واحة الإبداع.. الطيور التى غادرتنا لن تعود إلينا

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات للفنانة سالى الزينى


الطيور التى غادرتنا لن تعود إلينا


شعر - محمد الشحات


سألت أبى
كيف تغدو الطيور
إلى عشها
ولا تستحى
حين تطعم أفراخها
بعض حب
تساقط من صدرها
كنت أسأل؟
كيف تجيد الطيور الغناء
ولا تترك الحب
يشاكس أفراخها
فتحمله بمنقارها
ثم تدنو به وتطعمها
كنت أبحث فى صوته
عن مفاتيح حلم
أدق بها بوابة العمر
لأدخلها
كنت أعرف أنك
لن توصد الباب
حين أجيئك
ولن تترك الباب
يغلق قبل خروجى
من الحلم
رأيتك تخفى عيونك
كى لا ترى
بعض انكسارات وجهى
أنا يا أبى
لم أعد أرتدى حلة العيد
فما عاد لى أى عيد
فصوت العصافير
ما عاد يشجى
وما عاد يجدى الغناء
وفى القلب جرح
رأيتك ترفع بعض السنابل
وتبذر حباتها
على بعض من الطير يأتى لنا
غير أن الطيور التى غادرتنا
هاجرتنا
ولن يرجع الطير