الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكاتب التونسى المعارض توفيق بن بريق: ثورة ثانية قد تندلع فى تونس




فى مقال أخير للكاتب التونسى المعارض توفيق بن بريق نشر فى موقع «سلات» الإخبارى الفرنسى الذى عبر عن اعتقاده بأن هناك احتمالاً لنشوب ثورة ثانية فى تونس الخضراء.
 
وقال بن بريق الذى يعد من الأصوات التونسية المعارضة التى لا تتفق مع المتشددين على طول الخط «لا يزال الربيع التونسى مؤجلاً على الدوام؛ ففصل الشتاء دام فترة طويلة تعبر عنه الأوحال التى تسيل، مما يجعلنا لا نشعر بالتفاؤل أن تنفتح زهور الربيع وسط هذا العنف الذى نراه يندلع من حياة طويلة صعبة تحملها الشعب التونسى».
 
ويشبه بن بريق الشعب التونسى حالياً فى ظل حالة التشدد الدينى والتيارات المتشددة التى تتصارع على السلطة بالضفدع الذى يوضع فى ماء بارد جداً ويوضع على نار هادئة ليصل لدرجة الغليان ببطء، متوقعًا أنه سوف يموت فى النهاية.
 
ويقول الكاتب إنه يتم تضييق الخناق على التونسيين بالبطالة وما أسماه بـ«محاكم التفتيش» ومطاردة المبدعين ومحاولة تدمير الشعور بالانتماء وهى عوامل من شأنها اصابة الجميع فى تونس باليأس.
 
وتحت عنوان «تونس من الآن فصاعداً تونستان» فى إشارة الى اعتقاده بأنها تتحول لدولة متطرفة يؤكد أن المثقفين أو المفكرين يعجزون بشدة عن الوصول لنظام مجتمع متماسك يحقق التطلعات الشعبية بالحرية والكرامة والمساواة، متسائلاً هل لا تسفر الثورات إلا عن بلورة وتكريس التدين والعودة إلى الوراء والخمول والسلبية وإقصاء الرأى المخالف؟ بحسب رأيه.
 
ويشير إلى أن الواقع فى تونس الآن يقمع حرية الآخر الذى يختلف مع التيار الدينى المتشدد سياسياً واجتماعياً، وأن الثورة والتضحية بأبناء الوطن لم تصمد للنهاية وتؤتى بثمارها.
 
ويرى أن الإحباط والقلق هما سيدا الموقف فى تونس الآن قائلاً: «فى الوقت الراهن يتراكم الإحباط فى نفوس التونسيين وتداس كرامتهم ويملؤهم الذهول»، مشبهاً إياهم بالمخدرين رغما عنهم.
 
ويقول «يعطى التونسيون انطباعا بأنهم يحيون ويسعون للبقاء ولكنهم لا يزالون يعيشون فى المقبرة السياسية لزين العابدين بن على.. موضحاً أن نفس اساليب الحكم القديم من سيطرة الشرطة والعسكريين وآلة الدعاية التى تمجد للحاكم والسياسة التى تقوم على فكرة «محاكم التفتيش فى القرون الوسطى».
 
ويتهم بن بريق راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة الإسلامى والسلفيين فى تونس بمحاولة تشويه وتحطيم «الثورة» الحلم التونسى الوليد.
 
ويؤكد أنه لم يحدث أبدًا فى تاريخ تونس المعاصر أن عانت من كبت الحريات وكان هناك شعور بانعدام الأمن واضمحلال العدالة والفساد على نطاق واسع - بحسب رأيه.
 
ويعتقد الكاتب أن الغنوشى يتبع أسلوب بن على الذى يطلق عليه «الأرض المحروقة» باستئصال ثقافة الاحتجاج والمواجهة والعودة بالبلاد إلى العصر الحجرى عن طريق تغيير رؤساء النقابات والاتحادات المهنية والصحافة والأحزاب. ويقول «إن (الغنوشى) يسعى لالتهام قلب البلد». ويقصد هنا الإسلاميين يتجاهلون وجود الأخر ويعمدون إلى إذلاله.