الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بدل ما يخدم صاحبه طمع فى مراته

بدل ما يخدم صاحبه طمع فى مراته
بدل ما يخدم صاحبه طمع فى مراته




كتبت - سمر حسن


«الدين أصبح معجنة» عبارة شهيرة يُرددها الكثير من المشايخ، وعلماء الدين كدليل على تفسير كثير من الناس لتعاليم وأحكام الشرع على أهوائهم، وكى يتناسب مع أغراضهم الدنيئة تحت مقولة «بما يرضى الله».. «نكاح المحلل» لم يسلم هو الآخر من تفسيرات المزاج والهوى، يطلق الرجل العنان للسانه، راميا يمين الطلاق على زوجته مع كل خلاف، حتى يجد نفسه أمام نكاح المحلل أو الحرمان منها ومن بيته للأبد، وبطبيعة حال الرجل الشرقى لا يقبل فكرة أن يقترب أى رجل من زوجته ولو طلقها باعتبارها «أملاكاً خاصة» فيجن جنانه حينما يفرض عليه البحث لها عن ابن الحلال حتى يتمكن من الزواج منها مرة أخرى، فيلجأ معظمهم إلى الصديق المقرب ليقف بجانبه فى تلك الكارثة، وحتى يضمن أنه زواج حبر على ورق، وأن صديقه لن يُجماع زوجته حتى ولو كانت فى هذا الوقت حلالا له شرعا وقانونا، ولا يعمل بأن هذه الحيلة إن أقبل عليها أفسد نكاح المحلل فالشرع حدد له شروط لصحته، أهمها مجامعة الزوجة فى الفراش.
وفى قضية هى الأغرب من نوعها وجدنا «ضُرتين» تخلعان زوجيهما معا، ابتسام وأميرة ضحايا الطلاق والمحلل، تقفان سويا أمام محكمة الأسرة، فى أول وهلة تراهما فيها تظن أنهما اختان من شدة انسجامهما معا، روت الاثنتان قصتهما مع الزوج.
 قالت ابتسام: تزوجت من «سعيد.م» زميلى فى العمل بعد قصة حب دامت لأكثر من سنة، وكنا نحيا حياة هادئة يُساند كل منا الآخر، كنت ألاحظ عليه علامات التغيير خاصةً عندما يعود إلى المنزل فى أوقات متأخرة أحيان وأخرى كان يبيت خارج المنزل بحجة الجلوس وسط أصدقائه، ولما زاد تأخره عن الحد، تشاجرنا وطلبت منه الحد من هذه الخروجات، فأخبرنى بأنه يعمل فى مكان آخر لتحسين وضعنا المالي، إلى أن أتى صديقه المقرب ذات مرة له العمل ووقعت بينهما مشاجرة عنيفة وصلت إلى تعدى كل منهما على الآخر بالضرب، لتفاجأ بأن السبب هو نكاح زوجى كـ«محلل» لطليقة صديقه، وبعد أن طلقها قام بردها لعصمته مرة أخرى «عجبته واحلوت فى عنيه».
وواصلت: كادت الصدمة تقتلنى ولا أعلم ماذا أفعل؟ وخوفا على أولادى من التشرد، وحفاظا على المسكن الذى يضمنى أنا وأولادى بقيت معه، ولكن توقفت العلاقة الزوجية بيننا.. واستكملت أميرة «الزوجة الثانية»: كانت حياتى مع زوجى الأول شاقة كمن يمسك قطعة جمر بيده، وكلمة «انتى طالق» دائماُ فى فمه، وبعد الطلقة الثالثة إما المحلل أو خراب البيت للأبد، لم اقتنع بفكرة المحلل فى بداية الأمر، ولكن وجدت أنها السبيل الوحيد للم شمل بيتنا من جديد.
وتابعت: أخبرنى بأنه اتفق مع صديقه المقرب وسيتم الزواج لمدة أسبوع وبعدها يطلقني، ونعقد زواجنا من جديد عقب انتهاء فترة العدة، موضحا أن الزواج حبر على ورق، بالفعل تم عقد نكاح المحلل، ولكن حدث ما كنت لا أتوقعه، بعد أن أغلقا علينا الأبواب وأصبحنا تحت سقف واحد وجدته زوجا حنونا وعطوفا، علما بأننى كنت افتقد إلى ذلك كثيرا مع طليقي، فوقعت فى حبه وهو الآخر بادلنى نفس الشعور، وبعد فوات الوقت المحدد طلقني، ولم يمر سوى يوم واحد قام بردى لعصمته مرة أخرى، لم تمر سوى أيام قليلة ووجدته نسخة أسوأ من طليقي.
 وواصلتا ابتسام و أميرة: امتنع بعد ذلك عن الإنفاق عليهما، بل ووصل الأمر لأخذ منهما رواتبهما، وظهر منه تصرفات فاقت حدود تحملهما، ولكنهما استحملا هذه الأيام السود، إلا أنه أعلمهم بإقباله على الزواج من الثالثة قائلا: «خلاص راحت عليكم إنتم الاثنين»، وأنه يريد أخذ جزء من مجوهرات كل منهما لتقديمها للعروس الجديدة، والجمع بينهما فى شقة واحدة لتجهيز مسكن العروس، فرفضت الاثنتان وتشاجرتا معه، وقررتا رفع دعوى خلع ضده.