الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيخ الأزهر: نحتفل بذكرى ميلاد أمة صنعها الرسول ورباها على مقاومة الباطل

شيخ الأزهر: نحتفل بذكرى ميلاد أمة صنعها الرسول ورباها على مقاومة الباطل
شيخ الأزهر: نحتفل بذكرى ميلاد أمة صنعها الرسول ورباها على مقاومة الباطل




كتب - صبحى مجاهد
وأحمد إمبابى وأشرف أبو الريش

أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى احتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوى الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، أننا  فى زمننا هذا من أوجب الواجبات إظهار حياة الرسول وعظمتها  بعد أن استدبت الحركات السياسية المعاصرة بتوجيه أبنائنا وبناتنا، وملأت عقولهم بأمور المساواة، فاضطربت القيم وهوى الضمير الإنسانى، محذرًا من إضاعة القديم وعدم الاعتراف بعظمة العظماء وتوقير الكبير.
وقال: «إن يوم مولده صلى الله عليه وسلم ليس فقط يوم مولد رسول عظيم أنقذ البشرية وإنما هى ذكرى ميلاد أمة صنعها هذا النبى الكريم ورباها على أصول الفضائل والدعوة للحق ومقاومة الشر والباطل ، ولعل من رابع المستحيلات تقديم شخصية استثنائية كشخصية الرسول محمد، ، فضلًا عن الإحاطة بملامحها، موضحا أن السيرة العطرة للرسول  تنوعت ومنها الخصائص التى اختصت بها شخصيته صلى الله عليه وسلم، ومنها الشمائل المحمدية التى نقرأ فيها وصفا تفصيلا عن هيئته وقسمات وجهه الشريف ، أما صفاته الخلقية فقد احصيت اصولها والف فيها العديد من المؤلفات ، ولم يقتصر شرف تسجيل حياته الشريفة على المؤلفين القدامى بل امتدد للمؤلفين المعاصرين.
وأوضح أنه رغم كثرة المؤلفات التى كتبت فى حياته الشريفة ، وما كتبه المؤرخون عنه صلى الله عليه وسلم هو أقل قليل تقدمه البشرية لهم ، وقال شيخ الأزهر إن الإنسان الذى لا يرى عظمة العظيم لا يساوى شيئا وان المجتمع الذى يضيع فيه العظيم ولا يعرف قيمة العظماء يهوى ، لافتا إلى وجود عصابة مفتونة مغرمة بهدم القديم.
ولفت إلى أن رسول الله كان عظيما فى قيادته وهو أب وزوج ورجل فكان عظيم بالغ العظمة وقليل عليه أن تفنى أعمار مئات المؤرخين
وأشار إلى  أنه علينا أن نستفيد من هذا الميراث النبوى ، فى مواجهة التحديات ، خاصة أن الأمة تعيش واقع متواضع  يصعب تجاهله ، ومع ذلك لدينا أمل فى تلك الأمة وإن أصابها الوهن والمرض، ولن تموت أو تفنى وستظل حاملة لشعلة الحق والخير.
وأكد شيخ الأزهر أن الأمل بعد الله معقود على شباب تلك الأمة وشابتها ممن نقرأ فى عيونهم بشائر الأمل وإخراج الأمة من حالة الخمول ، وقال : سيادة الرئيس إنى إذ اقدر اهتمام سيادتكم بالشباب  إلا أننى أوصى جميع المسئولين بأن يضعوا هذا الشباب نصب أعنيهم فهم ثروة مصر .
كما هنأ  الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - جموع المسلمين فى مصر والعالميْن العربى والإسلامى بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام الذى كان ميلاده ميلاد نور وخير للبشرية جمعاء. وأكد مفتى الجمهورية - فى كلمته - أن أمتنا الآن أحوج ما تكون للتمسك بأخلاق النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى وقت أصبح فيه المسلمون فى موضع الاتهام بسبب تقصيرهم فى التخلق بالأخلاق المحمدية السمحة، وما تقوم به جماعات التطرف والإرهاب بفكرها المنحرف من تشويه للقيم الإسلامية التى جعلت المسلمين قادة للأمم عندما كانوا يتمسكون بها.
وأضاف، إن واجب الوقت يحتم علينا أن نتصدى للتطرف بجميع أنواعه بنشر الأخلاق النبوية والقيم الإسلامية فى جميع تعاملاتنا، حتى نبين الوجه الصحيح للإسلام ونحقق الغاية من استخلاف الله سبحانه وتعالى لنا فى الأرض من أجل عبادته سبحانه وعمارة الكون وتزكية النفس
ودعا مفتى الجمهورية العلماء والدعاة إلى تبنى خطاب دينى جديد يتناسب وروح العصر الذى نعيش فيه، متسلحًا بأدواته ينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار، ويواجه جميع دعاوى الغلو والتطرف، ويتصدى لأى صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم. وشدد  فى ختام كلمته على أن أمتنا العربية والإسلامية تواجه الآن الكثير من التحديات الصعبة والدقيقة التى تحتاج منا أن نتأسى بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته العطرة التى بينت ووضعت منهجًا عمليًا لكافة تعاملاتنا، وما أرسته من قيم حب الوطن والعمل والاتحاد والاجتهاد والصبر والإيثار وغيرها، لتكون دافعًا لنا لبذل الغالى والنفيس من أجل رفعة أوطاننا والدفاع عنها.
فيما قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا نحتفل بذكرى المولد النبى لنستخلص الدروس من السيرة والعبرة من ماضينا ونراجع واقعنا، مشيرًا إلى أن أهم ما نقف عنده من السيرة النبوية أمرين: الأول أن نبينا هو نبى الرحمة، ويجب علينا أن نكون رحمة للعالمين وكل العالمين وبلا أى استثناءات على الإطلاق. وأكد «جمعة» فى كلمته بذكرى المولد النبوى، ضرورة أن نكون رسل هداية وسلام وأن نحمل الخير والسلام للعالم كله، قائلا «إن البشرية لو بذلت فى البناء والتعمير والتكافل العالمى نصف ما تبذل فى الانفاق على الحروب لتغير حال البشرية ولعاش العالم كله فى أمن وسلام ونماء».