السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دينا صلاح الدين: أتمنى تشكيل لجنة من صانعى الإعلام لاختيار كوادر شابة تكمل المسيرة

دينا صلاح الدين: أتمنى تشكيل لجنة من صانعى الإعلام لاختيار كوادر شابة تكمل المسيرة
دينا صلاح الدين: أتمنى تشكيل لجنة من صانعى الإعلام لاختيار كوادر شابة تكمل المسيرة




حوار -  محـمد خـضير

المذيعة الشابة دينا صلاح الدين، صوت إذاعى يشرق مع برنامج «طلعت شمس النهارده» على إذاعة «راديو مصر»، ليملأ الآذان بالأمل ويبث روح التفاؤل وسط ظلام بعض البرامج، تحاول عبر برنامجها إثبات أن الإذاعة قريبة لقلوبنا، فهى عاشقة للبرامج الاجتماعية، وتبنت حملات توعية ونجحت فى نشرها، وتتقن اللغة العربية وترى أن الإعلام التنموى هو الأمل فى تعزيز دور الدولة وتحسين معيشة الناس.
استطاعت أن تنال من ثقة المستمعين الذين لقبوها بألقاب عديدة عبر تفاعلاتها معهم وقيامها بحل العديد من المشكلات وتحقيق استجابات فورية من قبل المسئولين.
«روزاليوسف» التقت بها وناقشتها حول التطورات والمراحل التى مرت بها فى حياتها الإذاعية، وتناولت معها العديد من الموضوعات والقضايا المهمة ومدى تميز «راديو مصر» وما يحققه من تطورات وتميز ليحقق لقب «الإذاعة الأكثر استماعا فى مصر» من خلال عمل كوادره الشابة التى تحقق نجاحات وتميزا يوما بعد يوم وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:

 

■  كيف كانت بدايتك الإعلامية وكواليس انتقالك للعمل الإذاعى؟
- بدأت العمل الإعلامى منذ كنت طالبة فى الفرقة الثانية بكلية الإعلام كصحفية بقسم التحقيقات بعدد من الصحف، وبعد تخرجى بعامين شرفت بتعيينى للعمل بماسبيرو فى إدارة المندوبين والمراسلين بالإذاعة المصرية من خلال الأخبار المسموعة بقطاع الأخبار، والعمل كمراسل هو ما أثقلنى لكى أكون مذيعة سواء نشرة أو مقدمة برامج من خلال البحث عن الخبر، وأن يكون لدينا عدد كبير من المصادر وأُعد وأُقدم المادة الإعلامية جيدا، لتكون هناك قدرة على التواصل بشكل سهل.
وحين انتقلت للعمل براديو مصر مع مجموعة من الزملاء عملنا بأمل وحماس الشباب، وكل منا كان لديه قدر من المقومات الجديدة، وتم اختيار مجموعة من قبل الأستاذ طارق أبوالسعود لتقديم البرامج بـ«راديو مصر»، وبدأت بأول فقرة قدمتها من خلال «راديو مصر» عن أسعار الخضر والفاكهة التى كانت تتحدث عنها مصر كلها، ما أعطانى فرصة لأكون من اختيار المعلنين لأكثر من مرة لأقدم أول برنامج معلن فى «راديو مصر» وهو فقرة «اصحى للدنيا»، وهو أول ضوء أُلقى علىّ لأنتقل إلى تقديم برنامج «طلعت شمس النهارده» منذ 6 سنوات إلى الآن.
■  ما الذى يميز «راديو مصر» عن الإذاعات الأخرى؟
- «راديو مصر» يختلف كلياً وجذرياً عن المحطات الأخرى، فهو المحطة الإخبارية الوحيدة على مستوى مصر التى تمتلك مقومات بشرية وفنية تتبع قطاع الأخبار، فيمتلك شبكة مراسلين فى كل مكان بمصر، ووصل إرساله إلى حلايب وشلاتين، ويمتلك مذيعوه إجادة للغة والمهنية العالية والتعامل مع كافة الأحداث بحرفية وسرعة.. جعلت باقى الإذاعات يقلدوننا.. وهذا لا يقلل منهم، بل المنافسة مطلوبة، وبالرغم من كثرة الدعاية والإمكانات المادية الهائلة للبعض، فإن محتوى وخبرة وسرعة واحترافية مذيعى ومقدمى «راديو مصر»- التى أفخر بالانتماء لها- جعلها الإذاعة الأولى إخبارياً.. والأكثر استماعاً، وبالتالى استطاع راديو مصر أن يحقق مصداقية لدى المستمع ويتميز فى إعداد الكوادر الشابة الناجحة وتقديم محتوى متميز وأن يجذب إعلانات.
■  صرحتِ بأن ثورة 25 يناير كانت شهادة ميلاد «راديو مصر»، وأنها أتاحت حرية لم تكن موجودة فى السابق وأنها لم تنحز لأى تيار وأتاحت مساحة حرية.. فعلى أى أساس كانت شهادتك هذه؟
- أولا هذه الشهادة باعتبارى أحد أعمدة بناء «راديو مصر» لأننا شهدنا بداية انطلاقه، وأعرف جيدا مرحلة تطور الإذاعة من مرحلة ما قبل وما بعد الثورة، خاصة أن مرحلة ما بعد الثورة كانت بها مساحة حرية أكبر ولا يوجد أى نوع من التوجيه أو التوجه، واستطعنا كشباب أن نكمل بعضنا ونتعاون، وبالتالى سبب وشهادة نجاح «راديو مصر» أننا بالأساس مذيعو أخبار وخلفيتنا سياسية وثقافية، وكنا أول إذاعة تفتح المداخلات الهاتفية للمستمعين، ما أثقل من خبرة ومهنية مقدمى الراديو، مع وجود سرعة البديهة والرد لكى نوصل الرسالة بشكل مهنى وحرفى.
■  هل هذا سبب فوزك بجائزة التميز الإعلامى كأفضل مذيعة راديو، ولقبك المستمعون بألقاب عديدة منها «شمس مصر» و«ضحكة مصر» وغيرهما؟
- بالطبع، وهذا ليس فقط لما قدمناه من محتوى جيد ومتعلق أيضا بالاتصال والتأثير فى الشارع المصرى بشكل كبير، وهو شىء مشرف ويسعدنى بشكل كبير، لأن المتلقى يعرف الإعلامى أو الإذاعى الذى يريد الصالح للبلد بعكس من يقوم بعمل شو أو له توجه ما، وبالتالى أتمنى أن أكون عند حسن ظن المستمعين دائما.
■  ماذا عن أبرز الحملات التى أطلقها البرنامج أو القضايا التى ناقشها خلال الفترات السابقة؟
- أطلقنا العديد من الحملات التوعوية والخدمية، حيث سبق أن أطلقنا حملة «حلايب وشلاتين» كأول برنامج يقوم بتنمية منطقة حدودية ويسلط الضوء عليها، وكذلك حملة «باسكت لكل عربية» وحملة «ثورتنا ثورة أخلاق» للتغيير من ثقافتنا وسلوكياتنا ونبذ الأخطاء التى تحدث ونعيد القيم والعادات والتقاليد الجميلة، وهذه الحملات هدفها عمل تنمية بشرية بجانب التنمية الاقتصادية والسياسية، لذلك أتمنى أن توضع خطة استراتيجية للإعلام التنموى وللحملات التوعوية.
■  ما الخطة التى يعمل بها البرنامج، وهل هناك سياسة تحريرية تقوم عليها فكرته؟
-   بالطبع هناك سياسة تحريرية نعمل عليها من خلال خبراتنا فى التحرير وتقديم نشرات الأخبار، وفكرته أنه برنامج صباحى ويقدم معلومة بشكل أساسى، خاصة أننا غيّرنا من خريطة البرامج الصباحية التى تبدأ الساعة الثامنة صباحا، فلا يوجد برنامج صباحى يبدأ الساعة السابعة صباحا، ويحمل محتوى جادا ويقدم بشكل خفيف وأداء مبسط، من خلال أهم المعلومات والأخبار التى يحتاجها المواطن فى الصباح الباكر، وكذلك حل مشكلات الناس، بالإضافة إلى استضافة مسئولين للرد على شكاوى أو مطالب المستمعين، فنحن نعمل وفق خطة إعلامية تنموية لتغيير سلوكيات البشر من خلال موضوعات اجتماعية وتنمية المناطق مثل تنمية المناطق الحدودية وتنمية الوعى، ونجعل الجمهور مشاركا فى الأحداث بشكل فاعل، وتعظيم دوره ليكون فاعلا، بالإضافة إلى فقرة لتنمية العلاقات الإنسانية كل أربعاء، ومعرفة نبض الشارع من خلال فتح المداخلات الهاتفية بشكل كبير.
■  لماذا أردتِ أن يكون «طلعت شمس النهارده» قائما على فكرة الإعلام التنموى؟
- قمت بذلك دون توجيه من أحد، وبنية خالصة لنقدم شيئا هادفا للوطن من خلال إيمانى بشىء أساسى، وهو إصلاح البيئة من حولنا لتكون صالحة وتجعل المجتمع منتجا ويسعى لحياة أفضل من خلال ممارسة هذا الدور ويكون لنا بصمة فيه.
■   هل هناك عقبات أو مشكلات تواجهك فى العمل بالبرنامج؟
-   حقيقة لا أشعر بأى إشكالية أو عقبة تواجهنى فى عمل البرنامج، لأن هناك نوعا من التفاهم بين إدارة الإذاعة وفريق العمل، وإداريًا العمل يتم بشكل منتظم وجيد.
■   ماذا عن ردود الأفعال والتواصل مع الجمهور ومدى حل مشكلات المستمعين؟
- بالطبع هناك العديد من المشكلات والقضايا التى نطرحها ويتم حلها والاستجابة لها من قبل المسئولين من خلال المتابعة معهم وطرح حلول عديدة، خاصة أن للإعلام دورا رقابيا على أداء المسئولين فى الحكومة فدورنا طرح المشكلات ومتابعة حلها مع المعنيين حتى نؤدى دورنا على أكمل وجه.
■  كيف ترين مستقبلك فى هذا المجال، وما تطمحين لتحققيه خلال عملك الإعلامى الفترة القادمة؟
-  أطمح لتقديم برنامج تليفزيونى توك شو تنموى وفق خطة واستراتيجية متوافقة مع الأحداث الجارية، يسعى لتقدم البلد من خلال المواطن والارتقاء بمعيشته، ويعزز من دور الدولة من خلال شاشة التليفزيون المصرى، خاصة أن حلمى الأساسى العمل فى التليفزيون المصرى لكن من خلال تقديم شىء مختلف ومحتوى مميز يستفيد منه المواطن والوطن.
■  ماذا عن مشكلات الإذاعة المصرية ورؤيتك لوضعها الآن وسط منافسات من إذاعات أخرى خاصة؟
- أهل مكة أدرى بشعابها كما يقولون، فمشكلات الإذاعة المصرية يتحدث عنها أبناؤها الذين يعرفون معوقاتها وتحدياتها، خاصة أن هناك العديد من الإذاعات على موجات «FM» سحبت البساط من الإذاعات التقليدية، لأن المشكلة فيها هى تجديد نفسها بنفسها والتى بدأها «راديو مصر» ليواكب العصر والتجديد من محتواه ومضمونه، لكن مع الإدارة الجديدة للإذاعة المصرية أعتقد أنه سوف يتم التجديد والتطوير وتحقيق المصداقية الكافية التى تصنع تواصلا أكثر مع المستمعين.
■  ما رؤيتك للتليفزيون المصرى وما يمر به الآن وإمكانية عودة الريادة له؟
- ماسبيرو الآن يحتاج إلى تكاتف لتطوير المحتوى والمضمون بما يتواكب مع التطورات الحديثة.
■   كيف يتم تطوير وضبط الأداء الإعلامى فى الفترة القادمة؟
- يجب الاعتماد على عدد من الكوادر الإعلامية الشابة التى تستطيع أن تعمل من خلال اختيار لجنة من حكماء وصانعى الإعلام فى مصر، ممن لهم رؤية وخبرة ووعى كافٍ، ويصنعون الكوادر مثل محمد عبدالمتعال وألبرت شفيق وطارق أبوالسعود وأسامة الشيخ وعلاء الكحكى وغيرهم، ليكملوا مسيرة الإعلام دون وساطات أو محسوبيات، عبر البحث عن جميع المذيعين والإعلاميين المؤثرين فى مواقعهم وبدء صناعة نجوم جدد يتحملون مسئولية الوطن الفترة القادمة.
■  توجد حالة صخب وشد وجذب فى بعض الفضائيات ما أسبابها وكيف يمكن ضبطها؟
-   أرى أنها إحدى حالات الفوضى الإعلامية التى تنعكس من حالة الفوضى السياسية العامة التى مرت بها مصر، بالإضافة إلى عدم وجود وعى كافٍ- للأسف- من قبل بعض الإعلاميين لكى يغيروا المسار فانجرفوا إلى هذه الفوضى، وبالتالى لا يصلح أن يكون إعلاميا، ولذلك تجب إعادة بناء وتأهيل كوادر شابة ممن لديهم مقومات وعملوا بالفعل فى مجال الإعلام.
■  كيف يمكن ضبط الأداء الإعلامى وهل يوجد دور لقوانين الإعلام ونقابة الإعلاميين فى ضبطه؟
- أتمنى من خلال القوانين أو الهيئات المنظمة للعمل الإعلامى أن تساهم فى ضبط الأداء الإعلامى والاهتمام بتنمية الكوادر وصناعة المحتوى وخلق إعلامى مهنى يحمل ضميرا ومقومات فعلية، ويكون شخصا مؤثرا يعمل بشكل فعلى فى الإعلام، وبالتالى لو استمر الإعلام بهذه الحالة الفوضوية فسوف يؤثر على الدولة بشكل كبير، لذلك نتمنى التغيير وأن يدرك القائمون على الدولة أننا بحاجة إلى إعلام وطنى غير موجه يضع أولوية واستقرار وأمن وتنمية المواطن ورفع كفاءة معيشته ضمن أولياته، ويخلق التوازن بين الحكومة وبين المواطنين.
■   هل يتحقق ذلك بظهور قنوات فضائية منافسة تعمل على هذا المنهج مثل قنوات dmc وغيرها؟
- أعتقد أنه لو وجدت قنوات خاصة تعمل بهذه الاستراتيجية فمرحبا بها لمواجهة فوضى الإعلام فى بعض القنوات، بحيث تقوم بإعادة التوازن بين القنوات الخاصة الأخرى ولا تنجرف مثل بعضها وراء التيار، لكن لن تحل محل الإعلام الوطنى المتمثل فى ماسبيرو.