الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البابا فرنسيس فى أرض مصر السلام

البابا فرنسيس فى أرض مصر السلام
البابا فرنسيس فى أرض مصر السلام




كمال عبد النبى يكتب:

زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لمصر لها أهمية خاصة، إذا جاءت لتشهد أن مصر آمنة ومستقرة ولا يوجد بها إرهاب كما يدعى البعض فى الخارج، وقد أكد البابا فرنسيس أهمية الدور الذى تقوم به مصر فى الشرق الأوسط، مثمنا جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشكلات المعقدة التى تتعرض لها المنطقة والتى تسبب معاناة إنسانية للبشر، كما دعم البابا فرنسيس جهود مصر فى وقف العنف والإرهاب فضلاً على تحقيق التنمية، كما أشاد بالجهود التى تبذلها من أجل الازدهار والسلام.
وأشاد البابا بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى على ما يبذله من أجل شعبه، وكذلك إشادته بشعبه بما يتحمل من أعباء فى مواجهة التطرف الإرهابى، وأن مصر ستظل نموذجاً للسلام العالمى المعتدل لما تملكه من مقومات تاريخية وحضارية.
إننا فى مصر لا فرق بين مسلم ومسيحى فنحن لا نتجزأ لأننا نسيج واحد والوطن للجميع، فالدولة تتعامل مع كل أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية وترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطنى.
كذلك أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الشعب المصرى يقف ويقدر شخصية البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ومواقفه الإنسانية النبيلة التى تقوم على تشجيع التسامح والسلام وتعايش جميع الأمم، وأن مصر ماضية للتنوع الحضارى والثقافى والدينى، وأن شعبها يؤمن بأن الله والوطن للجميع وأن رحمة الخالق تتسع جميع البشرية من كل الأجناس.
إننا فى مصر نقف جميعا صفا واحداً للقضاء على الإرهاب، كما يجب على جميع الأمم المحبة للسلام أن تقف فى مواجهة الإرهاب فهذا العمل - وهو القضاء على الإرهاب - يحتاج إلى استراتيجية شاملة تأخذ فى اعتبارها ليس فقط العمل الأمنى والعسكرى بل الجوانب الفكرية والتنموية والسياسية، باعتبار أن من شأنها هدم البنية التحتية للإرهاب ومنع تجنيد عناصر جديدة للجماعات الإرهابية.
إن مصر تعنى الكثير للبشرية والتقاليد الكنسية، ليس فقط من أجل ماضيها التاريخى العريق الإسلامى القبطى الفرعونى لكن لأن العديد من البطاركة والآباء عاشوا فى مصر.
لقد رأينا فى قداسة البابا فرنسيس مواقف تقوم وتشجع على التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم باحترام.
إننا فى مصر نقدر زيارة البابا التاريخية التى تتواكب مع الاحتفال بذكرى سبعين عاما على إقامة العلاقات بين دولتين، وهى العلاقات الدبلوماسية بين الفاتيكان ومصر، وهذا يؤكد تقدير واحترام أسس العلاقات المشتركة بيننا التى تقوم على القيم الأخلاقية التى رسمتها الأديان السماوية، وهى دستور بين البشر جميعا على الأرض ومساواة بين الأديان السماوية التى خلقت المحبة والسلام والتى لم تخلق أى صراعات أو فوضى أو عنف بين أبناء الأمم الإنسانية.
كذلك يعرف البابا فرنسيس أن مصر تقف فى الصفوف الأولى فى مواجهة الإرهاب والشر، وأن شعبها الأبى يتحمل ذلك بالصمود والتضحية، وأن شعبها العظيم عاقد العزم على إنهاء هذا الإرهاب بإذن الله بالتمسك والتسامح وسوف نقضى على هذا الإرهاب الفاشى نهائيا، كما أن هذا يستلزم التنسيق بين جميع قوى محبة السلام فى هذا العالم وهذا يتطلب جهداً ووحدة.
وقد رأينا موقف بابا الفاتيكان الداعم لتفعيل الحوار بين المؤسسات الدينية المصرية، وكانت إعادة إطلاق الحوار بين الأديان وبين مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية خطوة تاريخية لها أبلغ الأثر والتقدير، وذلك من أجل تجديد الخطاب الدينى وتقديم فكر دينى مستنير يبعد عن مواجهة التحديات التى تشهدها مناطق كثيرة فى هذا العالم.
إن الأزهر الشريف يقف بقوة فى مواجهة من يسمون أنفسهم الإسلاميين، وهم فى الحقيقة قوة متطرفة ولا يعرفون عن الدين الإسلامى أى شىء لأنهم قتلة وإرهابيون، لذلك يقف الأزهر فى مواجهة من يدعون الإسلاميين بجهود كبيرة من أجل تصحيح معرفة الدين الإسلامى الذى يعمل على التسامح والمحبة والأخوة بين جميع البشر ويقدم النموذج الحقيقى للإسلام، ويقوم بدور يدعو إلى التصدى لدعوات التطرف ومواجهة الفكر الفاسد للجماعات الإرهابية.
لذلك كانت زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مصر زيارة تاريخية رأى فيها المحبة والتسامح بين جميع أبناء الشعب المصرى سواء المسلم أو المسيحى واستقبلت المؤسسات الدينية فى مصر قداسة البابا فرنسيس بالمحبة والسلام والرحمة والتسامح، وكانت إقامته على أرض مصر سعيدة وطيبة وقدم الشكر والتقدير لأهل هذا البلد ورئيسه عبدالفتاح السيسى على ما رآه من عدم وجود أى إرهاب كما يدعى أعداء مصر وأعداء الدين.