الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ناصر عبد المنعم: للأسف البيت الفنى لديه لوائح وقوانين تعطل الابتكار




بالرغم من الفكرة الجيدة التى سعى لها محمد الشرقاوى مخرج عرض «عاشقين ترابك» وهى الاتفاق مع شركة «ملابس داخلية» حتى تكون راعية لعرضه خوفا من تعرضه للإغلاق بسبب الأزمة المالية التى يمر بها البيت الفنى للمسرح حاليا خاصة أن الشركة أبدت استعدادها لتحمل نصف أجور الفنانين وأموال الدعاية إلا أن تحمس المخرج لهذه الفكرة واجهه رئيس البيت الفنى للمسرح ماهر سليم بحالة من الانزعاج غير المبرر حتى أنه أرسل خبرًا صحفيًا لجميع الجرائد ينفى فيه صحة ماسبق ونشرته روزاليوسف فى عددها الأسبوع الماضى على لسان المخرج فيما يتعلق بمشروع الرعاية مع هذه الشركة وأكد فى الخبر أن المخرج يسعى لعمل «شو» إعلامى حول عرضه المسرحى لتحقيق الشهرة!

فلماذا هذا الارتباك ولماذا لا تعمم فكرة الاستعانة برعاة بالبيت الفنى للمسرح بشكل عام خاصة فى هذه الفترة الحرجة التى تعانى فيها مؤسسات الدولة من أزمة مالية حقيقية  تسببت بالفعل فى إغلاق وحرمان أكثر من عرض جيد وناجح الفترة الماضية من التنقل الطبيعى والسفر للمحافظات وعلى رأسها الإسكندرية وكانت من هذه العروض «فى بيتنا شبح» إخراج عصام السيد وتأليف لينين الرملى وبطولة ماجد الكدوانى  وعرض «ليل الجنوب» للمخرج ناصر عبد المنعم وبطولة وفاء الحكيم و«حنظلة» إخراج إسلام إمام .
فعن فكرة تعميم الرعاية للشركات الخاصة بالبيت الفنى للمسرح أكد ناصر عبد المنعم أحد المتضررين من الأزمة المالية قائلا:
للأسف هناك مجموعة من اللوائح والقوانين بالبيت الفنى للمسرح تعطل الابتكار، فنحن نمتلك بالبيت الفنى للمسرح مجموعة كبيرة من المناطق الحيوية مثل مسرح الغد وموقعة فى العجوزة وكذلك مسرح السلام فى قصر العينى والمسرح العائم بالمنيل كل هذه الأماكن إذا تم استثمارها بشكل جيد عن طريق وكالة إعلان على سبيل المثال لعمل دعاية جيدة لها ستحقق عروضها نجاحا كبيرا، لكن هناك فى اللوائح والقوانين ما يمنع الدولة من تلقى أموال من القطاع الخاص وهذه قوانين قديمة للغاية لكننا نتعامل معها بحالة من الكهنوت وهذا غير وارد فى وقتنا الحالى .
ويضيف: نحن نريد محاكاة لغة العصر فى التطور، فما حدث مع عرض «عاشقين ترابك» شىء جيد جدا وأتمنى أن تعمم هذه المسألة على البيت الفنى بكل عروضه لأن الرعاة عادة ما يساعدون فى تخفيض تكلفة إنتاج العرض إلى جانب تحملهم جزءاً من رواتب الممثلين وهذا يمنح الأماكن إمكانية فى عمل تنمية ذاتية لمواردها، وأعتقد أن دار الأوبرا لديها لائحة تسمح لها بالاستعانة برعاة فلماذا لا ننظر فى هذه اللائحة ونغير لائحة البيت الفنى القديمة، وعلى سبيل المثال عرض «ليل الجنوب» عرض 45 ليلة عرض فقط ورغم نجاحه الكبير والاحتفاء الشديد به إلا أن العرض أغلق تماما ولن يعرض بالمحافظات بسبب الأزمة المالية التى لم نجد لها حتى الآن حلولاً، وبالتالى أعتقد أن مسألة الاستعانة بالرعاة حل جيد لما لا نفكر فيه بما لا يؤثر على جودة المنتج المسرحي.
 
 

 
 
 
أما المخرج عصام السيد فكان له رأى آخر:
المسألة لا تتعلق بمدى إمكانية وجود رعاة أو العكس فرأيى مختلف تماما لأن كل الأزمة أن هؤلاء الأشخاص جاءوا لإغلاق المسرح فى مصر، هم يعملون على إغلاق المسرح بتوجيهات معينة وبشكل لا يبدو معه أن السلطة هى من تريد ذلك، وفى المقابل نجد المسارح المستمرة مسارح الأطفال والأعمال غير المؤثرة لكن أى عرض قوى يقول كلمة حقيقية مثل «ليل الجنوب» أو «حنظلة» أو «فى بيتنا شبح» بالتأكيد لابد من الإصرار على إغلاقه فورا .
ويقول: هناك سؤال مهم لا يجيب عنه أحد هو لماذا يعمل بشكل يومى موسم الهناجر المستقل فى الوقت الذى تتردد فيه دائما عبارة «مافيش فلوس»  والميزانية انتهت؟!، بصراحة فى ظل هذه الأوضاع المتردية أعد المسئولين عن المسرح المنبطحين أمام الإخوان بسوء العاقبة.
اختلف معه فى الرأى الناقد المسرحى حسن عطية وقال:
فى رأيى أن المسألة ليست بهذا السوء وكل عمل أخذ حقه فى أيام عرضه ولابد أن نراعى الأزمة المالية التى تعانى منها مصر بشكل عام، لكن فكرة أن نعمم مسألة الرعاة بالبيت الفنى للمسرح أعتقد أنها فكرة جيدة خاصة ونحن فى زمن مؤسسات المجتمع المدنى والشركات الخاصة والمسرح فى أمس الحاجة لدعم هذه المؤسسات سواء فى مسألة طباعة الكتيبات الخاصة بالعروض أو التسويق لها، وليست هناك أزمة فى الاتفاق مع هذه الشركات بعمل دعاية لها من خلال وضع اللوجوهات الخاصة بها فى كتيبات العروض وهكذا تفعل ساقية الصاوى وحققت نجاحًا كبيرًا.
ويقول: ليست هناك قوانين تمنع الدعم لكن اللوائح المالية الحكومية حساسة للغاية تجاه أى دعم خارجى إلى جانب كيفية دخول هذه الأموال للإنتاج كما أن وزارة المالية ليست لديها لوائح مالية وإدارية تحكم مسألة الدعم لكن من الممكن أن يدخل هذا الدعم فى طباعة الورق أو الديكور أو فى الاحتياجات الخارجية للعرض، وبالطبع فى النهاية لابد من الاختيار بمعنى أننا لا يمكن أن نتعامل مع مؤسسة خاصة تفرض شروطها على العرض المسرحى فلابد ألا يختلط العرض الثقافى بشروط المنتج السلعى.
ومن جانبه رد ماهر سليم رئيس البيت الفنى للمسرح معقبًا: ليست لدينا أزمة فى عمل تعاون خارجى مع شركات خاصة للرعاية لكن حتى الآن فيما يخص عرض «عاشقين ترابك»  الاتفاق لم يكتمل مع الشركة الراعية ولايزال المشروع تحت الدراسة مع المستشار القانونى، لذلك انزعجت من تصريحات المخرج لأنه لم يحدث اتفاق فعلى معهم حتى نصرح به.
ويقول: لكننا فى الوقت نفسه اتفقنا مع شركة «طيران وطنية» على أن يتم عمل خصم لكل من يحمل كارنيه الشركة بنسبة 50٪ على جميع العروض فى مقابل أن تعلن الشركة عن عروض البيت الفنى فى الكتيبات الخاصة بها.
فيما عدا ذلك نحن نسعى لعمل اتفاقات أو تعميم مسألة الرعاية على عروض البيت الفنى كلها لكن هذا التعاون مع الشركات الخاصة له شروط ودراسات، وهو مشروع جيد جدًا لأنه سيساعد على زيادة الإنتاج والدعاية حتى ولو كانت هناك ميزانية كبيرة، لكن هذا الأمر حتى يتم تنفيذه وتعميمه يحتاج لأوضاع مستقرة وهادئة ونحن حاليًا لا نضمن ماذا يحدث الأيام القادمة!