نصائح لأطفالك قبل دخولهم «الكوكب الأزرق»

كتبت – مروة فتحى

يتهافت الكثير من الآباء والأمهات على إنشاء حساب لأبنائهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» رغم صغر سنهم، بل ويتباهون بذلك وسط أصدقائهم الأمر الذى يدفع هؤلاء الأطفال إلى الدخول إلى هذا العالم الافتراضى فى سن مبكرة وربما التوهان وسط دهاليزه المتعددة والمتشابكة والمعقدة، ورغم أنه قد يوسع ذلك مداركهم ويجعلهم مسايرين لتطورات العصر، إلا أن هناك وجها آخر لذلك، فقد يقع هؤلاء الصغار ضحايا للنصب أو يقومون بالاستخدام الخاطئ لصغر السن أو  لقلة الخبرة أو للاثنين معا إن لم ينتبه الآباء للطريقة التى تستخدم بها هذه التكنولوجيا وبالطبع ما خفى كان أعظم.

يقول أحمد السيد « 30 سنة – مصمم جرافيك - لديه ولدان خمس سنوات وسنتان» أنه قام بإنشاء حساب «فيس بوك» لابنه الكبير منذ عام حتى يتدرب على استخدام التكنولوجيا الحديثة، وأكد أن ابنه على بداية الطريق فى استخدام الفيس بوك، وفى كثير من الأحيان يتكلم معه بالفيديو والفويس، كما يرسل له صوراً، كما أنه يراسل أقاربه وأصدقاءه ببعض العبارات البسيطة التى بالكاد يحفظها ولكنه لا يضيف أى أصدقاء إلا من خلاله.. أما هيثم عصمت «34 سنة – مهندس جودة – لديه بنت وولد أربع سنوات وسنة» فأبدى تعجبه ممن ينشئ لابنه حساباً على الفيس بوك وهو فى سن صغير، وأكد أنه لم ينشئ لأولاده أى حساب على مواقع التواصل الاجتماعى لأنهما صغيران فى السن، ورغم أن ابنته التى تبلغ أربع سنوات تعشق مشاهدة الكرتون على اليوتيوب لكنه لم يقدم على هذه الخطوة التى يراها غير ضرورية حاليًا، لأنهم لن يتسوعبا هذا العالم الافتراضى الواسع.
فيما تقول رحمة عبد الله «30 سنة – ربة منزل ولديها ولد وبنت ست سنوات وثلاث سنوات» ترفض تمامًا فكرة إنشاء حساب لأبنائها على موقع التواصل «فيس بوك» إلا عندما تشعر أنهما سيكونان واعيين بكيفية التفرقة بين الخطأ والصواب، مؤكدة أن هذا الموقع يطلق عليه «التواصل الاجتماعي» والأبناء فى هذا السن ليس لديهم أى نشاط اجتماعى أو شبكة اجتماعية تجعلهما يتواصلان من خلالها مع أى شخص، لافتة إلى أن لها صديقات قمن بإنشاء أكونتات لأولادهن وهم فى سن ابنها، وتعتبر هذا نوعاً من التباهى خاصة أن الأولاد لا يعرفون كيفية استخدام هذا الموقع، وفى كثير من الأحيان يكون ذلك بمثابة رسالة يراد توصيلها، من جانبها تقول شيرين سعيد، أخصائى أسرى وتربوي، أنه لابد أن يدرك الآباء أن طفل اليوم مختلف عن طفل الأمس فالعقلية تكبر وتتغير، ويوجد الآن أبناء كثيرون يصممون على أن يصبح لهم حساباً على شبكات التواصل بحجة أنهم لم يعدوا صغاراً، ولكن من الناحية التربوية لابد ألا يقل سن الطفل الذى يكون لديه حساب على شبكات التواصل عن 14 عامًا، ورغم ذلك إلا أن الأطفال يدخلون على هذه المواقع فى سن مبكرة للغاية حتى إن الآباء ينشئون حسابات خاصة لأولادهم قبيل هذا السن وبالتالى لابد من وجود متابعة وليست مراقبة خوفا عليهم وتأمينا لهم.. وأضافت: عند دخول الأبناء على مواقع التواصل لابد للآباء من عمل نظام حماية بحيث يتم إغلاق مواقع وقنوات يويتوب معينة والتنبيه على الأبناء بأن هناك أشياء لا يمكن البحث عنها مع أهمية وجود حوار وتشاور بين الآباء والأبناء حول المواضيع التى سيتم البحث عنها والصفحات التى سيتم الدخول عليها، لأننا هنا لا نربى الطفل فقط وأنه يأكل ويشرب ولكن نحميه أيضا ونحمى عينه من رؤية منظر فيه تجاوز ونحمى أذنه من سماع لفظ غير لائق والأهم أننا نحمى مشاعره حتى لا تؤذى من أى مشهد يؤثر على نفسية هؤلاء الأطفال كمشاهد الحرب والدم التى زادت بشكل قد يؤثر على نفسيتهم بالسلب، وتنصح شيرين الآباء والأمهات بضرورة أن يكونوا المرجعية لأطفالهم وحائط الحماية لهم بحيث إذا تعرضوا لتهديد أو ابتزاز أو ما شابه حتى يشعرون بالأمان والثقة، وضرورة التوضيح لهم بأن هناك حرباً على أطفال العرب من خلال الكارتون وبالتالى ليس من المفيد أن أى كارتون يتم مشاهدته، ويمكن محاورة الأطفال لتحديد نوعية الأفلام التى يمكن مشاهدتها دون أن تسبب أى ضرر أو أذى نفسياً للطفل وسط أسرته.
ويجب كذلك على الآباء متابعة عملية إضافة الأصدقاء ومشاركة الأبناء فيها على أن يتم فى البداية إضافة من هم فى محيط الأقارب والأهل أو الأصدقاء المقربين، وفيما يتعلق بالسن المناسب لإنشاء حساب فيس بوك للطفل يجب ألا يكون قبل سن الـ 13، وقد اختلفت الأقاويل فى هذا الشأن فالبعض يؤكد أن السن يتراوح ما بين 14 و17 عامًا، وهناك منظمات طالبت ألا يكون هناك استخدام للإنترنت من جانب الأطفال قبل سن 18 و20 سنة، ولكن حتى نكون واقعيين فالأبناء يكون ليهم ثورة داخلية لاستخدام هذه المواقع وبالتالى يمكن البدء مع الطفل من سن 9 سنوات بحيث أفهمه هذا العالم الافتراضى بالتدريج وأوسع مداركه بالهدوء والسياسة والاقناع حتى أوصل معه لسن 13 سنة ووقتها أجعله يستخدم هذه المواقع دون قلق.