الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شفرات الاغتيال والدم الحلقة نيابة أمن الدولة تنجح فى فك شفرة تفجير الكنائس

شفرات الاغتيال والدم الحلقة نيابة أمن الدولة تنجح فى فك شفرة تفجير الكنائس
شفرات الاغتيال والدم الحلقة نيابة أمن الدولة تنجح فى فك شفرة تفجير الكنائس




تقرير يكتبه - أيمن غازى

ترصد «روز اليوسف» فى هذا الملف كيف واجهت نيابة أمن الدولة العليا تحت ختم «سرى جدا» التطرف الدينى وقضايا الإرهاب وعلى مدار نحو ألف يوم بلغ عدد ساعات التحقيق فيها نحو 15 ألف ساعة اشتملت على قضايا «الأسماء الحركية لنساء الجماعة، خلايا المجموعات المركزية، أجناد مصر، تنظيم بيت المقدس، ولاية سيناء، داعش، بالإضافة إلى تفجيرات مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، تحقيقات النيابة عن الأسماء الحركية للقيادات الإرهابية فى التنظيمات العنقودية، والاستهداف المستمر للكنائس.

 بالتزامن مع الكشف عن هذه التفاصيل من  خلال التحقيقات  كانت قد كشفت  نيابة امن الدولة العليا لأول مرة وفق نص محضر القضية المقيدة برقم 672 لسنة 2015 حصر امن دولة عليا  عما يسمى بتنظيم «داعش مصر» وباعتبارها القضية الاضخم من حيث العدد حيث أحالت النيابة عقب تحقيقات مطولة مع عناصرها نحو 116 شخصا للمدعى العام العسكرى، للتحقيق فى اتهامهم بالاتصال بتنظيم «داعش» وتورطهم فى التخطيط لشن عمليات إرهابية كبرى، وتفجيرات تستهدف المنشآت الحيوية والأمنية بالبلاد.
اثناء سير التحقيقات اكتشف المحققون أمرًا مهمًا فسر بالنسبة لهم ما أشيع من جانب بعض المنظمات الحقوقية بالداخل والخارج حملة الهجوم على مصر تحت ما يسمى بالاختفاء القسرى للشباب حيث كشفت عناصر التنظيم المقبوض عليها أثناء التحقيقات عن وجود اعضاء مخصصين لاستلام بعض الشباب المبايع للجماعة الارهابية «الإخوان المسلمين» وتسفيرهم للالتحاق بساحات القتال تحت لواء التنظيم الارهابى بالخارج، من خلال لجوء اعضاء التنظيم فى هذا التوقيت إلى خطة جديدة، لاستقطاب مزيد من الشباب والعناصر التكفيرية التى تعتنق أفكارا متطرفة، لتجنيدهم ضمن كتائبه المسلحة المشاركة فى ساحات الدم والقتال المشتعلة بـ4 دول عربية، وهى (سوريا – العراق– اليمن – ليبيا)، من خلال التعامل مع الحالات  المصرية بشكل مختلف من  خلال تخصيص مجموعات تتولى استقطاب الشباب الراغبين فى الانضمام له، والسفر خارج مصر للالتحاق بصفوفه، ومجموعة أخرى تتولى مهمة دعم الإرهابيين فى سيناء.
 وتبين من التحقيقات مع مجموعات الاستقطاب، أن المتهمين فى القضية تخابروا مع جهات أجنبية وتنظيمات إرهابية خارج مصر، تتخذ من العراق وسوريا مقرا لنشاطها المتطرف، وتواصلوا مع عناصر تابعة لتنظيم «داعش» عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» وتطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة، للتنسيق فيما بينهم حول تيسير إجراءات سفر العناصر الراغبة فى السفر، يقوم بذلك  بعض القيادات المصرية المتواصلة مع التنظيم الأم عبر شبكة الإنترنت، وشخصيات أخرى ضمن العائدين من العراق وسوريا، اتخذت من المساعدات الإنسانية، ومزاعم دعم الأسر المتضررة، غطاء ماليا لأنشطتهم الإرهابية.

 الحج على دماء الأقباط
استهداف الدولة ومؤسساتها استمر من جانب التنظيمات الارهابية من خلال خلية «استهداف الكنائس» والتى كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة  تورطها فى تنفيذ تفجيرات الكنيسة البطرسية بالقاهرة والمرقسية بالإسكندرية ومارى جرجس بمحافظة الغربية واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم.
   الا ان أهم ما كشفت عنه هذه التحقيقات تلك العقيدة «المركبة من الناحية النفسية» عبر الاعترافات التى ادلى بها المتهم الرئيسى فى هذه التفجيرات المدعو «وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز واسمه الحركى  «كريم»» حيث اكد على تلقيه  تدريبات خلال انضمامه للتنظيم بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، ومهاجمته وآخرين الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها، ومهاجمته وآخرين كمين النقب، وان انضمامه كان خلال العام 2014 عندما  أطلعه المتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم ـ زوج شقيقته ـ على إصدارات  التنظيم حيث سافرا ـ بعدها فى غضون فبراير 2016 ـ لمحافظة شمال سيناء للانضمام إلى جماعة ولاية سيناء التابعة لها، ولفشلهما فى الوصول لأحد أعضائها؛ عَزَمَا على السفر لدولة سوريا، عبر المملكة العربية السعودية بعد أدائه فريضة الحج، والالتحاق بتلك الجماعة هناك.
وأضاف بإعداده وأعضاء تلك الخلية عسكريًا، عدا المتهمين عمر سعد عباس، ومحمد يوسف أبو بكر، ورامى محمد عبدالحميد، حيث دربهم المتهمان عزت محمد حسن حسين، حمادة جمعة محمد معداوى، والحركيان «أبو نافلة السعودى» و«عبد الله التونسي» على كيفية استعمال الأسلحة الآلية، ورفع لياقتهم البدينة، واضطلع الحركى «عماد» بتدريبهم على الأساليب القتالية وكيفية اقتحام المبانى والكمائن الشرطية، متخذين من منطقةٍ صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج معسكرًا لهم.

رصد دور العبادة المسيحية
 كما أعدهم المتهم عمرو سعد عباس أمنيًا بتكليفهم باتخاذ أسماءٍ حركية، واستبدال شرائحهم الهاتفية بصفةٍ دورية، والتواصل فيما بينهم عبر برنامجٍ مؤمنٍ «تليجرام» وبرسائل نصية مشفرة تلافيًا للرصد الأمنى.وأن تلك الخلية اعتمدت فى تمويلها على ما أمدها بها المتهمان عزت محمد حسن حسين، عمرو سعد عباس إبراهيم من أموال وآلات ومعلومات ومواد مما تستخدم فى تصنيع المفرقعات، وما جمعه أعضاؤها من تبرعات، وسيارة وفرها لها المتهم محمد يوسف أبو بكر، وكذا ما تم توفيره من أموال تقدر بسبعين ألف دينار ليبى، وأسلحة نارية وذخائر ـ إحدى وعشرين بندقية آلية، ومدفعين وقذائف آر بى جى، ومدفع جرينوف، وآخر بيكا، وعشر قذائف مدفع هاوزر، هُربت إليهم عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاءٌ من جماعة ولاية طرابلس بدولة ليبيـا، كما اتخذت مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها ولعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة منها مقر بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج، ومزرعة بقرية المراشدة.
فيما اعترف المتهم رامى عبد الحميد بتوليه مسئولية عقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة منها مقر بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج، ومزرعة بقرية المراشدة ـ بمحافظة قنا، وتوفير وحدة سكنية وفرها بشارع سالم حجا.
وبمواجهة المتهمين فى القضية بالعديد من مخططاتهم الإرهابية، تم الكشف عن قيامهم بتشكيل إحدى الخلايا الإرهابية المسئولة عن التفجيرات التى وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، والسفر إلى سوريا لتلقى التدريبات على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات عن طريق التنظيم الإرهابى المعروف بـ«داعش» وتدريبات بمناطق جبلية بقنا وأخرى بسيناء، كما كشفت عن تلقيهم تمويلات مالية من قيادات الجماعة الإرهابية الهاربين لدولتى قطر وتركيا، بهدف التخطيط لاستهداف وتفجير المنشآت الحيوية فى البلاد .
 وأكدت التحقيقات انضمام المتورطين فى جميع وقائع التفجير التى حدثت خلال الفترة الأخيرة بالكنائس، لخلية واحدة تورطت فى التخطيط واستهداف الكنائس، وتلقت تمويلا خارجيا، واشتركت مع عدد من المتهمين المنتمين لتنظيم الإخوان فى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية باستهداف الأقباط بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة تنفيذا لتعليمات الإرهابى الهارب مهاب مصطفى الذى يتلقى تمويلا خارجيا ويتولى الإنفاق على المتهمين، حسب التحقيقات.

تكليفات من قيادات الخارج بإنشاء أوكار لتخزين الأسلحة
كما كشفت التحقيقات مع خلية استهداف الكنائس، أن تكليفات صدرت لهم من الخارج بإنشاء سراديب تحت الأرض فى عدة محافظات أسفل المزارع، لاستغلالها فى الاختباء بعيداً عن أعين الأمن، فضلاً عن استخدامها كوكر لتخزين الأسلحة ومعامل لتصنيع المتفجرات.
وأظهرت التحقيقات، أن جماعة الإخوان لجأت لاستخدام ألغام أرضية، لإنشاء سراديب سرية وأنفاق تمتد لمسافات طويلة، على غرار الانفاق التى أنشأتها حماس لربطها بسيناء فى عهد حكم المعزول.
وبينت التحقيقات، أن الجماعة حصلت على  عدد من أجهزة تصنيع مادة RDX شديدة الانفجار لتصنيع العبوات المتفجرة، لاستخدامها فى العمليات الإرهابية المتفق عليها.
وكشفت  التحقيقات، عن أن الخلية الإرهابية أعدت رسومات كروكية لبعض المواقع الحيوية ودور العبادة لاستهدافها.
وانتقل فريق من النيابة،  لمعاينة المزرعتين المضبوطتين بنطاق محافظتى البحيرة، والإسكندرية، واللتين يمتلكهما القياديان شكرى نصر محمد البر، ورجب عبده عبده مغربى «مسئولا التنظيم بمحافظة كفر الشيخ، وهما عبارة عن العديد من المخابئ السرية تحت الأرض، يستخدمها الإرهابيون كأوكار لتصنيع العبوات المتفجرة، وتخزين الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها، لحين تسليمها للعناصر المنفذة للحوادث الإرهابية.
واطلعت النيابة، على الأحراز المضبوطة بالمزرعتين والتى تضمنت عددًا من أجهزة تصنيع مادة RDX شديدة الانفجار تُسْتَخْدَم فى تصنيع العبوات المتفجرة، وكميات هائلة من بودرة وعجينة RDX، ووعاء حديدى كبير الحجم يستخدم فى تكثيف الحمض الخاص بمادة  RDX، وأعداد كبيرة من البنادق الآلية، والأسلحة الرشاشة، والخرطوش، وبنادق FN، والسلاح الجرينوف المتعدد، والطبنجات 9 مم بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والخزن الخاصة بها.

ألغام باللغة الفارسية
كما ضمت ألغامًا أرضية مضادة للأفراد، مدونًا عليها عبارات باللغة الفارسية، وقنابل F1 يدوية، وكميات كبيرة من القِطَع الحديدية صغيرة الحجم، و«رلمان البلى» ويُسْتَخْدَم فى تجهيز العبوات الناسفة، وكميات كبيرة من بوادئ الانفجار معدة للاستخدام وتحت التجهيز، ودوائر توصيل كهربائية ومعدات للتفجير عن بعد، وكميات كبيرة تزن نصف طن من مادة نترات الصوديوم، وكمية من مادة TATB شديدة الانفجار، و12 مفجرًا حربيًا يستخدم فى إعداد الأحزمة الناسفة، وعدداً كبيراً من العبوات الناسفة مختلفة الأحجام جاهزة للتفجير، وهياكل عبوات متفجرة بداخلها قطع حديدية صغيرة الحجم، وكمية من حمض النايتريك، وأقماع نحاسية تستخدم فى تكبير وتوجيه الموجة الانفجارية، ونظارة مزودة بكاميرا وكارت ميمورى «محمل عليه بعض الأهداف المزمع استهدافها»، وكمية كبيرة من المواد الكيميائية والأدوات والآلات المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة.
 فى شهر مارس الماضى كشفت  نيابة امن الدولة العليا عن مرحلة  اخرى من التحقيقات تمت فى القضية المعروفة إعلاميًا باسم «أجناد مصر»، الجزء الرابع منها، وفق خليتى «القاهرة والجيزة»، والمحالة إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا،  حيث جاءت لاعترافات الأخيرة بمثابة قضية جديدة، ضمن سلسلة قضايا أحيلت من جانب نيابة أمن الدولة العليا، إلى محكمة جنايات أمن الدولة مؤخرًا.
ووفقًا لاعترافات المتهمين، فقد شكلوا قيادات جديدة مهمتها استكمال عمل القيادات التى قتلت خلال المداهمات، التى شنتها الأجهزة الأمنية على مدار نحو ثلاث سنوات.
وكشفت اعترافات المتهمين، عن أن التكليفات كانت تأتى بضرورة استهداف رجال الشرطة وقتلهم، وكذلك قتل أى مواطن يتزامن تواجده فى لحظة تنفيذ العمليات من جانب أعضاء.
وأكدت، أن العمليات كانت تستهدف ضباط الشرطة المكلفين بحراسة المحاكم والدوائر الاستئنافية، ومحاكم الجنايات بالقاهرة والجيزة، من خلال استخدام عبوات «مموهة»، يتم طلاؤها بالدرجة نفسها للون الأماكن المراد تفجيرها، حتى لا يتم اكتشافها بسهولة.
 كما كشفت التحقيقات  عن طبيعة تقديم الخلايا العنقودية  للدعم اللوجيستى للخلايا التى تقوم بعملية استهداف الأقباط  من خلال تكليف أعضاء الخلية، لتقديم الدعم المعنوى «المؤازرة، وتأمين طرق الهروب»، بعد القيام بعمليات التفجير للأماكن أو ضباط الشرطة المستهدفين. وقال المتهمون خلال اعترافاتهم، إن التكليفات كانت تأتى باستهداف السيارات المملوكة لمحكمة النقض، وكذلك قتل ضباط شرطة قسم الأزبكية، والقوة الأمنية الموجودة به، وكذلك استهداف بعض ضباط الشرطة بقطاع الأمن المركزى بالقاهرة والجيزة، مع تنفيذ عملية استهداف لأحد المساجد بمنطقة الألف مسكن «مسجد الصفا»، بغرض تنفيذ عمل إرهابى يعرض حياة المواطنين وأمنهم للخطر وكذلك الكنائس واستهداف الأقباط. وتم خلال التحقيقات شرح العمليات التى نفذتها الخليتان فى منطقتى القاهرة والجيزة، من خلال ما يسمى «شرح الغرف المفتوحة بين أعضاء التنظيم»، عبر موقع «تويتر». وأوضحت اعترافات المتهمين، طريقة رصد العناصر الإرهابية فى الخليتين، لتمركز قوات الشرطة فى الأماكن المراد تفجيرها، حيث تم رصد «التوقيتات الزمنية» التى يتم فيها نشر قوات الشرطة لحماية المنشآت العامة والشرطية والقضائية ودور المحاكم، وكذلك التوقيتات التى يتم فيها استبدال «التمركزات الأمنية»، تمهيدًا لاستهدافها. وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة التى امتدت من عام 2014، وحتى نهايات 2016.