الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بورسعيد العام» تقتل المرضى مع سبق الإصرار والترصد

«بورسعيد العام» تقتل المرضى مع سبق الإصرار والترصد
«بورسعيد العام» تقتل المرضى مع سبق الإصرار والترصد




بورسعيد - هبة وصفى

 

إذا شاء القدر يوما أن تذهب إلى عزبة «أبوجندى»، عفوا مستسفى بورسعيد العام «الأميرى»، لابد أن تتوخى الحذر أثناء قطع تذكرة الدخول، حيث إنها حتما ستكون تذكرة مرورك للدار الآخرة، أو ستضيف لك مرضًا آخر إذا لعب معك القدر، بسبب الإهمال الجسيم والتقصير غير المبرر، رغم أنه تم تطويره مؤخرا بالجهود الذاتية فى عامى 2014،2016 بإجمالى تبرعات 13 مليون جنيه، ودعم من وزارة الصحة بـ 3.6 ملايين جنيه، ليصبح بعد ذلك مقبرة للمرضى.
لكن والحق يقال نجح الدكتور شريف أبوجندى، مدير المستشفى، وتحت رعاية اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، فى تدهور الحال من سيئ إلى أسوأ، حيث أصبح الإهمال وتغيب الأطباء والمعاملة غير الآدمية شعار المستشفي، إلى جانب غزو الحشرات وتراكم القمامة والنفايات الطبية، ناهيك عن تحوله إلى وكر لممارسة الرذيلة، خاصة أن هناك صلة قرابة بينه وبين «الغضبان» تجعل المحافظ يصدر قرار التجديد بإدارة المستشفى دون الرجوع إلى وكيل وزارة الصحة.
بداية تعددت العلاقات الجنسية على أسرة المرضى داخل المستشفى، بين العاملين أو مع من يصطحبونهم من الخارج، منها ما حررت به محاضر رسمية ومنها ما تم التكتيم عليه، حيث حرر محضر رقم 3355 جنح الشرق لضبط واقعة ممارسة رذيلة داخل المستشفى بأحد حجرات الجناح البحرى، والمتهم فيه عامل أمن، وعاملة نظافة، وحرر أثره زوج العاملة محضرًا يتهمها فيه بممارسة الزنا.. وتداولت الأوساط الطبية التساؤلات حول علاقة «أبوجندى» ومحافظ بورسعيد وشركات الأدوية، التى تنظم مؤتمر «قلب القناة» باسمه سنويا، وتضخ ميزانية بمئات الآلاف لأجله، بحضور 650 أستاذا جامعيا وطبيبا من خارج بورسعيد، ويقام المؤتمر فى فندق مصر للسياحة، التابع لجهاز تنفيذى المحافظة، التى المفترض إقامته باسم الجمعيات الطبية المشهرة بالمحافظة أو كلية الطب، ناهيك عن وجود شبهة العلاقة التى تربط بين «أبوجندى» ومدير الشئون القانونية، وأمين شرطة بنقطة المستشفى، الذى يمنحهما مدير المستشفى إقامة دائمة هم وضيوفهم داخل حجرات المستشفى بمبيت الأطباء.
ويكشف مصدر طبى السر عن أنه فى حالة نقص العلاج بالمستشفى وعدم توفره فى التموين الطبى يتم شراء الأدوية بالأمر المباشر وهو ما يتيح لـ«أبوجندى» تحديد الشركات الموردة للأدوية، وتصرف تكلفة تلك الأدوية من خزينة العلاج على نفقة الدولة، وخزينة العناية المركزة، والطوارئ، مطالبا الوزارة والأجهزة الرقابية بالتدخل لمراجعة الوضع المالى وأوجه الصرف بالمستشفى، بعد صرف المدير مستحقات مالية عن الوحدات المختلفة كمكافآت ونوبتجيات، فضلا عن استحواذه على إدارة الأقسام ذات العائد المادى رغم عدم تفرغه.
ضف إلى ذلك أن الممرضات بالمستشفى أكدن تعرضهن للاعتداءات اليومية من المرضى وذويهم بالسب والضرب فى ظل غياب تام للأمن، وعدم وجود أطباء داخل المستشفى أثناء «النوبتجيات»، لتواجدهم فى عياداتهم الخاصة، ويقتصر تواجدهم فى حضور لجان التفتيش أو المتابعة، وأكدن عدم تواجد «أبوجندى»، مدير المستشفى، وإدارته العمل من عيادته الخاصة من خلال التليفون، منوهات إلى أن العيادة الخارجية تعانى قلة التجهيزات والأدوية أو المستلزمات، التى تحتاجها حالات الطوارئ، فضلا عن أغلاق شباك التذاكر الساعة 11صباحاً بدعوى نفاد التذاكر.. أيضا شهد مستشفى «الأميرى» حادثة هى الأغرب من نوعها، بطرد المريض أنور السادات درويش، 47 سنة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة على باب المستشفى، وحرر محضر بالواقعة رقم 3667 الشرق، ليأتى تقرير الطب الشرعي، أن الوفاة جاءت نتيجة أزمة تنفس حاده وحالة إعياء شديدة لعدم تناول الطعام والشراب عدة أيام، ناهيك أن «حسن سالم»، عامل بالمستشفى، أحد شهود الإثبات، أكد أن الضحية كان ينزف بشدة، ونام على البلاط فى قسم الطوارئ ليلة كاملة، فضلا عن وجوده بالمستشفى لمدة 5 أيام دون تقديم علاج أو طعام له، علاوة على أن الممرضة عبير النمس، أمرت بطرده ونقله إلى فناء المستشفى لرائحته الكريهة، وقال «أبوجندى» عندما شاهده «إحنا مش فاتحينه ملجأ أرموه بره».
أما الحاجه نجاة، والدة «ممدوح الستار»، 51 سنة، تلفت إلى أن أبنها دخل المستشفى إثر حادث تصادم، إلا إن المستشفى طرده ليمكث 3 أيام على الرصيف فاقدًا للوعى فى جو شديد البرودة  دون علاج، إلى أن نقل بواسطة الأهالى إلى مستشفى الزهور العام على متن تروسيكل.
ولعل دماء الحاج عبده إسماعيل عرفة، 56 سنة، تشهد على الإهمال، حيث يقول عزالدين، تركنا والدى بعد انتهاء مواعيد الزيارة، وعندما زرناه صباح اليوم التالى لم نجده على السرير، فبحثنا عنه فى أرجاء المستشفى فوجدناه فاقد الوعى غارقا فى بركة دماء فى المرحاض، دون أن يدرى به، وحرر محضر بالواقعة.. وتؤكد إحدى الممرضات بمركز الغسيل الكلوى بالمستشفى، غياب الأطباء، رغم توقيعهم فى كشوف الحضور، وعدم ظهور مدير المركز و«أبوجندى» إلا فى زيارات وكيل الوزارة والمحافظ، منوهة إلى أن هناك نقصًا حادًا فى التمريض، وعامل صيانة واحد للشيفت، علاوة على نقص الأدوية الخاصة بالحساسية وضغط الدم والفشل الكلوى وتصنيع كرات الدم الحمراء، ما يؤدى بحياة المرضى.
وتستنكر الممرضة ما يحدث مع حالات الغسيل الطارئة، لأن ماكينة الطوارئ تتواجد بقسم فيرس «سى»، ولابد لأى حاله إجراء تحاليل الفيروسات قبل الغسيل، إلا أنه لا تجرى التحاليل للحالات الطارئة، ما قد يعرضهم للإصابة بالفيرس، ناهيك أن أحد المرضى حرر محضرًا إثر مفاجأته بتركيب مرشح «فلتر» صينى الصنع عوضا عن الفلتر الألمانى، الأمر الذى يكشف تبديل التوريدات للمستشفى بعد استلامها بأنواع أقل جودة وتورط «أبوجندى» ورئيس قسم الكلى فى ذلك.
الكارثة أنه حتى الأموات لم تسلم فى «الأميري» من التعدى، ففى واقعة هى الأغرب على الإطلاق قام شخص من أقرباء أحد أفراد الأمن بالتسلل إلى المشرحة فى ساعة متأخرة من الليل، وأغلق الباب للتحرش وسرقة متعلقات جثة الفتاة «ج.ع.ج» 23 سنة، وتم ضبطه متلبسا وتحرر محضر بالواقعة.
من جانبه قال الدكتور معتز سلامة: إنه تقرر إيقاف العمل بوحدة قسطرة القلب بعد حصول الوحدة على كود الوزارة للعلاج على نفقة الدولة، لعدم صرف مستحقات العاملين بها منذ بداية تشغيلها، لافتا إلى أن «أبوجندى» أنفقها على شراء أدوات للطب الوقائى والنظافة.
ووسط تلك المهازل، يأتى اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بزيارات مكوكية حتى لا يتورط فى إقالة قريبه أبوجندى من منصبه جراء الكوارث التى تحدث، علاوة على إشادته بجهود العاملين بمستشفى بورسعيد العام وذلك لانتظام الأطباء وتواجدهم داخل أقسام المستشفى، مقدما الشكر إلى جميع العاملين بالمستشفى على تقديم خدمة طبية متميزة، وذلك على غير الحقيقة المُرة.
يشار إلى أن العناية الألهية أنقذت الأطفال «أحمد ـ ياسين ـ رقية»، من الموت بعد تعطل جميع الحضانات، وكادت الأطفال تحترق أو تختنق بعد ارتفاع درجة الحرارة، فى ظل عدم وجود مهندس متخصص فى صيانة قسم الحضانات، وغياب الطبيب المناوب والأخصائى ومدير المستشفى.