الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ضريبة النصر

ضريبة النصر
ضريبة النصر




محمد عبد الدايم يكتب:

والله أنا فى حيرة من أمرى، أكتب عن ماذا؟ ولمن؟! وما فائدة ما أكتب؟ سيناريوهات تدمير الوطن منذ الخمسينيات واضحة وضوح الشمس، الكل يعلمها، وقد تحدث كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البلاد، وتحدث أيضا كهنة العصور وساسة العهود عنها، أعداؤنا فى الخارج معروفون، وفى الداخل منظمون وواضحون وضوح الشمس، وها نحن نرى من خلال ما أوصلتنا إليه الثورة المعلوماتية، ما يحدث فى العالم كله ليل نهار، رأينا كيف يدار العالم ولصالح من؟! عرفنا من يحكم ويتحكم – من يشعل الثورات ويطفئها، من يهدم ويضرب ويخرب ويدمر، عرفنا أيضا من يتآمر على الوطن، عرفنا من تسبب فى هدم الدولة القومية لضرب الدولة العربية فى عضدها، لصالح المشروع الصهيو أمريكى فى المنطقة.
اكتشفنا من يحارب بالوكالة لإرضاء السيد الكاوبوى، أبدا لن أحدثكم عن مخططات تقسيم الوطن فقد عرفتموها وعلم بها الجميع الحابل والنابل، من أبناء الوطن الواحد، الذين فرقتهم الأهواء والأيديولوجيات السياسية، وراحو يكيلون الاتهامات لبعضهم البعض فى وصلات الردح على السوشال ميديا، اتهامات وصلت لحد التخوين - شتائم بافظع وأقذر الألفاظ ـ مستخدمين من تلك الوسائل منابرا لنشر معاركهم وتشرذمهم وافكارهم الغريبة ورؤاهم العقيمة - اختلافات من باب المكايدة السياسية ليس إلا - شماتة حتى على أشلاء الوطن فأى شىء لايهم عندهم، سوى أن نرى الخراب لهذا البلد بأى ثمن وكأنهم من بلد آخر.
لايعترفون إلا بما يملى عليهم من سادتهم الممولين من أمراء وشيوخ الحرب، وللاسف هناك فصيل كبير يؤمن بما يقولون وبما يعتقدون، يسحبون وراءهم جيوشًا جرارة من الجهلة والمعاتيه الذين ظنوا أنهم خبراء استراتيجيين، ومحللين ومنظرين، يفهمون فى كل شىء، وهو الأمر الذى أوصل البلاد إلى هذا الوضع المتردى فى كل نواحى الحياة.
لذلك فالحل الوحيد من وجهة نظرى الصبر على هذا الجيل من المعاتيه حتى ينتهى، لأنك لا تستطع تغيير بوصلة تفكيرة، أو اللعب فى أدمغته، لأنه مستفيد بشكل كبير من الصراع الدائر، فهو فى مأمن ومعزل عن الخطر، بحكم ما يصله هو ومن معه من مدد ودعم خارجى، فكيف تنتظر منه أن يكون معك؟!
عودة للحل من وجهة نظرى المتواضعة، وقبل عرض الحل لابد وأن أذكر بأن ما حدث من تفجيرات، راح ضحيتها عددًا كبيرًا من «المصريين» ما هو إلا ضريبة نصر كبير حققته قواتنا المسلحة على مجموعات كبيرة سخر لهم التنظيم العالمى لتخريب واحتلال البلاد كل سبل الدعم لتوطينهم فى أغلى بقاع الأرض «سيناء»، أرض الأنبياء ومهد الديانات، نصر جعلهم يفرون إلى الدلتا والصعيد كى يثبتوا بقاءهم باجندات استعمارية بحتة، لم تر سوى توجيههم نحو استهداف الأخوة المسيحيين بغرض  النيل من وحدة الشعب واستقراره، بهدف ضرب السياحة والاقتصاد، وأيضا  زعزعة الأمن والاستقرار الداخلى، وإحداث فوضى فى الجبهة الداخلية، وإثارة غضب الأخوة المسيحيين من أجل إشعال نيران غضبهم على الدولة التى يستهدفها اعداء الخارج والداخل معا.
لكن ما حدث لن يزيد المصريين بجميع طوائفهم إلا الإصرار والعزيمة، ومواصلة الزحف نحو بناء وطن عربى كبير من المحيط إلى الخليج، ويؤكد أن الحل يكمن فى مشروع ناجع لمواجهة الدعشنة والعربدة الدولية المساندة للإرهاب، هذا المشروع لابد وأن يدار بشكل مؤسسى،  كما أعلنت مؤسسة الرئاسة عنه، فانشاء المجلس القومى لمكافحة الإرهاب حل يراد له آليات عمل وأيضا قادة على أعلى مستوى من التفكير العلمى المدروس، بحيث تنتشر لجانه فى كل أرجاء الوطن لدراسة الظاهر ووضع الحلول غير التقليدية، حتى ننقذ الوطن بأكمله من الاستنزاف الصهيونى لمقدراته وخيرت شبابه.
اخيرا.. الاهتمام بالتعليم وتنشئة الاجيال وعودة التربية الوطنية للمدارس وحسن اختيار المعلمين الوطنيين أهم من كل الحلول، عاشت مصر حرة مستقلة.