الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«90 دقيقة» إسفاف

«90 دقيقة» إسفاف
«90 دقيقة» إسفاف




كتب - عمر حسن

انضمت قناة المحور إلى ركب الفوضى الإعلامية التى ابتدعتها قنوات «بير السلم»، فسقطت فى مستنقع الإسفاف، بعد أن ضرب الفلس أحد أهم برامج «التوك شو» فى مصر، والأبرز على خريطة برامج «المحور» عبر سنوات طويلة، وهو برنامج «90 دقيقة»، الذى تحول إلى ساحة للإسفاف من أجل جذب مزيد من المعلنين.


ويبدو أن الفلس الإعلامى عرف طريقه إلى المذيع المخضرم معتز الدمرداش، فوجد أنه من الضرورات الحتمية تخصيص ساعة ونصف على الهواء مباشرة من حلقة أول أمس، لمناقشة قضية رفع علم «الشواذ» فى حفل فرقة «مشروع ليلى»، الذى أقيم قبل أيام قليلة، وبرر ذلك بقوله: «مش عايزين ندفن رءوسنا فى الرمال».
الحجة التى باتت ذريعة الكثير من الإعلاميين الفاقدين للمحتوى الإعلامى الهادف والبعيد عن إثارة البلبلة، لم تعد لقمة سائغة يبتلعها الجمهور ويصدقها، إذ أثبتت المداخلات الهاتفية التى أجراها بعض الأشخاص أن مثل تلك الحيل الهادفة للإثارة ورفع نسبة المشاهدة لم تعد تنطلى على المشاهد.
بدأت الحلقة بفقرتها الرئيسية وهى مناقشة قضية رفع علم «الشواذ»، وقدم «الدمرداش» ضيوفه الثلاثة وهم: أشجان نبيل، استشارى العلاقات الأسرية، والمحامى أحمد مهران، والثالث هو محسن البلاسي، قدم نفسه على أنه شاعر وكاتب، مرتديا نظارة سوداء تخفى ملامحه.
أفرد «الدمرداش» مساحة لضيفه الكاتب للتعبير عن حقوق ما أسماهم بـ «المثليين» فى مصر، وكيف أنهم يتعرضون للملاحقة، مطالبا بمنحهم حرية الجهر بهويتهم الجنسية دون التعرض لهم.
تصاعدت حدة الحديث بين الأطراف المتحاورة، ثم فتح المذيع خطوط الهاتف لتلقى المداخلات من الجمهور، والذى أعرب عدد كبير منهم عن استيائهم من مناقشة تلك القضية فى الإعلام، لأن ذلك ليس حلا لمحاربة المثلية الجنسية، وإنما «تفتيح» لعيون المراهقين والمراهقات على ما يسمى بـ«المثلية الجنسية»، وتعريفهم بأِشياء ربما لم يكونوا على علم بها، خاصة أن استشارى العلاقات الأسرية، أشجان نبيل تطرقت لأنواع الشواذ، وقامت بتسميتهم وتصنيفهم، ثم دار الحديث حول طبيعة المثلية الجنسية، وهل هى مرتبطة بجينات أن مجرد عادة.
تحدثت «أشجان» حول «المثليين» فى مصر، الذين يبحثون عن دعم المنظمات لهم، وقالت إن رفع أعلام المثليين فى حفل يعنى رسالة موجهة لتلك المنظمات، بأن هناك خطوة إيجابية على طريق حرية المثلية الجنسية، وبالطبع ظهور مثل ذلك الكاتب، الذى نادى بحرية الجهر بالهوية الجنسية لهو خير رسالة للملايين حول العالم، إذ دافع عن حقوقهم، واتخذ من تحريض البعض على قتلهم وملاحقتهم ذريعة لمطالبه، فتحول مسار الحلقة من مجرد تأييد رفع العلم إلى مطالبة بمنح الحرية لـ «الشواذ» فى مصر.
فرصة ذهبية اقتنصها الكاتب الذى أوضح أنه ليس شاذا، رغم تحمسه ودفاعه عن تلك الفئة، لكن انقلب السحر على الساحر، وانقلبت الطاولة فوق رأس المذيع، الذى أعلن عن تمديد فترة الفقرة لوجود مداخلات كثيرة، بعدما اشتعل النقاش، لكن العواقب باتت وخيمة على البرنامج والقناة، بل امتدت الى الحديث عن البلدان ومنها السعودية، وهو الأمر الذى أصاب «معتز» بحالة من الارتباك على الهواء، ومن ثم طرد ضيفه، على طريقة المذيعين الذين يأتون بالملحدين إلى برامجهم رغم علمهم المسبق بأفكارهم، ومن ثم يطردونهم أمام المشاهدين بأسلوب «عنتري»، لكسب تأييد الجمهور، والمزيد من المشاهدات.
المشكلة بدأت باتصال أجرته سيدة سعودية بالبرنامج، لتعرب عن اندهاشها من رفع علم «المثليين»، قائلة: «جسمى بيقشعر حين سماعى هذا الخبر، وما يحدث غزو فكرى»، وتساءلت: «هل سيعمر هؤلاء الأرض بهذه الطريقة؟»، متابعة: «إزاى يترفع علم المثليين.
استفزت مداخلة السيدة السعودية الكاتب الداعم لحقوق «الشواذ»، محسن البلاسي، الذى دخل فى سجال معها وتطاول، وكانت تلك الشرارة التى أشعلت النار فى وجه «الدمرداش».
لم تمر دقائق قليلة حتى أجرى الإعلامى السعودى خالد المجرشي، مداخلة هاتفية، قال فيها إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد محسن البلاسي، الكاتب والشاعر، وضيف برنامج «90 دقيقة»، بسبب تجاوزه ضد الشعب السعودي، وتطرقه إلى نسب الشواذ، وتحريضه على الفجور فى مصر، وقال: «سنقوم بإجراءات رسمية ضد أى شخص تجاوز فى حق السعودية»، الأمر دفع معتز للرد سريعا: «دى مسئولية شخصية والعهدة على الراوي»، لكن الأمر لم يمر رغم ذلك.
وعلى الفور اتصل رئيس شبكة تليفزيون المحور، أشرف عبد المنعم، بالبرنامج ليعلن اعتذاره وجميع العاملين بالقناة على الهواء عما بدر من ضيف برنامج «90 دقيقة»، محسن بلاسي، من إساءة للشعب السعودي، مضيفا أن القناة تنأى بنفسها عن الانخراط فى أى نوع من أنواع المساس أو التطاول على الآخر، وعلى الشعب السعودى الكريم، الذى كانت أرضه مهد الدين الإسلامى الحنيف.
ووسط الضغط اضطر «معتز» إلى طرد ضيفه الكاتب الداعم لحقوق «الشواذ»، محسن البلاسي، وبعدها قال: «أول مرة فى حياتى أطرد ضيف على الهواء طوال عملى الإعلامى، لكننى لم أستطع استيعاب ضيفى»، متابعا: «وصلت لمرحلة لا يمكن قبولها.. بعد أن أدخلنا فى خطأ مع القيم والمعتقدات والبلدان الشقيقة بزعمه إحصائيات غير مدققة.. البرنامج على الهواء ولم يمكن بإمكاننا الإمساك بفم الضيف».