الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السلانكلى» هزم إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس فى رشيد

«السلانكلى» هزم إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس فى رشيد
«السلانكلى» هزم إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس فى رشيد




كتب - علاء الدين ظاهر

 حلت أمس الاثنين ذكرى انتصار شعب رشيد على حملة فريزر19 سبتمبر1807، وهى الذكرى التى ترتبط بمتحف رشيد حيث افتتحه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر للمرة الأولى كمتحف حربى فى 19سبتمبر 1959م، وذلك أثناء زيارته لمدينة رشيد خلال احتفالها بذكرى الانتصار,وفى 1985م افتتح الرئيس الأسبق مبارك المتحف بعد تطويره وإضافة الحديقة المتحفية المقابلة له ليصبح متحفًا لتاريخ مدينة رشيد، كما شهد عمليات تطوير أخرى عام 2009م وافتتحه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
ويضم المتحف تمثالًا اكتشفنا خلال زيارتنا له وجولتنا فيه أنه لشخصية تاريخية لعبت دورًا كبيرًا فى هذا الانتصار، وصاحب التمثال هو «على بك السلانكلى» محافظ رشيد الذى قاد أبناءها بشجاعة لتحقيق هذا الانتصار، حيث كان السلانكلى يتسم بالشجاعة والقوة وحسن البصيرة، حتى أنه حقق انتصاره على جنود الإنجليز وتحت قوته ‏700‏ جندى، وشد من أزره أهل رشيد الذين وقفوا وراءه وشاركوه الدفاع عن مدينتهم,حيث وضع خطة للتغلب على الجيش الإنجليزى معتمدًا على شجاعة جنوده وأهل المدينة، وحققوا انتصارًا كانت حصيلته ‏170‏ قتيلًا و‏250‏ جريحًا و‏120‏ أسيرًا من الإنجليز فى يد أبناء رشيد.
سعيد رخا مدير عام متحف رشيد الوطنى قال إن مقتنيات المتحف تعرض فى واحد من اشهر منازل رشيد وهو منزل (حسين عرب كولي) الذى كان محافظ رشيد فى الفترة من 1844م - 1849م، ويتكون المبنى من طابقين بالاضافة إلى الطابق الأرضى الذى تشغله الوكالة ويبرز خصائص العمارة والفنون الإسلامية فى تلك الفترة، ويضم مقتنيات ونماذج تبرز كفاح شعب رشيد والمعارك التى خاضها ضد المستعمر الفرنسى والانجليزى، منها نماذج وصور للمعارك وللحياة الاسرية فى رشيد والصناعات الحرفية الشعبية ومخطوطات وادوات للحياة اليومية، ونسخة من حجر رشيد الذى كشف عنه عام 1799م ، ومجموعة من الاسلحة من القرنين 18م، 19م.
 وقال إنه يعرض بالمتحف أيضًا بعض الاثار الاسلامية التى كشف عنها مؤخرًا فى رشيد كعملات إسلامية وأوان فخارية، ووثيقة لنص معاهدة جلاء عن الحملة عن مصر، وتم توقيعها فى دمنهور بين محمد على باشا من جانب والجنرال شربروك والكابتن فيلوز من جانب آخر، حيث كانت المقاومة الشعبية فى رشيد والحماد السبب الرئيسى فى رحيلها، وضمت المعاهدة 5 بنود انتهت بعبارة» حررت هذه المعاهدة فى معسكر صاحب العظمة محمد على باشا والى مصر بالقرب من دمنهور يوم 14 سبتمبر سنة 1807.. الموافق 11 رجب سنة 1222».
وعن السلانكلى، قال رخا: بعد خروج الفرنسيين من مصر، كان الإنجليز يحلمون بتولية محمد بك الألفى ليضمنوا سيطرتهم على مصر التى تمثل طريق التجارة إلى مستعمراتهم فى الهند، وأصيبوا بالصدمة عندما علموا بتولية زعماء الشعب محمد على وموافقة السلطان العثماني،وحاولت إنجلترا إقناع السلطان العثمانى بخلع محمد على وإسناد الولاية لمحمد الألفى أو أى وال آخر، واستجاب لهم وأصدر فرماناً بتعيين محمد على والياً على سالونيك، فأسرع بالاتصال بعمر مكرم واتفقا على رفض فرمان السلطان والترتيب للمقاومة، وهنا اضطر السلطان العثمانى إلى الرجوع عن فرمانه.
وتابع: رأت إنجلترا عدم نجاح الأساليب الدبلوماسية مع السلطان العثمانى، فاتفقت مع روسيا على ضرب الإمبراطورية العثمانية فى مصر، ووجهت حملة عسكرية فى مارس 1807 م لاحتلال مصر وخلع محمد على وتنصيب محمد بك الألفى وهى الحملة المعروفة بحملة فريزر، والبداية كانت ثغر رشيد بعده يزحفون إلى الدلتا ويحتلون القاهرة، لإسقاط حكم محمد على بمعاونة المماليك عملاؤهم فى مصر ولاسيما جبهة الألفى بك.
 وأضاف: كان محافظ رشيد على بك السلانكلى رجلًا قويًا ورفض الاستسلام وأصر على الدفاع عن المدينة، وأصدر السلانكلى أمره بإطلاق النار وأخذ جند الحامية والأهالى يطلقون النار من كل صوب، حتى دب الرعب فى قلوب الجنود الإنجليز، فقتل قائدهم «ويكوب» وعدد كبير من ضباطه، وبلغت خسائر الإنجليز 170 قتيلًا و250 جريحا و120 أسيرًا، وارتد الباقون إلى الإسكندرية عن طريق أبى قير يجرون أذيال الخيبة والندم،وكانت هزيمة الإنجليز فى رشيد هى بداية النهاية لحملة فريزر فى مصر.