الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النائب «حاتم باشات» فى حوار المصارحة لـ روزاليوسف: ساويرس حـاول شـراء نواب المصريين الأحـراربـ 200 ألف جنيه وسيارة

النائب «حاتم باشات» فى حوار المصارحة لـ روزاليوسف: ساويرس حـاول شـراء نواب المصريين الأحـراربـ 200 ألف جنيه وسيارة
النائب «حاتم باشات» فى حوار المصارحة لـ روزاليوسف: ساويرس حـاول شـراء نواب المصريين الأحـراربـ 200 ألف جنيه وسيارة




حوار : مى كرم جبر

هو أحد أبناء المؤسسة العسكرية، إذ حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فى الكلية الحربية وهو من مواليد عام 1955.
اللواء حاتم باشات عضو البرلمان عن دائرة الأميرية والزيتون وعضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، شغل عدة مناصب منحته معرفة وإدراكا عن قرب بأساليب التعامل مع الأزمات السياسية وتلك التى تتعلق بالأمن القومى المصري.
فقد عمل وكيلاً لجهاز المخابرات العامة وتولى خلالها ملف حوض النيل لمدة 17 عامًا، فضلا عن عمله كدبلوماسى وقنصل عام بزيمبابوى والسودان وأيرلندا الجنوبية.
فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» تحدث بصراحة مطلقة عن كواليس ما يحدث فى البرلمان، فضلا عن كشفه آلاعيب رجل الأعمال نجيب ساويرس لشراء ذمم النواب بأمواله مقابل مواقف وقرارات لا تخدم مصالح مصر، مؤكدا أن الحزب سيدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما شدد على أهمية توجيهات الرئيس بخصوص التعاون مع الدول الأفريقية، وما أحدثته من طفرة غير مسبوقة فى علاقاتنا مع دول القارة السمراء، وتحدث باشات عن أزمة الثقة التى واجهت الحزب فى بداية عمله السياسى، وإلى نص الحوار..

■ كيف تقيم أداء حزب المصريين الأحرار بعد فصل نجيب ساويرس؟
- كى أجيب عن هذا السؤال يجب أن أعود بالزمن إلى وقت الانتخابات البرلمانية، حيث كنت أعانى بشدة حتى أقنع الناس بنفسى كمرشح عن حزب المصريين الأحرار و«كى أدخل جوه عقولهم»، الرد الذى كنت أتلقاه دائما أن نجيب ساويرس له أجندة، وكان ردى التلقائى على ذلك هو أن أعرفهم بنفسى كوكيل سابق بجهاز المخابرات العامة ولن أقبل أن يكون لحزب المصريين الأحرار أى أجندات أو إملاءات أجنبية.
■ ماذا عن وجودكم داخل البرلمان؟
- «المصريين الأحرار» بدأ البرلمان بأزمة ثقة، فعندما رشحت نفسى لوكالة البرلمان جاء ترتيبى الرابع وفوجئت بنواب يقولون لى «احنا مش عارفينك لو كنا نعرفك كنا رشحناك أصل أنت من حزب المصريين الأحرار».. فعلا كان التوجه العام داخل المجلس أن الحزب هو ذراع ساويرس فى البرلمان لتحقيق أغراض معينة.
علاوة على الترويج لكتلة دعم مصر على أنها الكتلة الوطنية داخل البرلمان، والباقى اتجاه آخر، وطبعا هذا الكلام ليس حقيقيا لأننا جميعا وطنيون وأصبحنا نواباً برغبة الشعب وتصويته، ولدينا ولاء وانتماء للبلد وحماس للعمل الجاد، دعم مصر يحظى بأكبر كم من المجاملات داخل البرلمان، وهذا كان له تأثير سلبى فى توزيع الكلمة وأمور أخرى، لكن فى النهاية كل هذا لم يمنعنا من الظهور بأفضل صورة، ووصفنا د.على عبدالعال رئيس البرلمان بأننا معارضة لصالح الدولة.
■ إذا ما سبب تمسكك بالحزب من البداية ما دام يلقى كل هذا الرفض؟
- فى البداية لم تكن لى خبرة بالسياسة الداخلية، وفكرت فى الانضمام لحزب، فدرست أجندات كل الأحزاب التى على الساحة واقتنعت بالمصريين الأحرار لسببين أولهما إنه يضم مجموعة كبيرة جدا من الشباب والمثقفين، والسبب الثانى معرفتى الشخصية بنجيب ساويرس، وبالرغم من رأى الشارع فى الحزب فأنا كُنت دائما اعتمد على الخلفية السياسية التى اكتسبتها خلال عملى بجهاز المخابرات العامة، علاوة على أن أهداف الحزب أكثر من رائعة، ولم أكتف بها بل اعتمدت أيضا على أجندتى الخاصة التى تناسب دائرتى، كما حرصت على أن أولى الشباب رعاية خاصة.
■ هل ترى أن المحاكمات العسكرية وسيلة رادعة لمكافحة الإرهاب؟
- أؤيد بشدة أن تتم محاكمة الإرهابيين أمام محاكمات عسكرية، وحتى الرأى العام يؤكد على ذلك، فالمحاكمات العسكرية أصبحت مطلبا شعبيا، وأرى أن أداء قوات الأمن أصبح أكثر شراسة وهذا مطلوب تحت مظلة حالة الطوارئ.
■ بماذا تصف الدكتور على عبدالعال؟
- كان الله فى عونه لأنه يدير برلماناً به ما يقارب من 600 عضو، وينظم جلسات لمدة من 4 إلى 6 ساعات بكل ما فيها من مناقشات واختلافات، «كتر خيره» لأن المسألة تتطلب قدرة عصبية ونفسية مهولة جدا، خصوصا مع المهام التى قام بها البرلمان خلال دورى الانعقاد السابقين كان الله فى عونه.
لكننى أريد أن اوجه له لوماً بخصوص توزيع حق الكلمة خلال الجلسة العامة بين النواب، أتمنى مع دور الانعقاد الثالث أن يساوى بين جميع النواب «يعنى ناس معينة كانت كل ما تطلب الكلمة تاخدها فى الحال» وفى المقابل حُرم كثيرون من هذا الحق، وأنا شخصيا لم أتحدث خلال الدورين المنقضيين إلا 3 مرات فقط، ومرة طلبت الكلمة ولم يقبل طلبى.
لكن نحن كحزب المصريين الاحرار اتفقنا على طريقة منضبطة فى التعبير عن ارائنا فى المسائل التى يناقشها البرلمان، وهى أننا نتفق مع علاء عابد - رئيس الكتلة البرلمانية للحزب - حول توجهنا ويتولى هو إعلانها خلال الجلسة، وبالتأكيد خلال اجتماعات الهيئات البرلمانية، وبصراحة أنا «بطلت» اتخانق على طلب الكلمة وفى النهاية النواب لا يستمعون لبعض وينصرفون من القاعة بمجرد الانتهاء من إلقاء كلمتهم.
■ رأيك فى أداء ائتلاف 25/30 تحت القبة؟
- أكن لهم كل الاحترام كشباب لكننى أعترض بشدة على طريقة تعبير بعضهم عن آرائهم والطريقة التى يتحاورون بها، فإذا نظرنا لكل برلمانات العالم يمكن أن نعبر عنها بالقول الدارج «لو رميت الإبرة ترن» وذلك بسبب الهدوء والالتزام والانضباط، وبالتالى لا يصح أن يظهر البرلمان المصرى بهذه الصورة نتيجة الممارسات التى تصدر عن نواب الائتلاف، لا بد أن يكفوا عن السُبَاب العلنى، فقد شهدت أكثر من واقعة قام بها أعضاء 25/30 تُعد سبا وقذفا، وعندما عاتبتهم قالوا لى «لا احنا كلنا هنا سياسيين» وهذا ظن خاطئ، فالسياسة لا تمارس بهذا الاسلوب، عليهم أن يحترموا من هم اقدم منهم سياسيا وأكبر منهم سناً، كما أرفض بشدة الطريقة التى يضمون بها المغضوب عليهم من الأحزاب الأخرى للائتلاف.
وأتذكر بعد إقرار اتفاقية ترسيم الحدود عقدت مؤتمرا للشباب فى دائرتى، ولم يوجه لى ولا سؤال سلبى واحد حول الاتفاقية، وتحدثنا كثيرا وشرحت الاتفاقية وكانت الاستفسارات فى منتهى الإيجابية، لكن حز فى نفسى أن ثلاثة من الشباب قالوا لى «احنا مش عاوزينكم فى البرلمان تتخنقوا مع بعض»، فهذا هو وعى المواطن فى الشارع، «منظرنا كان زى الزفت» أثناء مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود، وصور البرلمان المصرى نُشرت على كل المواقع الاخبارية الدولية.
■ إذا دعنى أسألك ماذا تعنى كلمة «المعارضة» بالنسبة لك؟
- لا يمكن أن أقول إنها اختلاف لاننا داخل البرلمان لنا نفس الهدف وأقسمنا على خدمة البلد، وكل نائب يفسر ذلك بطريقة مختلفة، ومش ممكن كلنا نكون زى بعض، فهناك عدة عوامل تتحكم فى ذلك طبقا للمفاهيم والبيئة، أما بالنسبة لحزب المصريين الأحرار لسنا معارضين بالعكس نحن مع مصلحة الدولة، ولو كان لدينا أدنى شك أن الجزر مصرية كنا وقفنا فى وجه البرلمان ورفضنا الاتفاقية بشكل كامل.
■ هل ترى ضرورة لتأسيس حزب يضم الأغلبية؟
- لا أرى ضرورة لذلك لأن الرئيس السيسى فاز بالانتخابات الرئاسية دون أن يكون خلفه حزب واحد كبير يدعمه.
وبالمناسبة دعم مصر صعب إحكام السيطرة عليه، وسأضرب لكى مثالا وهو ليس بسر، عند مناقشة قانون الخدمة المدنية 150 نائباً وافقوا عليه وباقى النواب رفضوه، ونواب المصريين الاحرار كلهم وافقوا عليه نظراً لأهميته ودوره فى إبادة كل الخلايا الاخوانية والمتطرفة بمؤسسات الدولة، وسؤال هنا: اين دعم مصر من هذا القانون؟ لم يقدموا له المساندة المطلوبة على اعتبار أنهم الأغلبية داخل البرلمان، عموماً أرى أن المصريين الاحرار هو أكثر حزب داخل البرلمان ملتزم بمصلحة الدولة.
■ يغيب نواب البرلمان بشكل مستمر عن حضور الجلسة العامة واللجان النوعية، فهل ترى أن الإذاعة المباشرة للجلسات تقلل من هذه المشكلة؟
- أنا أفضل بالتأكيد أن تذاع الجلسات على الهواء، وفى البداية ستشكل عبئا فبخصوص ضبط أداء النواب لان بعضهم سيرتدى ثوب المعارض ليلفت الانتباه، والغريب أن بعض النواب المعترضين يقفون خلال الجلسة العامة ويطلبون الكلمة ويصرخون ويشجبون، لكن كلامهم لا يحمل معنى محدداً ولا فكرة ولا مضموناً، وقد لا يتعلق بالموضوع المطروح للمناقشة خلال الجلسة، وهذه النماذج سوف تزيد فى حالة عرض الجلسات على الهواء لكنها ستنضبط مع مرور الوقت، وأتفق معكِ أن بعض النواب لا يهتمون أصلا بحضور الجلسات، فخلال مناقشة اتفاقية تعيين الحدود رأيت نوابا لأول مرة منذ انعقاد البرلمان وعمرى ما شفتهم قبل كده.
■ هل أنت مع حل الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان؟
- الحرية تسمح وتمنح، لكن رأيى الشخصى هو كلما قل عدد الأحزاب زادت قوتها وتأثيرها فى الشارع والحياة السياسة، فما هى الفائدة من حزب غير ممثل فى البرلمان أوممثل بنائب واحد هو كتلة حزبه ورئيسها.
■ إلى أى مدى أثرت تدخلات قطر على العلاقات بين مصر والسودان؟
- قطر بالنسبة لنا عدو حقق أهدافه فى المنطقة وإسرائيل أنابتها فى تنفيذ مخططاتها، لذلك هى أخطر بكثير، وهى تعتمد على السودان لأنه اخر كارت لبقاء التنظيم الدولى، لكن مراهنة السودان على قطر كانت أشبه بالمراهنة على حصان خاسر، قطر تمثل مشكلة لنا فى أفريقيا لكننا لدينا اليد العليا وما زلنا نحترم القوانين الدولية وحقوق الشعوب والاتفاقيات، وما يميز عهد السيسى عن العهود السابقة إننا استعدنا العلاقات الأفريقية بشكل جاد وعدنا أقوى من السابق، حتى فى علاقتنا على المستوى العربى.
بالفعل نجونا من مؤامرة الربيع العربى والجميع يعترف بأنها مؤامرة حتى الأمريكان اعترفوا بذلك، وحققنا إنجازا ضخما واستطعنا لملمة قوانا فى وقت سريع، والمجتمع الافريقى ينظر لنا على أننا مارد قوى، وهذا ظهر فى المؤتمر الأخير لدول حوض النيل، حيث كانت مصر محط أنظار الجميع وكل الدول تسعى لكسبها من جديد، واليوم أفريقيا اصبحت كالعروس الحسناء مهرها غاليا جدا والدول تتهافت عليها، ولا بد أن تكون لنا سياسة اقتصادية قوية تدعم رصيدنا التاريخى، بالإضافة إلى المنح الدراسية لأن الشعب الأفريقى يحتاج لها بشدة، فهى بالنسبة لنا كنز لأنها ستدعم ولاء الاجيال القادمة فى الدول الأفريقية لمصر والثقافة المصرية خاصة الدول البعيدة مثل توجو وانجولا والدول التى لا تجمعها مصالح مباشرة بمصر، علاوة على أهمية دور الأزهر والكنيسة.
■ تخصصت لسنوات طويلة فى ملف دول حوض النيل خلال عملك بجهاز المخابرات، فكيف تقيم الدور المصرى بخصوص سد النهضة؟
- هو ملف شائك للغاية، وأهم ما فيه الملف الفنى فى بناء السد نفسه، سواء فى فترة ملء الخزان أو منسوب المياه وعوامل الامان، وجميع النواحى الفنية يدرسها متخصصون مسئولون عن هذا الملف يجب ألا نشكك فى ولائهم، فهم يجيدون التفاوض و«هيخدوا حق البلد»، وما زال أمامنا العديد من الجولات لم نخضها بعد، وأنا سعيد بوجود دبلوماسية تابعة للرئاسة لأنها نقلت العلاقات المصرية - الافريقية إلى منطفة أخرى، علاوة على توجيهات الرئيس السيسى لجميع مؤسسات الدولة بالمشاركة فى المحافل الافريقية والحرص على تمثيل مصر بالشكل اللائق.
■ كيف ترى الشروط التى تم فرضها على قطر؟
- الشعب القطرى أصبح إخواناً وهذا حدث بسبب تمركز الاخوان فى قطر حتى من قبل خلع محمد مرسى، حيث بدأوا فى تربية القطريين على أفكار الاخوان وقام بهذا الدور تحديدا القرضاوى والأجيال الجديدة كلها مشبعة بالفكر الإخوانى، وبالتالى من الصعب أن نطالب قطر بطرد الاخوان لأنهم جزء من نسيج الشعب القطرى.
■ عملت مع عمر سليمان لفترة طويلة، فماذا تقول عنه؟
- هو أسطورة لن تتكرر فى حبه للوطن والانتماء والولاء، كنت أرى قادة أجهزة المخابرات من جميع أنحاء العالم يجلسون أمامه يتعلمون منه كالتلاميذ، وهو رجل لن يتكرر.

■ ذكرت أن هناك علاقة جيدة جمعتك بنجيب ساويرس، إذا متى بدأ الخلاف؟
- حاول توجيهنا بخصوص التصويت على بعض القرارات، وكذلك التصريحات التى ندلى بها للإعلام، يبدو أنها لم تكن على هوى التيار الآخر، حتى معى أنا شخصيا حاول توجيهى بشأن أحد التصريحات السياسية ورفضت ذلك بشكل تام، وبعد أن تفاقمت الخلافات قررنا أن نأخذ موقفا، وتم طردنا من مقر الحزب، ونحن الآن فى مقر آخر أفضل من السابق، وبدأ ساويرس فى تحريك دعاوى قضائية ضدنا لكنها لا تقلقنا على الإطلاق بالعكس هى تزيد من قوتنا، كما حاول شراء ولائنا كنواب لكننا رفضنا بالتأكيد، مقابل أن تكون له سيطرة كاملة على توجهاتنا داخل البرلمان، عرض نحو 200 ألف جنيه على كل نائب فى كل الدورة البرلمانية، وعددنا يقدر ب 64 نائباً، بالإضافة إلى سيارة و20 الف جنيه كراتب شهرى.
لكننا تجاوزنا كل هذه المرحلة بشكل كامل، بدأنا نعلن عن أنفسنا كحزب قوى وجاد بكوادره الحقيقة بعيدا تماما عن الصورة الذهنية التى ترسخت لدى الناس وكما أننا أعلنا عن تأييدنا الكامل لتولى الرئيس السيسى فترة رئاسية جديدة.
ويمكن القول إن هناك حالة من الطمأنينة نتيجة أن المواطن بدأ يقترب مننا أكثر، كان هناك اعتقاد سابق أن من يتعامل مع المصريين الأحرار متهم بالخيانة.