الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجاهد الجندى: «هيئة كبار العلماء» أنشئت 1911 .. وضمت ثلاثين عالماً من مختلف المذاهب

مجاهد الجندى: «هيئة كبار العلماء» أنشئت 1911 .. وضمت ثلاثين عالماً من مختلف المذاهب
مجاهد الجندى: «هيئة كبار العلماء» أنشئت 1911 .. وضمت ثلاثين عالماً من مختلف المذاهب




قال د. مجاهد الجندى أستاذ التاريخ بكلية اللغة العربية: أنشئت هيئة كبار العلماء الأولى بموجب القانون رقم 10 لسنة 1911، وأنيط بها تطوير الأزهر، وكانت تتكون من ثلاثين عالما، عشرة من المالكية، وعشرة من الشافعية، وتسعة من الأحناف، وواحد من الحنابلة، ولم يكن هؤلاء العلماء فى الدين فقط، بل كانوا موسوعيين فى المعرفة والثقافة. حيث كان منهم أساتذة فى الهندسة والطب والصيدلة والكيمياء والفيزياء، حتى كان بعضهم يحفظ أسماء ألف عقار ودواء تقريبا، وكان شيخ الأزهر يتم انتخابه من جانب هيئة كبار العلماء، ثم يرسل الاختيار إلى القصر الملكي، فيَصدر به قرار ملكى بتعيينه.
ولفت إلى أنه لم يتوقف دور الهيئة عند هذا الحد، وإنما كانت مهمتها الأساسية العمل على تطوير الأزهر ومواجهة مخططات الإنجليز الذين أنشأوا عدة مدارس لمحاربة الأزهر والقضاء عليه، مستكملين ما بدأه الفرنسيون، حين أرادوا أن يهدموا الأزهر بعد ثورتى القاهرة الأولى والثانية.
وقال: «الفرنسيون سلطوا مدافعهم نحو الأزهر ليقوضوه من أساسه، وبعد أن تم قتل كليبر على يد طالب سوري، وهو سليمان الحلبي، زادت حدة هجمات الفرنسيين على الأزهر، لكن كبار العلماء وقتها تدخلوا وتفاهموا مع الفرنسيين وأغلقوا الأزهر وأوقفوه عن الدراسة حتى لا يهدم من أساسه...أما الإنجليز فمكروا وأرادوا أن يقوضوا الأزهر، لكن ليس بالمدافع الحربية، ولكن بمدافع أخرى، وهى إنشاء مدارس بديلة بامتيازات أكبر، مثل مدرسة القضاء الشرعي، وكانت تُخرج قضاة ومفتشين وموظفين فى المحاكم، أما مدرسة دار العلوم ومدرسة المعلمين، فكانتا للتعليم الابتدائى وللتعليم الثانوي، وبذلك لم يبق للأزهر أى شيء إلا الخطابة.
وأوضح أنه على سبيل المثال، كانت مدرسة القضاء الشرعى مدرسة داخلية يقيم بها الطالب، ويتقاضى فيها ثمانية جنيهات شهريا، ويأخذ «طربوش» و«بدلة» باللون الأزرق وحذاء وينام ويأكل ويشرب على نفقة المدرسة، أما مرتب الشيخ المعلم أو مكافأة الشيخ الأزهري، فكانت 75 قرشا، وبالتالى كان هناك فرق شاسع بين مرتب الشيخ الكبير وبين مرتب الطالب، وكان الطلاب يقومون بالتحويل من الأزهر إلى دار العلوم أو إلى مدرسة القضاء.
واختتم قائلا: لهذا قامت هيئة كبار العلماء بتطوير الأزهر ونقله نقلة نوعية فى العلوم الحديثة الجغرافيا والتاريخ والهندسة والكيمياء، وكل العلوم، وهؤلاء أضافوا إليه المواد التى كانت تدرس فيه قديما وأعيد تدريسها مرة أخرى عن طريق هيئة كبار العلماء.