السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مراجعات المستشارة الألمانية

مراجعات المستشارة الألمانية
مراجعات المستشارة الألمانية




تقرير ـ أحمد إمبابى


فى ختام زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبرلين بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أوائل يونيو 2015، حرص الرئيس  على أن يلتقى الجالية المصرية فى ألمانيا وأوروبا، وتوقف أغلب المشاركين فى اللقاء مع مصطلح استخدمه الرئيس السيسى لأول مرة عند حديثه عن مباحثاته مع الإدارة الألمانية، حيث قال  «ناس كتيرة عايزة تسمعنى.. كبار الساسة ورجال المخابرات فى العالم..».
وقتها كثير من دول العالم لم يكن يدرك حقيقة ما يحدث فى مصر ولم تكن الصورة كاملة لديهم وعلى رأسهم الحكومة الألمانية.. لكن بمرور الوقت وبعد مرور أقل من عامين تغيرت الصورة، وأصبحت دول العالم تنظر لمصر بصورتها الحقيقية كركيزة استقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
تداركت دول العالم كثيرًا من مواقفها، والدليل أن معظم المسئولين الأجانب والوفود الأجنبية التى تزور مصر ويلتقيها الرئيس السيسى، باتوا يجمعون فى مختلف لقاءاتهم حول حقيقة ثابتة وهى «مصر ركيزة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ودورها محورى فى قضايا المنطقة».
من هذا المنطلق تأتى زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة اليوم التى تستمر ليومين.. فما بين ميركل 2015، وميركل 2017 هناك تطورات كثيرة، دفعت المستشارة الألمانية والمسئولة الأولى لأكبر دولة أوروبية أن تزور القاهرة بل وتتحدث بكل إيجابية عن مصر وتفاعلها مع ملفات المنطقة.

تفاصيل زيارة ميركل
للمرة الثالثة.. ستبدأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم زيارة رسمية للقاهرة لمدة يومين، حيث سبق وأن زارت مصر مرتين طوال فترة ولايتها، حيث زارتها من قبل عامى 2007 و2009.
ومن المقرر أن تجرى ميركل خلال الزيارة مباحثات سياسية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن المقرر أن تلتقى خلال الزيارة مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما سيتم افتتاح ثلاث محطات كهرباء فى بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة، عبر الفيديو كونفرانس، تم تنفيذها من قبل شركة سيمنز الألمانية.
5 ملفات رئيسية ستركز عليها مباحثات المستشارة الألمانية للقاهرة بداية من العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وألمانيا، وقضايا إقليمية فى إفريقيا، والوضع فى ليبيا وسياسة الهجرة كما تعتزم تناول وضع المؤسسات السياسية الألمانية والمجتمع المدنى فى مصر خاصة التى تم وقف نشاطها منذ 2011.

مراجعات الحكومة الألمانية
 شهدت العلاقات المصرية ـ الألمانية تطورات مختلفة خلال السنوات الأخيرة، وكانت منحنيات العلاقات فى صعود وهبوط أحيانا.. إلى أن تغير الموقف الألمانى وصولا إلى زيارة المستشارة الألمانية للقاهرة.
وحتى نرصد ما حدث ومنحنى العلاقات الثنائية نتوقف مع أبرز موقف الإدارة الأمريكية خلال العشر سنوات الأخيرة.

ميركل 2017
قبل زيارة ميركل للقاهرة، جاءت تصريحات المستشارة الألمانية إيجابية بشكل كبير تجاه مصر، حيث قالت إن مصر تعد محور الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط المضطربة وأنها وسعت إلى الحفاظ على السلام فيها منذ وقت طويل.
وقالت: إنها تعول على العمل مع مصر لدعم الاستقرار فى ليبيا، ومصر تقوم بدور محورى وأساسى فى ملف الهجرة غير الشرعية.. كما أكدت أهمية مصر كـ«عنصر استقرار» فى منطقة متأزمة.
وأشادت بالإصلاحات الاقتصادية فى مصر وقالت إن «الرئيس المصرى والحكومة وافقا على التعامل مع برنامج شجاع لصندوق النقد الدولى وألمانيا تعتزم الدعم فى هذا الشأن بشكل مواز».
وقالت أيضا إن المسيحيين فى مصر يعيشون أوضاعا جيدة فيما يتعلق بشعائرهم الدينية، ويتلقون كل الدعم الحكومى الذى يحتاجون له، وهو ما يعد مثالا يحتذى به بالنسبة لدولة غالبية سكانها من المسلمين.

ميركل 2015
ربما لم تكن الصورة كاملة لدى المستشارة الألمانية فى 2015، وتحديدا عند زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبرلين فى يونيو من هذا العام .. حيث اعتبرت زيارة الرئيس السيسى وقتها رغم تحفظات واعتراضات دوائر ألمانية ووسائل الاعلام هناك بأنها تتعامل «بسياسة الواقع فى المنطقة».
وقالت وقتها: إن  هناك اختلافًا فى الآراء بيننا، وهناك موضوعات نرجو أن يكون فيها حل قريبا مثل مؤسسات المجتمع المدنى التى أغلقت.. وأحكام الإعدام التى صدرت مؤخرا فى مصر – وتقصد هنا أحكام الإعدام ضد قيادات جماعة الإخوان فى قضايا الإرهاب - يجب تفاديها لأن المانيا ترفض عقوبة الإعدام.
وقالت وقتها إن الشركات الألمانية كلها من القطاع الخاص ستتوجه لمصر عندما تعرف أن الظروف جيدة ومتاحة.. وأن أى نزاع إرهابى لا يمكن حله فقط عسكريا ولذا يجب التعاون السياسى!.
ميركل 2013
موقف الحكومة الألمانية تجاه مصر كان أكثر صعوبة بعد ثورة 30 يونيو، وتداعيات الموقف الداخلى مع تنامى موجات الإرهاب لضرب الاستقرار فى مصر.
والدليل أن المستشارة الألمانية قالت: إن ألمانيا ستعيد النظر فى علاقاتها مع مصر فى ضوء التطورات الأخيرة ، وقالت أن هناك مشاورات عاجلة على المستوى الأوروبى».
وقالت وقتها: إن هناك اتفاقًا مع الرئيس الفرنسى على أنه يتعين أن يجرى الاتحاد الأوروبى مراجعة شاملة لعلاقاته مع مصر».

ميركل وقت حكم الإخوان
ووقت حكم الإخوان كانت تصريحات المستشارة الألمانية رافضة بشكل كبير النظام المصرى وقالت: إن حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر والذى بدأ فقط منذ أقل من عام، قد ينهى حضارة من أعظم الحضارات فى العالم، والتى يمتد تاريخها إلى آلاف من السنين.. وأضافت: إن حكم الإخوان يذكرنى بحكم النازى آدولف هتلر.
ميركل 25 يناير 2011
بعد ثورة 25 يناير قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك قدم خدمة للشعب المصرى بتنحيه عن الرئاسة، وأضافت: إنه يتعين احترام معاهدات مصر مع «إسرائيل».
وقالت نشهد جميعاً تغيراً تاريخياً، أشارك الناس سعادتهم والملايين من أبناء الشعب فى شوارع مصر.
ميركل 2010
العلاقات المصرية الألمانية قبل ثورة 25 يناير كانت تسير بمنحنى إيجابى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث كان هناك تعاون كبير فى قضايا المنطقة لعل أبرز ما يترجمه زيارة ميركل للقاهرة فى 2007 وفى 2009.. وحديثها عن مصر عندما أكدت فى 2010 بأن دور مصر المركزى فى التوصل إلى حل للصراع العربى الإسرائيلى، لأن مصر «ترتبط باتفاق سلام يُحتذى به مع إسرائيل».
 
العلاقات الاقتصادية
تشارك الشركات الألمانية بشكل كبير فى المشروعات الكبرى التى تنفذه الدولة ولعل أبرزها ما تقوم به شركة سيمنز الألمانية لإنشاء أحد أكبر محطات الكهرباء فى العالم ببنى سويف والعاصمة الإدارية الجديدة والبرلس بطاقة إنتاجية 14.4 ألف مياجاوات بتكلفة 8 مليارات يورو وهو أكبر عقد فى تاريخ الشركة.
وحصلت الشركات الألمانية على 12.5 مليار يورو لتنفيذ مشروعات فى مصر بعد ثورة 30 يونيو.
وفق إحصاءات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، فإن حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر بخلاف قطاعى الكهرباء والبتروكيماويات حتى 31يناير 2017 بلغ 619.2 مليون دولار، فى عدة قطاعات أبرزها: «المواد الكيماوية – صناعة السيارات- الاتصالات – الحديد والصلب – البترول والغاز- الأدوات الصحية – مكونات السيارات».
وتبلغ حجم الاستثمارات المصرية فى ألمانيا 46.1 مليون دولار وتتواجد أكثر من 100 شركة مصرية فى السوق الألمانية.