الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتظاراً لنتائج لقاء وزير الثقافة استمرار ثورة الغضب بين المسرحيين

انتظاراً لنتائج لقاء وزير الثقافة استمرار ثورة الغضب بين المسرحيين
انتظاراً لنتائج لقاء وزير الثقافة استمرار ثورة الغضب بين المسرحيين




عقب انتهاء الدورة العاشرة من المهرحان القومى للمسرح، شهد موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» حالة احتقان شديدة بين المسرحيين وصلت إلى حد المشاجرات بسبب الجدل حول أزمة حجب جائزة التأليف وحالة التعسف والعزل التى شعر بها الشباب من الكبار، وفى ظل هذا الاحتقان قرر مدير مسرح الشباب المخرج عادل حسان اتخاذ خطوة إيجابية بالنزول إلى أرض الواقع بعيدا عن تطاحن «الفيس بوك»، ودعا عدداً من الغاضبين لتنظيم لقاء أو اجتماع مصغر مع وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم بمقر الوزارة، كان منهم المخرج باسم قناوى، المخرج محمد جبر، المؤلف والمخرج محمود جمال، محمدعبدالفتاح، إسلام سعيد، محمد يوسف، محمد مرسى، والمؤلفة رشا عبدالمنعم، جمع هؤلاء عدد من المطالب تم طرحها على الوزير وخلال الاجتماع أكد على قبول بعضها، وصعوبة تنفيذ البعض الآخر، كان من بين هذه المطالب وأبرزها خلال الإجتماع ضرورة إقامة مؤتمر مسرحى عاجل للمسرحيين يحضره الوزير ورؤساء القطاعات للاستماع إلى مطالب الجميع بالإضافة إلى تغيير لائحة المهرجان القومى للمسرح التى تم تغييرها دون العودة إلى أحد، ووافق الوزير بلا تردد.
الدعوة لإقامة مؤتمر يحضره المسرحيون
لكن برغم تعدد بنود هذه المطالب وتناولها لأكثر من جانب إلا أن هذا الاجتماع لم يلق ترحيبا كبيرا، فاعترض البعض على ترتيب لقاء مع وزير الثقافة دون الرجوع إليهم، وتحفظ آخرون، على التحدث نيابة عنهم بلا تشاور، كان من بين المعارضين لهذا اللقاء وبشدة المخرج المسرحى سعيد سليمان والذى قال.. هناك حالة تناقض فى هذا البيان لأنه تحدث باسم المسرحيين دون الرجوع إليهم، وكنت أتمنى إقامة مؤتمر أولا أو ندوة كبيرة نطرح خلالها الأفكار والمطالب ثم الاستماع للجميع وبعد الإتفاق فيما بيننا على البنود والمحاور الرئيسية نتخذ الخطوة التالية بالذهاب إلى الوزير، لكن كيف يقوم البعض بالتحدث باسم المسرحيين دون مشاورة لست مقتنعا بما حدث وحتى ولو كنت متفقاً مع بعض المطالب لكن هذه ليست كل مطالبنا فهى مجرد مطالب محدودة لم تجمع هموم المسرحيين.
اتفق معه نسبيا المخرج أحمد فؤاد الحائز على جائزة الدولة للإبداع لعام 2016 لكنه لم يرفض الأمر بشكل كامل وقال.. بالتأكيد لست ضد فكرة الجلوس مع أى مسئول بالدولة لأن المسئول مهمته إزالة العقبات التى تواجه الفنان، وكنوع من توضيح الصورة من المهم التحدث والجلوس إليه، لكن المسألة تتعلق بسؤال هل هذه هى كل المطالب التى نريدها؟!
ويضيف.. فكرة المؤتمر جيدة جدا لكننى كنت أتوقع أن يبدأ الموضوع بالعكس بتنظيم مؤتمر ضخم تتم فيه دعوة الجميع لطرح الأفكار لأنهم كجانب إدارى عليهم جزء كبير من المسئولية التنفيذية وأنا كمبدع معنى بتقديم أفكار مختلفة وجديدة بها نقاط قد لا تخطر على بال المسئول، فهو من يبحث لها عن صياغة إدارية وقانوينة حتى نكمل بعضنا البعض، كما أننى ضد فكرة طرح المشاكل فمن المهم أن تكون هناك محاور لاستعراض الأهداف الأساسية لتحقيق تنمية بالمسرح، وتقديم اقتراحات يتم طرحها بالاتفاق مع المسرحيين بكل اطيافهم، لكن ما حدث كان خطوة استباقية لم يتم وضع أساس قوى لها، وليس بها رؤية كاملة فهى مجرد خطوة ارتجالية، مثل الارتجال الكبير الذى حدث بالمهرجان القومى، وفى النهاية خرجت الدورة ضعيفة، فهو ارتجال مقابل ارتجال ونحن كمعارضين سنظل فى صد ورد دون نتاج حقيقى أو إفادة للمسرح نفسه، لأن التغيير الارتجالى خطر جدا فنتائجه غير محسوبة، ولابد من عمل لجنة سياسات للمسرح لأنه ليس شيئاً عادياً أو مجرد فن ترفيهى حتى  يكون هناك فكر موجه للتخطيط لمدة 10 سنوات كاملة كى نضع استراتيجة للتطوير، وهذه الاقتراحات ستكون أشمل وذات قيمة أكبر فكلما اتسعت الدائرة زادت الأفكار والاقتراحات، فلا يمكن أن يكون شخص بمفرده ممثلا للمجموع، لكنه فى النهاية تطوع محمود خاصة أننى أثق فى نوايا الكثيرين، لكنه احتاج فقط لمزيد من التنظيم.
اتفقت معه فى الرأى المخرجة مروة رضوان وقالت.. طرح فكرة لعمل مؤتمر ولقائهم بالوزير فكرة جيدة لأننى إذا أردت شيئا لابد من الذهاب والتحدث إلى الشخص المعنى به، لكننى اختلف واتفق معهم فى بعض النقاط مثل ضرورة تغيير لائحة المهرجان القومى للمسرح التى كانت مفاجأة لنا جميعا، والتغيير لم يكن للأفضل خاصة بعد إلغاء أكثر من جائزة واستبدالها بأشياء أخرى، وبالطبع فكرة المؤتمر فكرة جيدة جدا لكننى لا أعلم ما هو المنتظر حدوثه فى هذا المؤتمر، لكن خلافى أن هناك كلاماً كبيراً واسعاً وعاماً جدا، وكأننا نطالب بتغيير نظام كامل للدولة، كما أنه لم تتم دعوتى ضمن الموجودين أو دعوة مسرحيين آخرين، وهذا يعنى أنها مجموعة منغلقة على نفسها، وبالتالى هم ذهبوا بشكل شخصى لم يوجهوا الدعوة لصناع المسرح من جيلهم.
وتضيف: ما أزعجنى أيضا فكرة التصنيفات لأننى ضدها تماما بمعنى أننى ضد التصنيف العمرى كما يقال الكبار والشباب وإذا كنت قائداً لهذه المسيرة كنت سأحرص على دعوة مسرحيين من جيل غير جيلى مثل المخرج عصام السيد أوالمخرج خالد جلال وهو من جيل الوسط، لأن الفن لا يقاس بمعايير السن فهناك شباب يقدمون أعمالاً قبيحة وكبار كذلك، وهناك  العكس فى الاثنين إذن السن ليس معياراً يقاس عليه إبداع أى شخص وأذكر أننى سبق وحرمت من التقدم لجائزة الدولة للإبداع بسبب تجاوزى السن بثلاثة أشهر وهذا معيار خطأ فى تحديد عمل وإبداع أى فنان وهو ما يجب المطالبة بضرورة تغييره، فمن الجائز أن يكتب شاب مسرحية أو رواية بإحساسه قد يتوقف عندها مخرجون كبار، كما أننى لا أؤيد فكرة الذهاب للوزير بمشكلة والطلب فى حلها، فكان من الأفضل تقديم المشكلة مع طريقة حلها والمتطوعين للقيام بهذا الحل، أو اقتراح مشروع وآلية تنفيذه.
لكن فى المقابل قال المخرج هانى عفيفى: الجماعة المسرحية كلمة واسعة وعامة جدا ومن ذهب أعتقد أنه كان يمثل نفسه فقط، لأنه من الصعب التحدث باسم الكل، لكننى أرى ما حدث نوع من الاجتهاد لتحقيق أى تطوير على أرض الواقع وهو جهد مشكور إذا لم يكن هناك أى غرض شخصى أو بإسم الجميع فهو حراك محمود لأنه من  حق أى شخص أن يتوجه للقاء أكبر مسئول فى الدولة كى يعرض عليه قضيته ومن حقه اقتراح افكار وهذا قد يؤدى إلى حدوث حراك مجتمعى نحن فى حاجة إليه، كما تمت الدعوة لمؤتمر للمسرحين فلم يستأثروا بالموضوع لأنفسهم، وكل منا لديه أفكار من المهم أن يطرحها مثل لماذا لا يكون هناك 10 مراكز للإبداع الفنى ولماذا لا يتم عمل بروتكولات مع المراكز الثقافية الأجنبية كى يتم تبادل مسرحيين أجانب لفتح المجال لإقامة ورش للتدريب فى مجالات متنوعة بالمسرح، كما لابد أن تكون لدينا حرية التجريب بجانب المطالبة بحرية الرأى لأنه من المهم أن نقدم تجريباً وشكلاً جديداً من المسرح على النصوص القديمة ولا نلتزم بها حرفيا كما يطلبوننا دائما.
ضرورة نجاح المؤتمر وخروجه بتوصيات حقيقية
وكذلك قال المخرج شادى الدالى: بالطبع أنا مع كل المتحمسين لأنه كان لابد أن يبدأ  أحد بالكلام ولو اجتمع 50 شخص من المسرحيين لن يتفقوا على مطالب بالإجماع، لكن المهم أنه حدث لقاء مع الوزير واهتمام بنا، لأننا نريد إحداث تطوير على أرض الواقع، الشىء الوحيد الذى اختلفت معه فيما عرضوه، فكرة الشباب والكبار، لأن كلنا مسرحيين ونحن كشباب سيتقدم بنا العمر وسنصبح كبارا وبالطبع لابد أن يعمل الجميع لأن الفن مرتبط بالإبداع لأننى مجرد مواطن يقدم مسرح فليس مهما كم أبلغ من العمر، المهم فى رأيى هو ضرورة نجاح هذا المؤتمر وضرورة خروجه بتوصيات حقيقية وأن يصل هذا النجاح إلى خشبة المسرح، ولو كنا فى زمن منضبط كان من المفروض توفير أشكال أخرى من المسرح فأين ذهبت فرق القطاع الخاص مثل فرقة الفنانين المتحدين ومسرح الريحانى ومحمد صبحى وغيرهم، ممن أقاموا حركة مسرحية كبيرة وحقيقية، بجانب مسرح الدولة، الذى أراه عظيماً لكنه يحتاج إلى دعاية قوية.