الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثقوب فى ضمائر المصريين

ثقوب فى ضمائر المصريين
ثقوب فى ضمائر المصريين




أشرف أبو الريش يكتب:

لم أكن أنتوى التعليق على ما يدور من صخب بين النخبة والمثقفين وأبناء الوطن الواحد من كل التيارات فيما يدور بين الناس عن الخروج لتظاهرات 11 نوفمبر بدعوى الجوع والجياع فى مصر وارتفاع الأسعار.. للأسف أقول بكل ثقة إننا شعب سيئ للغاية.. نسرق بعض ونضحك..
نسرق بعض ونقوم بتخزين السلع ونجنى من خلالها الملايين من التجارة الحرام.. حتى وصل بنا الأمر إلى أننا نسرق مصر نفسها كل شهر.. آلاف من الموظفين فى كل القطاعات يحصلون على رواتبهم الشهرية دون تقديم أى شىء لهذا الوطن.. الفساد اللعين ضرب بجذوره أغلب القطاعات والكيانات الحكومية هذا وأضرب مثالًا لذلك هل يعقل أن يحصل شخص على قرض من البنك يتعدى الخمسين ألف جنيه ويظل لمدة أربع سنوات وأكثر يأتى للمؤسسة التى من المفترض أنه يعمل بها ويحصل على راتبه الشهرى منها ويقوم بالتوقيع فى دفتر الحضور فقط وينصرف من على باب المؤسسة دون أن يصعد حتى إلى محل عمله؟!
هذا أحد النماذج التى أعرفها جيدًا وغيرها الكثير والكثير وتتحدثون عن ضرورة التغيير وان البلد بيخرب والحكومة خربت البلد.. والناس مش لاقية تاكل.. اتقوا الله فيها تحصلون عليه من الدولة التى لم يعد فى مقدورها أن تعطيكم شيئًا.. ألم يقل لكم أحد قبل ذلك أن هذا المال حرام. بل هو سحت يدخل فى بطون أولادكم.. أنا أقولها بكل ثقة: إنكم تأكلون الحرام وتشربون من الحرام وتلبسون من الحرام بصرف النظر عن أى مبررات يمكن أن تتعللوا بها وعندى أمثلة كثيرة عن المصريين العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة، الفساد كبير وتضخم يا سادة حتى إنه يهدد كل مفاصل الدولة المصرية ولا يجرؤ أى مسئول على مواجهته فهل آن الأوان للإصلاح.
أما عن الرئيس الذى لا يعجبنا الآن ونريد شخصًا غيره.. نعم أنا معكم فيما تطلبونه ولكن اعطونى اسمًا واحدًا اقتنع به ليكون رئيسًا فى تلك الفترة التى تمر بها البلاد.. وأنا لن أقف فى خندق أصحاب الفزاعة بأن مصر يمكن أن تكون مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن.. مصر لا توجد بها طوائف أو عرقيات أو حتى ميليشيات مسلحة.. إذا خرجنا جميعًا وقلنا لا نريد السيسى رئيسًا لمصر سيبلغه المجلس العسكرى بذلك وسيجلس فى بيته ومع أولاده.. هذا أحد السيناريوهات المحتملة.. والسيناريو الآخر أن يخرج الشعب ليقاتل الجيش وهذا ما يريده الملاعين فى الداخل أو الخارج، فى رأيك هل هذا هو الإصلاح للبلد وللناس.
البلد مش لاقى تأكل.. تخيلوا معى أن الدولة الآن تواجه الكوارث من خلال صندوق تحيا مصر الذى أصبح خزينة الدولة فى مواجهة الأزمات.
أما عن السيسى فأقول له فعلت ما لم يستطع فعله من قبلك 4 رؤساء حكموا مصر.. السادات وحتى مبارك وعدلى منصور ومحمد مرسى.
قرارات اقتصادية جريئة، بها بعض الصواب ولاشك أن بها أخطاء يمكن تداركها وإنما التعدى من قبل البعض بأنك تضيع البلد فهذا ما لا يقبله إنسان يعرف الله بصرف النظر عن ملته.. كل من سيأتى بعد مبارك لحكم هذا البلد سيفكر ألف مرة أن يسرق أو يخون وطنه أو حتى يجعل أسرته تساعده فى الحكم... ولكن هناك أخطاء من جانب الحكومة وبعض المحافظين هم دون المستوى الذى تتطلبه المرحلة الحالية هذا من جانب.. ومن جانب آخر لن نكرر أن الدولة تشهد طفرة فى البنية الأساسية فى الطرق والكبارى والانفاق وبعض المشروعات السكنية فى وقت يضعف فيه الاقتصاد وتندر فيه السياحة وفرص التصدير التى كانت تدر علينا الكثير من العملة الصعبة فى وقت سابق.. ولا ينكر أحد أن القوات المسلحة شهدت حركة من التحديث والتطوير فى منظومة التسليح سواء فى المعدات الحربية الصغيرة وانتهاءً بحاملات الطائرات فى ظل ظروف صعبة للغاية يمر بها الوطن لن أتحدث عن ترقية الجيش المصرى خلال العاملين الماضيين بين جيوش المنطقة الشرق الأوسط التى تشهد تسابقًا سريًا وعلنيًا لرفع كفاءات جيوشها.. اعرف أن كلامى لن يعجب الكثيرين من الناس فأنا من النوعيات المؤمنة من الصغر  بأن الناس لن تجتمع على حب شخص أو كرهه ولو كانوا اجتمعوا على حب إنسان لكان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ كما أننى على يقين أن كل شخص ينزل إلى قبره وحده لا أب أو أم ولا أخ أو ولد أو زوجة أو حتى صديق العمر.. يفنى بجسده وتظل سيرته باقية بعد موته لسنوات طويلة.
ولذلك اخلصوا فى عملكم وراقبوا أنفسكم واعطوا كما تأخذون واعلموا أنكم مهما استطعتم أن تضحكوا على الدولة فلن تستطيعوا أن تضحكوا على ربكم.. العمل جزاؤه الأخير.
.. أما الأجر بدون عمل فجزاؤه عدم البركة وضيق النفس وكثرة المكاره وعيشة ضنك.
إن كنا نريد الإصلاح فالنبدأ بأنفسنا أولًا حتى يصلح الله أحوالنا ويولى علينا خيارنا وليس شرارنا وأقول للرئيس لا أدافع عنك أو عن حكومتك وإنما أقول كلمة حق لوجه الله وللوطن ولأولادى من بعدى حتى يعلموا بأن هناك مصريين لم يأكلوا الحرام ولم يدنسوا ولم يبيعوا ضمائرهم من أجل المال أو الشهرة على حساب الآخرين.
صحيح أننى مقصر فى عملى مهما بذلت من جهد ولكننى فخور بأننى لم آكل حرامًا حتى كتابة هذه السطور والحمد لله.
وأخيرًا أرى أن الدولة بدأت فى عهد جديد من الحوار مع أصحاب الآراء السياسية التى اختلفت مع النظام فى وقت سابق.. وأضحى أن رسائل جديدة تحمل بارقة أمل فى مستقبل هذا الوطن.
على الرغم من ضرورة أن يفهم الكل أننا فى مركب واحد.
علينا واجبات ولنا حقوق وللرئيس السيسى أقول: الظروف صعبة والناس الغلابة ينتظرون منك الكثير.