السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يد تحنو.. ويد تحمل الدواء

يد تحنو.. ويد تحمل الدواء
يد تحنو.. ويد تحمل الدواء




يكتب: على الشامى
الغرباء يثيرون الترقب والخوف وأسوأ صورهم المقتحمون بكل تأكيد هذه هى الحياة إذن، هذا هو القانون وهو قانون يسرى على المجتمع الخارجى ويسرى على جسم الإنسان أيضا، فأى تكوين غريب لابد أن يثير القلق والترقب والخوف حتى يثبت براءته من الايذاء أما لو لم يثبت ذلك فتلك أزمة تدخلنا بكل قلق الدنيا إلى عالم مواجهة الخطر خارجياً وداخلياً أما الخارجى فما اكثر صوره واما الداخلى فهو المرض الخبيث، السرطان.
السرطان خلية غير منضبطة صنعت قانونا شاذا عن القوانين المعمول بها وانطلقت بلا نظام ولا تنسيق تنشر هذا القانون / اللاقانون المدمر فى الجسم فتحفز الجسم الى المواجهة الحتمية والشرسة لبسط سيادة القانون مرة أخرى.
وفى حياتنا تصنع المرأة المجتمع بل وتخلقه وتنظمه ويقال فى الميثولوجيا القديمة أن الآلهة كانت امرأة ثم تطورت إلى الاله الرجال بعد سيطرة الفكر الذكورى وحتى بعد ذلك التاريخ فامتدادا للتاريخ القديم ظلت المرأة تصنع المجتمعات وأعطت الأديان للمرأة قيمة عظيمة ووضعا مميزا، صحيح أن اعداء الحياة قد شوهوا تلك القيم وحاربوها الا انهم كتلك الخلايا السرطانية وهى تمثل القانون صاحب الحق والذى يملك سطوة الفرض والفوز فى النهاية اذن فالمعركة محسومة لصالح القانون ولصالح القيم الإنسانية التى وضعت المرأة فى أعلى عليين، ولكن تلزم حرب ويلزم صراع.
والمرأة تصارع هذا العدو الخارجى وايضا تصارع عدوا داخليا هو سرطان الثدى احد اكثر انواع السرطانات انتشارا فى جسد النساء تبلغ نسبة المرض من عموم الإصابة بمرض السرطان فى مصر حوالى 17.6 فى المائة وهى تقل عن النسبة العالمية التى تصل إلى 25 فى المائة وهذا مؤشر جيد أما علاج المرض فيختلف طبقا لشدته ووقت اكتشافه ويكون إما حلا جراحيا باستئصال الورم أو علاجا كيماوياً وإشعاعيا أو مزيجًا من تلك الأنواع جميعا وكلما اكتشف المرض مبكرا كلما زادت فرص الشفاء فتبلغ نسبة الشفاء من الإصابة بسرطان الثدى عند الاكتشاف المبكر للمرض إلى 98 بالمائة وهى نسبة مرتفعة ومطمئنة لذلك تنشط هيئات عدة لتفعيل ثقافة الكشف المبكر وخصوصا فى المجتمعات الريفية وهو نشاط عظيم ساهم فى رفع معدلات الشفاء وتقليل معاناة حواء مع هذا المرض اللعين بينما تتأخر النسبة لتصل إلى 93 فى المائة فى المرحلة الثانية للمرض وتتأخر إلى 73 فى المائة فى المرحلة الثالثة بينما تتدهور إلى 22 فى المائة فى المرحلة الرابعة طبقا للأرقام الرسمية المعلنة للدولة المصرية وهى معدلات تؤكد ما أسلفنا من ضرورة ملحة لنشر ثقافة الكشف المبكر وفى هذه الأيام التى نتنسم فيها ذكرى الانتصارات نجد انتصارا من نوع مختلف تضيفه المرأة المصرية ضمن سلسلة انتصارات ضد قوى التخلف التى تحاول تشويه هويتها هذا الانتصار الجديد ضد عدو أتى من داخل الجسد، ونجد أيضًا احتفالاً واحتفاء عالميا بمقاومة هذا المرض اللعين خلال شهر أكتوبر.
 والمرأة المصرية لها سبق فى المقاومة فدوما كانت فى الصدارة لتواجه الأزمات عبر التاريخ ليس فقط على مستويات المسئولية السياسية كـ «شجرة الدر» التى قادت حربا ضد الصليبيين وزوجها قد فارق الحياة، و«نفرتيتي» زوجة «إخناتون» مفجر اهم وأشهر الثورات الدينية – اتفقنا او اختلفنا – فى تاريخ مصر القديم و«نفرتارى» و«كليوبترا» وحتى العصر الحديث فنجد عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، وسهير القلماوى، وغيرهن ليس فقط هذا وليس هذا ما أعنيه وحسب، لكن ما اعنيه حقا هو ذلك المعنى خلف المرأة – الجندى المجهول ان جاز التعبير – تلك التى ربما لا تعرف اسمها ولم يسطر التاريخ اسمها فعليا لكن تجدها فى كل تفاصيل الحياة، سيدة بسيطة قوية مكافحة تحارب من اجل اسرتها ايزيس الشعبية الموجودة فى كل بيت مصرى تصنع اسطورتها الخاصة الصغيرة تحارب المحتلين والمختلين ايضا، بلا ضجيج، وبلا جعجعة، تجمع شتات اسرتها كايزيس الاولى وتعيد الحياة تصنع بدموعها مجرى للحياة ولكنها الدموع التى تقيم الأود لا الدموع التى تسقط الهمم كل هذا وبعض منهن يقاومن مرض السرطان اللعين لا سيما سرطان الثدى ناهشا صحتها ورمزًا مهماً لأنوثتها الفطرية لكنها لا تسقط. وتظل تصنع الحياة رغم كل عوامل الموت التى تعبث حولها وتنهش فى الأجساد اللطيفة ولكن هيهات هيهات، ستظل المرأة المصرية دوما كعهدها تقاوم وتنتصر للحياة فيد تحنو ويد تحمل الدواء.