الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البرادعة» بقعة سوداء فى ثوب «رئيس الوزراء»

«البرادعة» بقعة سوداء فى ثوب «رئيس الوزراء»
«البرادعة» بقعة سوداء فى ثوب «رئيس الوزراء»




القليوبية ــ حنان عليوه

300 ألف نسمة بقرية البرادعة التابعة لمدينة القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية، يعيشون حياة مأساوية، بسبب تردى وانعدام الخدمات، وتحول مركز شباب القرية إلى خرابة، فضلا عن سوء حالة المياه، وبطء الأعمال بمشروع الصرف الصحى بالقرية، وكارثة مرور أسلاك الضغط العالى، من فوق أسطح المنازل وداخل الكتل السكنية والحيز العمرانى، فى صمت مريب للأجهزة والجهات الحكومية بالمحافظة.
والغريب أن مياه الشرب ملوثة رغم تصريحات المسئولين بأنها صالحة للشرب إلا انها غير صحيحة بالمرة، خاصة أن الأهالى يقومون بشراء المياه منذ أكثر من 10 سنوات، ويعتمدون على مياه المحطات الأهلية والطلمبات الحبشية، وتستخدم مياه المنازل فى الغسيل فقط، وسط مطالب بسرعة التدخل واتخاذ قرار عاجل نحو مبنى مركز الشباب، الذى يمثل خطورة على الأهالى فى حالة انهياره، ونقل أسلاك الضغط العالى، وسرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحى، ومحطة المياه، لحمايتهم من المخاطر.
سلطت «روزاليوسف» الضوء على القرية ورصدت حالتها، حيث تنتمى لها والدة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق.
بداية يقول محمد عبدالعزيز، من أبناء قرية «البرادعة»: إن مركز الشباب مهمل منذ 25 سنة وتحول إلى خرابة، رغم أنها أكبر قرية على مستوى قرى مدينة القناطر الخيرية، حيث يجد الشباب معاناة فى ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، ويضطرون إلى  قطع مسافات طويلة للقرى المجاورة، والسبب تحول المبنى إلى مقلب قمامة، وممارسة الأعمال الإجرامية وتعاطى المواد المخدرة، وممارسة الأعمال المنافية للآداب، مطالبا بسرعة إنشاء مركز شباب لتفريغ شحنات الشباب السلبية فى ممارسة الأنشطة الرياضية، بدلا من ممارسة الأعمال الإجرامية.
ويضيف عيد إبراهيم، أحد أهالى القرية: إننا تقدمنا بالعديد من الطلبات لمحافظى القليوبية السابقين، ولمجلس المدينة، كما نتلقى وعودا كاذبة من أعضاء مجلس النواب خلال فترات الانتخابات، ولم نجدهم بعد فوزهم بالبرلمان، أيضا لم نجد أى استجابة من أى مسئول، أو قرار يرحم المبنى من الخرابة التى مضى عليها أكثر من 25 سنة، مستنكرا تقاعس المسئولين فى دعمه بالمبالغ المالية وتطويره وفتحه أمام الجيل الصاعد.
ويشير عبدالله ناصر، طالب، ومن أبناء البرادعة، إلى أنهم قاموا بتأجير قطعة أرض بالقرية بالجهود الذاتية، لكن اختلف صاحب الأرض معهم وأخذها مرة أخرى، ولم يوجد بالقرية أى مكان لممارسة الأنشطة الرياضية، ونقوم بتأجير الملاعب بالقرى المجاورة بتكلفة الساعة 60 جنيهًا، مطالبا بإزالة المبنى المتهالك الذى يمثل خطورة وبناء سور حول الأرض حتى يتم تحديد مشروع بدلا منه، حيث أصبح المبنى مقلب قمامة، ويقوم الأهالى بإلقاء الحيوانات النافقة، مشيرا إلى أن السكان قاموا بشراء نوافذ للمبنى حتى لا يستخدمه البلطجية فى تعاطى المواد المخدرة، وأعمال الدعارة، إلا أنه لم يستمر أيامًا وقاموا بتحطيم النوافذ مرة أخرى.
ويقترح محمد صادق، أحد المتضررين، هدم مركز الشباب وتوسعة المدرسة المجاورة له، حيث تعمل فترتين والقرية فى حاجة إلى مدرسة، أو بناء سور وتحويله إلى سوق للقرية، لكن تركه فى هذا الشأن أمر سيئ ويصيب أبناء المنطقة المحيطة بالأمراض، منوها إلى أن هناك تأخرًا غير مسبوق فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى الذى بدأت الأعمال به منذ 6 سنوات، ولم ينته حتى الآن، حيث تحولت الشوارع إلى برك ومستنقعات مياه من طفح الصرف السلبى الذى قامت الأهالى بعمله، بالإضافة إلى انسداد للمواسير وغرق الشوارع، ما يتسبب فى مشادات ومشاحنات بين الأهالى حول إصلاحه، ويترك بالأيام والشوارع تغرق فى مياه الصرف.
ويشتكى أحمد فهمى، أحد الأهالى بالقرية، من سوء حالة المياه بالقرية، ورغم تصريحات المسئولين بأنها صالحة للشرب إلا أنها غير صحيحة بالمرة، حيث إن أهالى القرية يقومون بشراء المياه منذ أكثر من 10 سنوات، فضلا عن اعتمادهم على مياه المحطات الأهلية والطلمبات الحبشية، وتستخدم مياه المنازل فى الغسيل فقط.
وتشير سماح عبدالفتاح، ربة منزل، إلى أن الوحدة الصحية بالقرية، التى تغرق فى مياه الصرف وتعوق الداخل إلى الوحدة والخارج منها، بسبب المياه الموجودة أمام الوحدة بصفة دائمة، مطالبة المسئولين بالمحافظة بالنظر فى مشاكل القرية والتى تتلخص فى تشغيل الصرف الصحى، مستنكرا من مرور أسلاك الضغط العالى فوق المنازل، الأمر الذى ينذر بوقوع كارثة، مؤكدا أن القرية شهدت انفجارًا شديد منذ فترة، وجاء مسئولو الكهرباء وقاموا بإصلاحه، مطالبين بنقله أو دفنه بالأرض لحماية الأهالى من خطر الحرائق.
ويطالب أهالى القرية اللواء الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، والمحاسب عبدالحكيم القاضى، رئيس مدينة القناطر الخيرية، بسرعة اتخاذ قرار عاجل نحو مبنى مركز الشباب، والذى يمثل خطورة على الأهالى فى حالة انهياره، ونقل اسلاك الضغط العالى، وسرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحى، ومحطة المياه، لحمايتهم من المخاطر والأمراض التى يعانى منها أهالى القرية على مدار السنوات الماضية.
من جانبه أعلن الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، موافقة الحكومة على اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشكلة القرية، واعتماد التمويل اللازم لتغيير 200 متر مواسير والبدء فورا فى إنشاء محطة الصرف الصحى العملاقة بقرية أجهور الصغرى لخدمة أكثر من 10 قرى من بينها قرية البرادعة بشكل أساسي، وذلك باستثمارات 48 مليون جنيه، حيث تم إنهاء جميع المشكلات التى كانت تعترض طرح وإنشاء المحطة، وبدء العمل بالفعل على الأرض بالمحطة الجديدة.
وأوضح محافظ القليوبية أن الأمر فى البرادعة على وجه الخصوص له طابع خاص، لاسيما بعد كارثة التيفود الشهيرة، وارتفاع درجة الخلاف بين المحافظة والإسكان ليسدد البسطاء فى النهاية فاتورة هذا الخلاف التاريخى دون ذنب، منوها إلى أنه قام بزيارة للقرية للاستماع لشكاوى الأهالى منهم وحجم المأساة، ولم نخرج منها دون حلول جذرية، صحيح لأن هذه المشكلات لن تنتهى بين يوم وليلة.. ولفت فرحات إلى أنهم بدأوا فى المواجهة بإجراءات فعلية على أرض الواقع، أولها تغيير 200 متر مواسير، والتنبيه على شركة مياه الشرب والصرف الصحى باتخاذ إجراءات حاسمة فى هذا الشأن، لتوفير كوب ماء نظيف لأبناء البرادعة، حيث إن هذا أبسط حقوقهم علينا، موضحا أنه من المنتظر أن تدخل 9 محطات لمياه الشرب الخدمة خلال الشهر المقبل فى قرى القليوبية، وهذه المحطات سوف تساهم فى توفير مياه الشرب الصالحة بهذه القرى فضلا عن زيادة نصيب المواطن القليوبى من المياه.