصنة الدولية.
6
- هذه اللوحات العزيزة سوف تعود إلي أحضان الوطن في الأسبوع المقبل، بمقتضي الوعد الذي قطعه الرئيس ساركوزي علي نفسه في اتصاله الهاتفي بالرئيس مبارك أمس الأول.
- حواس يؤكد أن الثقل الدولي لمصر ومكانتها بين مختلف الدول، والعلاقات القوية التي تربط بين مبارك وسائر زعماء العالم، هي أوراق القوة التي اعتمد عليها موقف مصر في معركة اللوحات المسروقة.
- المسألة لا علاقة لها بالسياسة - كما أكد حواس في اتصال هاتفي معي أمس - ولكنها تتعلق بحماية حقوق مصر الأثرية والتاريخية، وبذل أقصي جهود ممكنة لاسترجاع واستعادة ما سُرق منها.
7
- المعركة لم تنته بعد فهناك 5 رءوس مسروقة للملك أمنحتب الثالث في متحف اللوفر، وأحدها الرأس الأصلي، والجسم مازال عندنا في مقبرته بمصر.
- اتصل حواس أكثر من مرة بمديرة متحف اللوفر وقال لها حرام عليك.. أعيدي الرءوس لتنضم إلي الجسد.. ولكن متحف اللوفر مازال يماطل ويسوف ويتهرب.
- زاهي حواس يحتاج لدعم كبير في معركة استرداد رءوس أمنحتب فهذه الآثار ملك لمصر كلها وجزء غالٍ من تاريخها وحضارتها، وتستحق أن ندافع عنها.
 

E-Mail : [email protected]