الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بجامعة بنها «الغش» الحلال للطلاب الوافدين

بجامعة بنها «الغش» الحلال للطلاب الوافدين
بجامعة بنها «الغش» الحلال للطلاب الوافدين




تحقيق- محمود ضاحى

تعد الجامعات المصرية واحدة من أعرق الجامعات فى العالم، الأمر الذى جعلها قبلة الكثير من الطلاب العرب، لكن خلال الفترة الأخيرة تغير الحال فصارت الجامعات المصرية الوسيلة الوحيدة للوافدين للحصول على مؤهل دراسى، بعد أن فتحت جامعة بنها أبوابها لهم ويسرت لهم كل الأمور، فبات الغش أمرًا طبيعياً للطلاب العرب والوافدين فكانت الجامعة قد شهدت مؤخرًا إحالة أستاذين بكلية التربية لمجلس التأديب بتهمة وجود معاملات مالية مع طالبة كويتية، لكن الطالبة الكويتية الوافدة «ع. س. ر» والمسجلة لدرجة الماجستير بقسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية، تقدمت بمذكرة للدكتور سليمان مصطفى نائب رئيس جامعة بنها لشئون التعليم والطلاب، نفت فيها قيامها بتقديم شكوى ضد كل من الدكتور «س. ع» والدكتور «ج. أ» للمكتب الثقافى الكويتى أو أى جهة أخرى.


الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فمنذ أيام  تلقى رئيس الجامعة مذكرة من الدكتور إبراهيم فودة، عميد كلية التربية ببنها، بناء على شكوى طالب كويتى يدعى رمضان محمد رمضان عدنان ، بتظلمه من رسوب زوجته الطالبة فاطمة خير الله محمد عوادة فى مادة الإرشاد والتوجيه.
وذكر الطالب أن دكتور المادة كان قد اتفق معه على دفع مبلغ (خمسة آلاف وخمسمائة دولار) مقابل نجاحه هو وزوجته.
ومع بدء التحقيقات فى الواقعة قرر رئيس الجامعة وقف الدكتور عن العمل لمدة ثلاثة أشهر وحظر ترقيته أو منحه إجازات بدون مرتب أو قبول استقالته ووقف صرف ربع الأجر الخاص به لحين انتهاء التحقيقات معه.
من جانبهم أكد طلاب الجامعة  أن الكثير من  الوافدين يتلقون معاملة خاصة بالإضافة لتخصيص لجان امتحانات، مضيفين أن آخر احصائية تؤكد أن عددهم فى الجامعة يقدر بـ7 آلاف طالب كويتي، بينما ذكر نائب رئيس الجامعة أن عددهم بلغ نحو 4200 طالب.
وأضاف الطلاب أنهم يتساءلون لماذا يصر الطلاب الكويتون على الالتحاق بجامعة بنها تحديداً؟!
(محمد- ع) طالب بالفرقة الثالثة كلية الحقوق، وأحد مؤسسى مبادرة حقق حلمك «بالجامعة»، قال إن مهمتهم هى تسهيل تقديم الطلاب المصريين والوافدين القادمين للجامعة أوراقهم  لشئون الطلاب ومعرفة الأوراق المطلوبة والمصروفات الجامعية.
وأضاف أن الهدف من  المبادرة خدمة الطلاب بالتنسيق مع رعاية الشباب بالجامعة كما تقوم بعقد دورات icdl،  ودورات فىِ اللغة الانجليزية والكمبيوتر، مضيفاً أن طلبة دولة الكويت لا يراهم سوى أيام الامتحانات فقط ويلتحق  أغلبهم بكلية الحقوق، وكلية التربية والآداب.
وأكد أن الطلاب الكويتيين يتلقون معاملة خاصة، فيما أوضح (أحمد -ع –ش)، فشئون الطلاب تقدم لهم تسهيلات أثناء تقديم الأوراق، وخلال الامتحانات، أما على المستوى الشخصى فهم يتعاملون معنا باحترام فهم أصحاب أخلاق جيدة.
فيما أوضح «أحمد.ع.ش» أنه خلال فترة الامتحانات يعتمد الطلاب الوافدين على الغش، مشيراً إلى أن هناك مدرسًا لمادة الانجليزى يدعى (ن. د) يسهل عمليات غش الطلبة الوافدين، مضيفًا أن أغلبهم لا يحضر  للجامعة سوى أيام الامتحانات فقط.
وأشار إلى أن مستواهم العلمى ضعيف جدا، والكثير منهم تم عمل مجالس تأديبية لهم بسبب الغش ولكن لا يحضر أى شخص منهم بل لا توقع الكلية عليهم أى جزاءات والأمر ينتهى بـ«الفلوس».
أما (على – ع)، أحد طلاب آداب قسم إعلام جامعة بنها، فيقول: إن حالات الغش أمام عينه كثيرة من الطلاب الوافدين، وعلى سبيل المثال كنت فى امتحان مادة «مبادئ الاقتصاد» للدكتور أحمد زردق عميد تجارة  بنها سابقاً ، وكان الامتحان فى الترم الأول وأغلب الطلاب الوافدين حضروا فى أخر أسبوع ثم ذهبوا بعدها لشراء الكتب المجمعة فى المكتبات وتكون معهم أسماء الكتب فى كل مكتبة بالتحديد وعناوينها.
وأضاف أن الامتحان الشفوى للطلبة الوافدين يكون مدته نصف ساعة قبيل الامتحان التحريرى مباشرة، لكن المصريين يكون الامتحان قبلها بشهر على الأقل، وتشديد على الحضور فى المحاضرات، مشيراً إلى أن عدد الطلبة فى الفرقة الواحدة لا يتجاوز 150 طالبًا منهم 50 كويتيًا.
واستطرد قائلاً: إنه دخل الجنة لامتحان المادة وفوجئ بطالبين من الكويت قبل بدء الامتحان حدثوه نصاً:  «لا نفقه شيئًا».. كان سنهم  أكثر من 30 عاماً وفور دخلوهم اللجنة بدأوا فى حل جميع الأسئلة حتى لم يتبق سوى سؤال، وفجأة يكتبون كل شيء وجدت أحدهم يخرج الامتحان ويحل السؤال المتبقى.
حدث هذا الأمر فى وجود المراقب الذى لم يتدخل  لأنهم يعرفون أنهم الوافدين.
وأضاف»: كان هذا منذ عامين لكن هذا العام قامت الجامعة بجمع كل الطلاب الكويتيين ووضعوهم فى لجان خاصة فيها تكييفات وجو بعيد عن الطلبة المصريين.
وقال الطالب صقر الرشيد من الكويت عبر صفحته الخاصة على تويتر، إن  عمق العلاقات بين الشعب المصرى والشعب الكويتى لا تقدر بثمن، مضيفاً أن ما يحدث من استقبال للطلاب الوافدين بجامعة بنها ليس غريبًا على الشعب المصرى المعروف عنه أنه أهل الكرم، معربا عن أسفه وخجله من أفعال القلة القليلة من بعض الطلبة زملائه الوافدين ببعض الكليات.
وقدم الشكر لكل قيادات الجامعة على التواصل والدعم غير المحدود للطلاب الوافدين وإزالة وتخفيف الإحساس بالغربة أثناء دراستهم بجامعة بنها معربا عن سعادته بالتحاقه بجامعة عريقة مثلها تهتم بالعملية التعليمية والبحث العلمى مما يجعلها مميزة عن باقى الجامعات الأخرى.
 وأشار إلى أن الجامعة توفر لهم خدمات اجتماعية وثقافية والإنتقالات والإقامة والرعاية لهم ودمجهم فى الحياة الجامعية فضلًا عن تيسير الدراسة والمحاضرات باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وأشار «طارق الخولى»، رئيس رعاية الشباب، والكويتيون فى جامعة بنها، إلى أن هناك الكثير منهم، مثلما قبلوا فى جامعات أخرى، مشددًا على أن الجامعة تتعامل معهم وفق بروتوكولات موقعة معهم من حيث الأماكن والتدريس والامتحانات ولهم ركن خاص بهم.
وأضاف «الخولى»، أن الكثير من الطلاب المصريين يسافرون بعثات إلى السعودية والكويت والصين كتبادل علمى بين الجامعات، فلدينا العديد من الكوادر العلمية التى تسافر.
وأوضح أن الكويتين أغلبهم يلتحقون بكليات الحقوق والتربية والآداب والإعلام، مشيراً إلى أنهم مورد دخل للجامعة بالإضافة إلى الموارد الأخرى للجامعة مثل الأراضى التى تمتلكها وعقاراتها، فالجامعة تروج لمنهج علمى صحيح وبناء عليه يتوافد الطلبة من كل البلاد.
وأشار إلى أن هناك 7 آلاف طالب وافد من العديد من الدول العربية مثل الكويت وتونس وقطر، وعن الأنشطة الطلابية  الثقافية والفنية والرياضية فأكد أن أغلبية الوافدين لا يشتركون بها ولا يحضرون نهائياً، منوهاً إلى أن أغلبهم لا توفر لهم الجامعة سكنًا لكنهم يتمركزون فى إحدى الفنادق المشهورة فى بنها  خاصة وقت الامتحانات.
وعن المصاريف الجامعية فقال إنهم يدفعون 70 ألف جنيه فى العام، أما المصرى 900 جنيه فقط، ومن هنا تكون لهم الامتيازات الخاصة فى لجان الامتحانات المكيفة وغيره داخل الجامعة.
أما الدكتور فتحى اسماعيل، عضو هيئة التدريس، والأستاذ بكلية الآداب قسم الإعلام بالجامعة، فأكد أن جامعة بنها حصلت على المركز الرابع على مستوى جامعات مصر طبقا للتصنيف الإسبانى «ويب ميتركس» فى تقرير يناير 2016 الذى تقدمت فيه من الترتيب 11 ألفًا إلى ألف ومائتين على العالم فى خمس سنوات، ودخلت التصنيف الإنجليزى «كيو إس» وتتقدم فيه تباعا.
وأضاف، أن هناك 120 طالبًا كويتيًا فى جامعة بنها بكلية الآداب هذا العام فقط،  مشيراً إلى أن هناك معارض تقيمها الجامعة فى البلدان العربية وبناء على العلاقات المتميزة للجامعة يتوافد عليها الطلاب من كل الجامعات من أجل الحصول على شهادة تخدم تخصصه وعلى قدر شهادته تقدر وظيفته فى بلده.
وتابع: من أجل ظروفهم وسفر البعض منهم يتغيبون عن المحاضرات لكن تتم مراجعة المنهج لهم بشكل سريع ولا يوجد مزايا لهم عن غيرهم من الطلاب المصريين.
واستكمل: لو هناك 5 درجات شفوى فى إحدى المواد تتم معاملته مثل المصريين تماماً، لكن لهم لجانًا خاصة بهم حيث يتم جمعهم فى مدرج واحد لكن نفس المراقبين ونفس الأساتذة ونفس الامتحان لكن لهم طريقة فى الحصول على ملخصات المنهج يحصلون عليها من بعض المكتبات  الخارجية ببعض الأموال من أجل إلمام المنهج، لكن هذا العام وقع منهم حالات رسوب كثيرة  ويعاد امتحانهم بالفعل مثل زملائهم المصريين.
وأكد بأن جامعة بنها تولى اهتماما كبيرا بالطلاب من مختلف الدول العربية الشقيقة وأبناء دولة الكويت بجميع كليات الجامعة.
وأضاف جمال هاشم مدير الشئون القانونية فى الجامعة أن حالات الغش التى وصلت له حتى الآن من الطلاب الكويتيين 30 حالة من كلية التجارة.
أما الدكتور سليمان مصطفى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، فأكد أن ما يشاع حول الجامعة من عملية تسهيل الامتحانات غير صحيح تماماً، مضيفاً أنه  لا يوجد لجان خاصة للطلاب الكويتيين أو الوافدين بشكل عام.
ويضيف «نائب رئيس الجامعة»، أن هناك ما لا يقل عن 4200 طالب وافد فى جامعة بنها، مشيراً إلى أن الحالة الأخيرة للطالبة التى اتهمت أحد أعضاء هيئة التدريس بدفع رشوة مقابل النجاح تم فصلها وأحيل عضو هيئة التدريس إلى مجلس تأديب.
ونوه إلى أن هناك حوالى 600 طالب وافد فى كلية الطب، و700 طالب فى كلية الهندسة، وأن أكثر محاضر الغش هذا العام كانت من الطلاب الوافدين، وتم عمل مجالس تأديبية لعدد كبير من الطلاب الكويتيين بسبب الغش.