الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المستحيل مش أهلاوى

المستحيل مش أهلاوى
المستحيل مش أهلاوى




كتب - ماجد غراب                        

جاء تأهل النادى الأهلى  كأول فريق فى القارة السمراء  يصل لنصف نهائى  دورى الأبطال الإفريقى للمرة الرابعة عشرة فى تاريخه ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأن بطل مصر قادر على قهر المستحيل  فى عالم الساحرة المستديرة  محليًا و قاريًا.
خاصة بعدما استطاع الإطاحة  بالترجى التونسى  خارج  منافسات بطولة  دورى الأبطال على أرضه ووسط جماهيره باستاد رادس  فى فوز معتاد لأبناء  القلعة  الحمراء  بهدفين مقابل هدف على أبناء باب سويقة.
ليواصل المارد الأحمر رحلة تفوقه على  ملعب رادس الشهير التى بدأها بانتزاع اللقب الأفريقى مرتين فى 2006 على حساب الصفاقسى التونسى  وفى 2012  عبر نادى الترجى الذى كان يمنى نفسه بمواصلة المشوار فى النسخة الحالية بعدما حقق نتيجة إيجابية أمام الأهلى باستاد برج العرب بالتعادل 2/2 .
لكن بطل مصر «كالعادة» وقف له بالمرصاد وحول إخفاقه ذهابا  لـ «ريمونتدا» تاريخية أخرى فى 2017 ستظل عالقة فى أذهان الجميع خاصة  بعدما ضربت جماهيره المثل  والقدوة فى المساندة  الإيجابية  لفريقها  فى آخر تدريباته بمعقل الأهلى بالجزيرة فى استاد مختار التتش قبل السفر إلى تونس  وأكدت ثقتها فى الجهاز الفنى واللاعبين  بعدما قدمت ملحمة  تشجيعية كان لها الدور الأبرز فى انتشال  شريف إكرامى حارس الفريق من أزمته  وإعادته  كما نعرفه دائما وحش أفريقيا الحارس الأمين لعرين القلعة الحمراء.
لم يختلف الحال كثيرا لدى حسام البدرى المدير الفنى للأهلى الذى حظى بمساندة جماهيرية كبيرة دعمت ثقتة بنفسه وفى قدرة فريقه على تخطى محنة النتيجة السلبية التى حدثت ببرج العرب  وتكرار  النتيجة  الإيجابية  التى سبق وقاد نادى القرن إليها فى 2012 أمام نفس المنافس والذى استطاع فعليًا التغلب عليه بنفس النتيجة  بهدفين مقابل هدف بعدما نجح فى الإعداد الجيد للقاء وتجهيز اللاعبين فنيا ومعنويا للتعامل  مع جميع السيناريوهات  المتوقعة.
لكن يبقى العامل الأهم فى رحلة البدرى لتكرار فوز 2012 فى 2017  هو تحمله مسئولياته  وعدم هروبه منها خاصة بعدما  دافع عن لاعبيه  عقب النتيجة السلبية فى لقاء الذهاب ورفضه تحميل إكرامى مسئولية ما حدث رغم خطئه المؤثر فى نتيجة اللقاء ولم يفعل مثل  مدربين آخرين وتحديدًا الهولندي  مارتن يول والذى سبق وتخلى عن حارسه فى موقف مماثل أمام الجميع.
لكن البدرى اتخذ القرار الصحيح  وجعل المسئولية فى الإخفاق جماعية على الفريق ككل لينتفض الأهلى مجددًا فى رادس  بعد قيادة فنية مميزة للبدرى فى اللقاء سواء بالبداية القوية بالضغط الطولى على الترجى  وإرباك حساباته أو بالتدخل فى الوقت المناسب بالتغييرات الفنية التى أعطت الأفضلية لبطل مصر فى الشوط الثانى من  اللقاء، بعدما تأزم الوضع وتقدم البطل التونسى بهدف فى الشوط الأول.
لكن البدرى ولاعبيه كانوا عند حسن الظن بهم واستطاع النجم التونسى على معلول المحترف بصفوف  الأحمر أن يتدارك خطأه وتسببه فى ركلة الجزاء التى احتسبت وعاد ليسجل هدف التعادل للأهلى مطلع الشوط الثانى ثم يقدم  هدف الفوز  بـ «أسيست» رائع للنيجيرى  جونيور  أجايى الذى  نجح أن يقود الأهلى بهدفه الحاسم للصعود لنصف نهائى دورى الأبطال ويخفف من الانتقادات اللاذعة للجماهير الحمراء  للمغربى  وليد أزارو الذى  لا يزال يواصل مسلسل إهداره للفرص السهلة رغم المبلغ المالى الضخم الذى تكبده  النادى الأهلى  برئاسة المهندس محمود طاهر  لإتمام التعاقد مع اللاعب الذى يفتقد الخبرة التى تؤهله للعب لنادى القرن الأفريقى.
لكن هذا لا يمنع من الإشادة  بالموقف الإيجابى الأخير لرئيس النادى الأهلى  محمود طاهر بعدما أصر على تحمل  مسئولياته  وقام برئاسة  بعثة الفريق فى مهمته  شبه المستحيلة.
لكن الأهلى كعادته  كان عند حسن ظن الجميع، وتحلى بروح الفانلة الحمراء  المتوارثة  عبر الأجيال وأصبحت علامة مسجلة لقهر الصعاب فى مختلف البطولات  ليصبح الجميع فى النهاية على يقين بأن المارد الأحمر فريق لا يعرف المستحيل.