الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كل الأمور السيئة» قصة قاتل تحول إلى إنسان عاشق

«كل الأمور السيئة»  قصة قاتل تحول إلى إنسان عاشق
«كل الأمور السيئة» قصة قاتل تحول إلى إنسان عاشق




عن «دار دون» صدرت مؤخراً رواية بعنوان «كل الأمور السيئة» للكاتب «محمد مجدى» والذى قام بتصميم الغلاف بنفسه.. تحكى الرواية عن شاب فى أواخر العشرينيات -أدهم- لديه قائمة بأسماء أشخاص يقوم بقتلهم ويقوم ضابط الشرطة بالبحث والتحقيق وراء تلك الجرائم حتى يعثر على الدليل، وفى كل مرة يحصل فيها على دليل جديد يجد أنه لازال فى منتصف القضية وأنها لم تحل بعد.
نفاجأ فى بداية الرواية بأن بطلها «أدهم» هو قاتل محترف منظم، وبعد وصفه من هيئة وشخصية وملابس ومسكن ينتقل بنا المؤلف إلى واقعة ارتكابه لأول جريمة قتل، أخذت الرواية تحكى بعدها عن البطلة وهى «شذى»، الفتاة التى وصفها «أدهم» بأنها «الملاك والفراشة الرقيقة فى نظره»، انتقلت الأحداث بعدها إلى معرفة من هم أصدقاء «شذى» وحالتها الاجتماعية والتعرف على أسرتها.. وبعدها طباع «أدهم» الغريب مثل شخصيته الغامضة.. وبعض عاداته التى لم نعرف ما سببها إلا فى آخر الرواية.
فى حقيقة الأمر يمكن القول أن هناك ثلاث جمل قد أحدثوا ضجة فى هذه الرواية والرابعة هى المفاجأة، كانت الأولى مع أول جريمة قتل لضابط الشرطة الرائد وليد سامى رضوان وكانت الجملة تقول «من اغتصاب المساكين، من صرخة البائسين، الآن أقوم يقول الرب أجعل فى وسع الذى ينفث فيه»، هذه المقولة قد أخذها «أدهم» القاتل والبطل من «الإنجيل» وكانت رسالة لها مغزى من قتل الضابط ووضعت رجال الشرطة فى حيرة ؟؟ وسببت مفاجأة لهم.
الضحية الثانية كان المحامى المشهور «محمد السيد جمال الدين» وكانت المقولة التى كتبت على حائط غرفته «فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور» فجأة القاتل الشرطة مرة أخرى وخصوصًا «الضابط حاتم» الذى كان يعمل على هذه القضية لأن هذه الآية أخذها من «القرآن الكريم» مما وضعهم أمام شك إن كان هذا المجرم يريد أن تحدث فتنة طائفية أم أنه مريض نفسي، ووضعهم أمام احتمالاً آخر كان يراه «حاتم» أنه يريد أن يبعد النظر على حالة نفسية أصابته ننتقل إلى الجريمة الثالثة بالنسبة للشرطة أمام بالنسبة لـ«أدهم» لم يكن له يدبها كانت جريمة قتل ليست لها علاقة بسلسلة الانتقام بها قام مجرم آخر ونسبت لأدهم لأنها كانت تحتوى على نفس العلاقة بين قضية أدهم وباقى الضحايا.
كان الضحية المستشار «محمد عيسى العياط» هو الثالث، وأيضًا وجدت إحدى الجمل الدينية على الحائط لإلصاق التهمة بأدهم الذى لم يعلم أى شىء عن هذه الجريمة.
الجريمة الرابعة كانت مقتل المستشار «وائل الطوخى»، كان أحد الأسماء الذى يريد أدهم قتلهم وقام بكتابة هذه الآية على الحائط بجانب القتيل «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» مما تسبب الشرطة فى حالة جنون، العقيد حاتم يريد معرفة الجانى ويبحث أى دليل للإدانة لكنه يجد القاتل لم يترك أى دلائل ورائه فى كل الجرائم.
ما فعله الحب أن جعل من هذا القاتل المنتقم إنسانا جيداً يرى الحياة فى حبيبته والتى يمنعه وعده لها من الاستمرار فى جرائم القتل والندم عليها بعد أن أصابه عمى العاشقين، فأصبح لا يريد أن يصبح خائن للعهد الذى عادها به وأن يعيش فى هدوء معها.
الكاتب «محمد مجدى» امتعنا به فى هذه الرواية من تراتب فى الأحداث، عمل الشخصيات، المفاجآت غير المتوقعة، الأحداث الجديدة والأفكار الرائعة نجح بشكل ملحوظ خصوصاً فى أسلوب «الفلاش باك» عند سرد الأحداث، حيث نجح المؤلف فى جذب القارئ إلى روايته لأنه تمكن من أن يصنع فى نهاية الرواية حدثاً يقلب الرواية رأساً على عقب «هذه هى قصة الحب التى حولت القاتل إلى عاشق» بأسلوب من التشويق والإثارة والمفاجأة إلى البحث عن دافع قيام «أدهم» بكل هذه الجرائم بدون أى سبب مقنع فى البداية.