الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

باحث فى الحضارة الإسلامية يكشف البداية الصحيحة للتقويم الهجرى

باحث فى الحضارة الإسلامية يكشف البداية الصحيحة للتقويم الهجرى
باحث فى الحضارة الإسلامية يكشف البداية الصحيحة للتقويم الهجرى




كتب - علاء الدين ظاهر

قال الدكتور إبراهيم العسال الباحث والمحاضر فى الحضارة الاسلامية بجامعة قرطبة فى اسبانيا والاتحاد الأندلسى واستاذ التاريخ والاثار الاسلامية والإرشاد السياحى أنه يعتقد الناس خطأ أن اول ايام العام الهجرى هو يوم دخول الرسول (ص) الى يثرب وهو خطأ شائع جملة وتفصيلا؛ فالرسول (ص) قد خرج من مكة متجها الى غار ثور فى اخر ايام شهر صفر ومكث به ثلاث أيام ثم توجه الى يثرب فى بداية ربيع الاول ثم الى قباء وصلى بها فى منتصفه إلى أن استقر فى المدينة فى اخر ايام الشهر الثالث من التقويم الهجري.
وتابع: من الثابت أن الخليفة الثانى للمسلمين عمر بن الخطاب قد اقر تقويما هجريا للأمة فى العام السابع عشر بعد الهجرة لأنه وجد مشكلة حقيقية فى المخاطبات الرسمية مع امرائه وعماله على الولايات التابعة لمقر الحكم فى المدينة وهى انه لابد من تأريخ هذه المكاتبات لأنه كانت من عادة عمر بن الخطاب انه يدخل فى كل تفاصيل الحكم داخل الولايات التابعة له لدرجة انه كان ينظر شكاوى الناس فى هذه الولايات بنفسه وكان العمال والامراء لابد أن يستأذنوه فى كل صغيرة وكبيرة قبل اقرارها ومن هنا ظهرت الضرورة الملحة للتقويم.
وقال: كان العرب فى انحاء الجزيرة قبل الاسلام يعرفون شهورهم كما هى دون اعتماد تقويم خاص بهم يؤرخون به أحداثهم، وإنما اعتمدوا فى تأريخهم على حوادث تاريخية محددة مثل بناء الكعبة من قبل إبراهيم الخليل، وعام العذر وهو العام الذى نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك بنى حمير إلى الكعبة عام 461 ق. م،وعام انهيار سد مأرب فى اليمن فى سنة 120 ق. م، وعام الفيل الذى ولد فيه الرسول»ص»,وعام حرب الفجار وسميت بذلك لأن العرب فجروا فيها لتحارب قبائلهم فيما بينها فى الأشهر الحرم.
وأشار إلى أن العرب اشتهروا قبل الاسلام بالتلاعب فى شهورهم فصاروا يقدمونها ويؤخرونها، وهو ما اسماه القرآن الكريم بالنسىء واصفا اياه بالزيادة فى الكفر، ولقد كان لشهر رجب الحظ الأوفر فى هذا التلاعب لأنه يأتى بعد الربيعين والجمادين حيث كان يشتد وطيس المعارك ولا ينفض غبار الحروب، الإ أن قبيلة «مُضر» كانت استثناء واضحا بن قبائل العرب كافة، فلا تغيره ولا تبدل مواقيت بدايته ونهايته اجلالا منها لقيمته وتقديسا لعظمته، حتى إن المؤرخين أطلقوا على الشهر نفسه «رجب مُضر»، وهى القبيلة التى ينتسب اليها النبى محمد – صلى الله وعليه وسلم – حيث جده السابع عشر.