الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس من قلب العاصمة الجديدة: بدأنا أول خطوة لبناء دولة حديثة

الرئيس من قلب العاصمة الجديدة: بدأنا أول خطوة لبناء دولة حديثة
الرئيس من قلب العاصمة الجديدة: بدأنا أول خطوة لبناء دولة حديثة




كتب - أحمد إمبابى

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، حفل تدشين العاصمة الإدارية الجديدة، بعد إنجاز عدد من المشروعات الخاصة بالمرحلة الأولي، وارتفاع معدلات التنفيذ بها، تمهيدا لإفتتاحها وبدء العمل فى الوقت المحدد لها.
أقيمت الإحتفالية فى منتجع «الماسة» بالعاصمة الإدارية، بحضور الرئيس، وهو المنتجع الذى تم إفتتاحه مؤخراً كأول صرح يتم الانتهاء منه وبدء تشغيله بالمدينة الجديدة، حضر الحفل المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وعدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين فى الدولة.

الرئيس حرص فى بداية الاحتفالية على تفقد فندق «الماسة» فى إطار تدشين المرحلة الأولى من مشروعات العاصمة، الذى قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشائه، ويحتوى على قاعة مؤتمرات ومسجد ومول تجارى، وتم إنشاؤه وفقا لأحداث التصميمات العالمية، كما يحتوى على بحيرة صناعية ضخمة.
واستمع «السيسى» إلى عرض من المهندس مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، واللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، يوضح معدلات التنفيذ الخاصة بالمرحلة الأولى للعاصمة، حيث تعد أعلى معدلات تنفيذ فى العالم لمشروع معماري، ذلك أن بداية الإعلان عن فكرة المشروع كان فى مارس 2015، وأصبح الآن واقعاً على الأرض جار الانتهاء من مرحلته الأولي.
هدف المشروعات التنموية
وخلال استعراض تفاصيل المشروع تحدث الرئيس عن رؤية الدولة فى المشروع وباقى المشروعات التنموية الكبري، قائلا إن استدامة معدل النمو الاقتصادى تعنى عدم التأخر فى هذه الاستدامة، وأن أى تأخر سيترك مشكلة، وأضاف الرئيس فى كلمته: «بقالنا 7 سنين ماكناش بنتحرك بالشكل المناسب، علاوة على أن كان عندنا تأخير فى السنين اللى فاتت».
ونفى الرئيس أن يكون ما ينفذ بالعاصمة الادارية يأتى الإنفاق عليه على حساب حركة الحكومة فى كل الأولويات والمشروعات الأخرى، وأشار الرئيس أن الانتقادات التى توجه للمشروعات القومية التى تنفذ تؤثر سلبيا، لأنها تقلل من الجهد الذى يبذل وتعطى إنطباع غير جيد، قائلا: «وكأن الدولة مش عارفة بتعمل إيه، ومستنيين حد يقول لنا خلّوا بالكم من الموضوع ده».
وأكد الرئيس أنه مستعد للإستماع لأى نقد مضيفا: «ولكن من يتكلم يبقى فاهم وعارف كويس، وارتباط الموضوع اللى بيتكلم فيه والموضوعات الأخرى، لأنها شبكة مترابطة مع بعضها وكل موضوع يؤثر فى الآخر».
واختتم الرئيس حديثه فى هذه النقطة قائلا: «بفضل الله بنعمل دولة ذات شأن، وهتشوفوا، وبعد سنين مش كتير، ناس هتتوقف وتفاجأ بحجم ما يتم تخطيطه».
 تخطيط المدن الجديدة
الرئيس أكد فى كلمته أن الحكومة تخطط مدنا جديدة تليق بمصر وأهلها خاصة الذين يقطنون فى أماكن صعبة، مشيرا أن ما يتم تنفيذه سيتوقف أمامه التاريخ كثيراً، ليس فى القاهرة فقط ولكن فى مناطق مختلفة.
وأوضح «السيسى» خلال كلمته أن الهدف من العمل هو إستدامة النمو، خاصة أن عدد سكان مصر تخطى 100 مليون مواطن، مضيفا: «لو وقفت عن النمو فالنمو العشوائى هيسبق الدولة ويعمل مشاكل ضخمة فى البنية الأساسية الخاصة بالصرف والطرق ومياه الشرب والكهرباء».
وأوضح الرئيس أن الحكومة فى حال توقف استدامة النمو ستعكف فقط على حل المشاكل، مؤكدا أن الجيل الجديد من المدن يسعى لاستدامة النمو الذى يتناسب مع حجم نمو مصر السكانى، لافتا إلى أن أولويات الحكومة تشمل كل شىء مشيرا «البلد ينبض بالحياة ولازم أولوياتنا كلها تنبض بالحياة وتتحرك بمعدلات جيدة».
وتعقيبا على ما يردده البعض بضرورة ترتيب أولويات عمل الحكومة قال الرئيس: «إن الأولويات مطلوبة ولا يستطيع أن يترك شىء ويعمل فى حاجة تانية وأنه من حقنا أن نحلم ومن حقنا أن يكون هناك 13 مدينة مثل العاصمة الإدارية الجديدة».
وأثناء إستعراض الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، مشروعات تطوير شبكات الكهرباء، طالبه الرئيس بإعلان تكلفة التطوير، فقال «شاكر»: «إنها تصل إلى 483 مليار جنيه» وهو ما فسره الرئيس بأن هذه الأرقام هدفها التوضيح لمن يتحدثون عن سبب إقامة هذه المشاريع الضخمة.
وأضاف الرئيس: «إننا نعوض ما فقدناه من تنمية ونتجاوزه إلى آفاق ارحب فى المستقبل» وقائلا: «ده قطاع واحد بس من قطاعات الدولة للى عايز يعرف التكلفة المالية كام عشان تخلى الكهرباء فى مصر بالشكل اللى المصريين جديرين به، ثم إننا كدولة نكون جديرين نقدم خدمة كهرباء بشكل مناسب».
المدن الخضراء
وأوضح الرئيس أن المساحات الخضراء التى يجرى تدشينها بالمدن الجديدة تأتى فى إطار حرص الدولة على الاستفادة من مياه الصرف الصحى بعد معاجلتها، وعدم هدرها فى أى مكان دون فائدة، مضيفاً: «إحنا بنستفيد من مياه الصرف الصحى وعاملين برنامج ضخم عشان نوصل لمليارات الأمتار من المياه لمعالجتها واستخدامها، ومن ضمن الاستخدامات المناطق الخضراء».
وأكد الرئيس أن التخطيط المميز يشمل المدن الجديدة كلها، وليس العاصمة الإدارية فقط، مضيفا: «كل المدن الجديدة جيل جديد من المدن، تتحقق فيها كل المطالب بحجم أقل، ولكن المستوى واحد».
وفيما يتعلق بالمؤشرا الإيجابية للإقتصاد قال الرئيس «الوقت سابق لأوانه لأننا فى أول خطوة لبناء دولة حديثه تقدر وتحترم ما تقوم به وأن ما يتحقق يتم بالجهد والعمل والتخطيط وتنفيذ الخطط».
التنمية فى سيناء
وأكد الرئيس أن الحوادث الإرهابية التى تقع فى سيناء ومع تصدى الدولة للإرهاب لم يمنع ولن يمنع من عمل تنمية حقيقة بسيناء، قائلا: «إذا كنا بنتكلم عن مواجهة التطرف والإرهاب يبقى لازم كل الأطراف زى المنطقة الغربية والجنوبية فى شلاتين وشرق العوينات وسيناء تتعمر».
وأوضح الرئيس أن جهد التعمير فى المناطق المذكورة قد يكون زائدًا عن باقى المناطق ولكن يعود هذا الأمر إلى أهميتها الاستراتيجية، مشيراً إلى أن البعض لا يعلم حجم الجهد والتنمية الواقعة وحجم التكلفة المادية المرصودة للتنفيذ فى 5 محافظات هم شمال وجنوب سيناء والإسماعيلية والسويس وبورسعيد، وقال الرئيس «أن الدولة رصدت 150 مليار جنيه للتنمية فى هذه المناطق».
ووجه الرئيس رسالة للمصريين قائلا: «احنا بنخلى بالنا من بلدنا ونحافظ عليها وماحدش هيقدر ياخذها مننا».
 نقل مقرات الحكومة
وأوضح الرئيس الرؤية التى تخطط لها الدولة فيما يتعلق بنقل الوزارات والهيئات الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة، قائلا: «ليس المقصود إننا  هنعزل من القاهرة، ولكن المقصود أن يتم عملية نقل عمل الحكومة بقدرات جديدة وعمل جديد ونظام مختلف فى المناطق المحددة بالعاصمة».
وتابع الرئيس: «جار تجهيز الحى الحكومى بخدماته بما يساعد فى حل المشاكل والعقبات التى نواجهها والتغلب عليها ورفع الضغط الواقع على القاهرة «، موضحا «لو تابعنا حجم الإنفاق على المرافق والخدمات بالقاهرة من صرف صحى ومياه وغيره بسبب الكثافة الموجوده بها فى مقابل مشروع نقل الوزارات من العاصمة لكانت التكلفة متقاربة»».
وضرب الرئيس مثال بمشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق الذى يحتاج 50 مليار جنيه لتسهيل الحركة داخل القاهرة، مشيرا «لو كنا نقلنا الوزارات خارج القاهرة من سنوات لما تكلفنا هذه التكلفة».
تحديات التنفيذ
وتعقيبا على بعض الملاحظات الخاصة بتنفيذ مشروع العاصمة التى تحدث عنها اللواء أحمد زكى عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية، قال الرئيس إن فلسفة العمل فى العاصمة الإدارية الجديدة قائمة على إحداث واقع على الأرض، مؤكدًا أن الـ20 ألف وحدة سكنية التى تنفذها وزارة الإسكان بالمشروع، سيتم الانتهاء منها منتصف العام المقبل أو فى نهايته، ورغم ذلك لم تُطرح منها أى وحدة سكنية حتى الآن.
وأضاف السيسى، إن خطط التنمية تستغرق من 20 إلى 25 سنة، «لكن بقالنا 18 شهر بس ومصرين، وهذه فكرة عمّا يجرى تنفيذه فى العاصمة الإدارية الجديدة».
وتابع «السيسى» فى كلمته: «كل التحديات شغالين عليها، والمدينة فى ناصر بمحافظة أسيوط هتتعمل لها بنية أساسية ومرافق علشان تبقى جائزة للناس وتستفيد منها، طرحنا خلال الـ3 سنوات الماضية 125 ألف قطعة أرض تم حجزها بالكامل، و35 ألف قطعة ثانية تقدم لها 200 ألف»، موجها اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتذليل كل العقبات التى تواجهها المشروعات الجارى تنفيذها، قائلا: «أى مشكلة تخلص فورًا، إحنا مش ممكن نخش فى موضوع نعمله وإحنا مش عارفين هنعمله إزاى ولا هنجيب له فلوس منين، مش كده يا كامل ولا إيه؟».
كما كلف الرئيس المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات ببحث كافة الملاحظات الخاصة بمشروع العاصمة الإدارية التى تحدث عنها رئيس شركة العاصمة بما يؤهلها لتكون جاهزة لحجم الإستثمارات المتوقعة.
 توقيع عقود حى الأعمال
وفى ختام الإحتفالية شهد الرئيس السيسى مراسم توقيع عقود إنشاء حى المال والأعمال بالعاصمة الجديدة مع الشركة الصينية (CSCEC) وهى واحدة من أبرز شركات المقاولات على مستوى العالم، ويشمل المشروع منطقة الأبراج المميزة.
ومن المقرر أن يضم المشروع أعلى برج فى أفريقيا بارتفاع 345 مترا، وسيتم الإنتهاء منه بنهاية 2020، ليصبح حجم الأعمال مليونا و700 ألف متر من البنايات.
النهر الأخضر
وبعد انتهاء مراسم الحفل الرئيسي، قام الرئيس بزيارة ميدانية لعدد من المشروعات داخل العاصمة الجديدة، لمتابعة عملية التنفيذ على أرض الواقع.
واستهل الرئيس الزيارة بمنطقة النهر الأخضر، الذى يتم تنفيذها فى قلب العاصمة الجديدة، كما تم متابعة تنفيذ الحى السكنى فى المنطقة.
وقام الرئيس السيسى بوضع حجر الأساس للعاصمة الإدارية الجديدة وحرص على اصطحاب عدد من الشباب لمشاركته مراسم وضع حجر الأساس.
وبعدها قام الرئيس بتفقد عدد من المشروعات التى تم تنفيذها ومن بينها الحى السكنى الأول بالعاصمة الجديدة، حيث قام الرئيس بتفقد نماذج الوحدات السكنية التى تم تنفيذها.