السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

2012 عام حصار المسرح فى مصر




«2012 هو عام تخلى الدولة عن المسرح أو عام حصار المسرح»....... هكذا يرى المخرج المسرحى ورئيس البيت الفنى السابق ناصر عبد المنعم حيث كان قد تولى منصبه مع بداية عام 2012، ثم قرر الاستقالة بعد ستة أشهر بسبب الأزمات المالية والإنتاجية التى واجهته وقتها وعن حصاد 2012 قال عبد المنعم فى تصريحات خاصة:

فى السنوات الماضية كانت الدولة ترعى المسرح بشكل جيد فكنا نحصل على ما يسمى بالتعزيزات المالية إلى جانب الميزانية الأساسية فى شهر يناير من كل عام، لكن هذا العام  اعتذرت المالية عن منحنا هذه التعزيزات إلى جانب أنهم طالبوا بضرورة تخفيض الميزانية بنسبة 20 % فضلا عن المطالبة بعدم صرف زيادات للعاملين بالبيت الفنى فكنا نعمل «تحت الحصار» وأعتقد أن الأزمة المالية التى تعرض لها المسرح هذا العام ليست متعلقة بأزمة اقتصادية فقط لأن هناك أنشطة أخرى تم دعمها لذلك فالمسألة تتعلق أيضا بنظرة الدولة لأهمية المسرح والفن بشكل عام فللأسف العمل الثقافى فى ذيل اهتمامات الدولة .



ويقول: من الواضح أن الدولة تنظر نظرة غير ذات أهمية للمسرح والثقافة وبالطبع هناك ظروف عامة مرت بها مصر جعلت المسارح تعمل تحت الحصار فإلى جانب الحصار المادى كان هناك حصار معنوى فمسرح السلام دائما كان يتعرض لأزمات ومشاكل وتوتر بسبب موقعه بقصر العينى فضلا عن اعتصامات أكاديمية البحث العلمى فكانت هناك محاولات اقتحام له من قبل ليس هذا فحسب بل يعانى من نفس الأزمة مسرح ميامى بسبب موقعه بوسط البلد فقد تحول المسرح إلى «عتبة أخرى» بسبب استيلاء الباعة الجائلين عليه وبالتأكيد زادت أزمة مجمع مسارح الطليعة بسبب تكتل الباعة الجائلين أمامه بشكل قوى حتى إننى عندما أذهب لمشاهدة مسرحية هناك قد لا أرى الباب المؤدى لمسرح الطليعة.

ويضيف: هناك شىء فى منتهى الغرابة حدث هذا العام وهو هيمنة قطاع الإنتاج الثقافى على الإنتاج بلا مبرر لأنه للأسف يديره شخص يدعى خالد عبد الجليل الذى يريد أن يثبت نفسه وبالتالى أحدث قدر من الارتباك الشديد فى إدراة مؤسسات الدولة لكن فى الحقيقة رغم كل الأزمات خاصة المادية التى واجهها المسرح أنتجت عروضاً ناجحة منها «ليل الجنوب» و«الأيام» و«عروسة خشب» و«رحلة حنظلة» و«البيت» و«عصفور طل من الشباك» وأعمال أخرى جيدة.

بالفعل حققت بعض عروض البيت الفنى للمسرح نجاحا كبيراً بالرغم من حالة الارتباك والعشوائية التى سيطرت على هذا المكان خاصة بعد استقالة ناصر عبد المنعم من منصبه حيث تولى إدراة المكان وإنفرد به خالد عبد الجليل رئيس قطاع الإنتاج الثقافى لمدة ثلاثة أشهر وبالتالى حدثت مجموعة كبيرة من الأزمات ثم تولى رئاسة البيت الفنى بعدها ماهر سليم، وكانت من العروض المسرحية الناجحة وقت تولى سليم منصبه «ليل الجنوب» إخراج ناصر عبد المنعم و«فى بيتنا شبح» إخراج عصام السيد و«رحلة حنظلة» إخراج إسلام إمام لكن رئيس البيت اختار الحل الأيسر لمعالجة عجز الميزانية فقرر إغلاق هذه الأعمال الناجحة وحرمانها من السفر إلى مدينة الإسكندرية كعادة العروض الناجحة واكتفت هذه العروض بأيام عرضها البسيطة فى القاهرة فقط، وكان يؤكد سليم فى كل تصريحاته على ضرورة الاهتمام بإنتاج عروض مسرحية جديدة بدلا من الاحتفاظ بالأعمال القديمة حتى ولو كانت ناجحة مما تسبب فى استياء أصحاب هذه الأعمال وقتها.


وبالفعل تم التعاقد مع أكثر من عمل مسرحى بعضهم تم افتتاحه مؤخرا مثل عرض «عصفور طل من الشباك» للمخرج إبراهيم الفو على خشبة مسرح ميامى وعرض «طقوس المدينة» إعداد وإخراج هانى السيد و«شق القمر» إخراج خالد عبد الحميد و«بدر البدور والبير المسحور» إخراج باسم قناوى ويعرض على خشبة مسرح متروبول وعرض «البيت» على مسرح الغد إخراج سعيد سليمان وعرض «الأيام» إخراج صلاح الحاج ويعرض على خشبة مسرح البالون بالعجوزة، وبالطبع تأثرت هذه العروض بالأحداث السياسية التى شهدتها البلاد طوال الفترة الماضية فكانت تعرض أيضا تحت الحصار فمرة تتوقف ثم تعود.

أما من العروض المسرحية التى أحدثت ضجة جماهيرية خلال هذا العام فكان عرض «عاشقين ترابك» للمخرج محمد الشرقاوى وبطولة عدد من خريجى معهد فنون مسرحية وقد تعرض العمل إلى أزمة حذف عدد من مشاهده بسبب اعتراض الرقابة على السخرية من الإسلامين لكن مخرج العرض رفض بشدة حذف المشاهد ورضخت الرقابة لرغبته بعد معركة إعلامية طويلة وحقق العمل على خشبة مسرح «صلاح جاهين» نسبة مشاهدة جماهيرية عالية حتى إنهم يدرسون المد له فترة أخرى نظراً لإقبال الجمهور عليه.

لم تقتصر حالة الارتباك والعشوائية على إدارة البيت الفنى للمسرح فقط بل طالت أيضاً إدارة قطاع الفنون الشعبية وكان لهذا المكان طوال عام 2012 النصيب الأكبر من الإرتباك فبعد أن تقدم رئيس القطاع المخرج عصام السيد باستقالته انفرد أيضا بإدارة المكان خالد عبد الجليل رئيس قطاع الإنتاج الثقافى وحدثت مشاكل عديدة بالقطاع سواء بفرق الفنون الشعبية أو السيرك القومى وشهد المكان اعتصامات وأزمات متوالية للمطالبة بتعيين رئيس للقطاع وحل مشكالهم المادية والفنية.

طالت نفس الأزمة مسرح الهناجر للفنون فبعد افتتاح المسرح مع بداية عام 2012 أعلنت يوم الافتتاح مديرة المسرح هدى وصفى استقالتها بعد أن قضت به أعواما طويلة وبالتالى أصبح المسرح تحت سطوة عبدالجليل بلا مدير شهورا طويلة إلى أن تولى المخرج هشام عطوة إدارة المسرح وأقام مؤخرا موسم الهناجر المستقل لكنه كان أضعف من الأعوام السابقة إلى جانب أنه تم إنتاج أوبريت «شهرزاد» للمخرج أحمد عبد الجليل وقيل إن المسرح خفض عدد العروض الجديدة التى سيتم إنتاجها بسبب الأزمة المالية التى تمر بها وزارة الثقافة هذه الفترة.

لم ينج من سطوة عبد الجليل هذا العام سوى مركز الإبداع الفنى للمخرج المسرحى خالد جلال  وذلك نظرا لتبعيته لصندوق التنمية الثقافية وبالتالى احتفظ هذا المكان بنجاحه الذى اعتاد عليه كل عام حيث توالت عروضه على مدار العام وتوافد عليه كالعادة عدد كبير من النجوم لمشاهدة عروضه منهم عادل إمام ومحمود حميدة وصلاح السعدنى ومنى زكى وغيرهم فعن المركز وعروضه قال مديره خالد جلال:

عرضنا فى بداية 2012 عرض «غنا الوطن» الذى أشرف عليه عماد الرشيدى و«حلو الكلام» وأشرفت عليه الدكتورة نجاة على و«بوردة البوصيري» ثم عرض الرقص «أين أشباحي» تصميم ضياء شفيق ومحمد مصطفى والعرض المسرحى «عرض خاص 1» ومن المنتظر أن نعيد خلال الأيام القادمة «غنا الوطن» و«حلو الكلام».

وأكد جلال: الحمد لله لم تؤثر الأزمة المالية على عروضنا أو إنتاجنا لأننا نعمل بأقل الإمكانيات المادية كما أننا تابعون لصندوق التنمية الثقافية الذى أعتبره من أهم وأنجح مؤسسات وزارة الثقافة لأنه أقلها بيروقراطية فهو لا يوجد به عدد كبير من الموظفين لذلك هو أكثر مؤسسة تعمل بلا قيود.

لا يمكن بالطبع أن نغفل حدثاً مهماً بدأ مع عام 2012 وهو ظهور فرق الإخوان المسلمين المسرحية حيث طفت فرق الإخوان على السطح وبدأوا خلال شهر يناير فى إنشاء وتأسيس فرق مسرحية بكل محافظات مصر وأسس على الغريب مسئول لجنة المسرح بحزب الحرية والعدالة فرقة دراما تياترو وأنتج للفرقة عرضين هما «وسع طريق» ثم عرضه الأخير «كفر الأخضر» وقد لوحظ حالة الاهتمام بمسرح الإخوان المسلمين بعد تولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية فلأول مرة تم إلغاء أحد أيام عرض مسرحية «شهرزاد» بمسرح الهناجر حتى يحل محله عرض «كفر الأخضر» لمدة يوم وتم دعوة التليفزيون المصرى وقتها ونقلت قناة النيل الثقافية العرض على الهواء مباشرة !!

فى الوقت نفسه شهد مسرح القطاع الخاص حالة اختفاء غير مسبوقة حيث توقفت جميع مسارح القطاع الخاص عن العمل باستثناء مسرح جلال الشرقاوى .





الأجندة المسرحية




■  «يوم ما بطل أشجع هكون ميت أكيد» أول عرض مسرحى تقدمه فرقة «مشوار» للمخرج محمد مرسى عن شباب الألتراس وأحداث بورسعيد فعن العرض أكد مرسى قائلا:
افتتحنا العرض الثلاثاء الماضى على خشبة مسرح المركز الثقافى الفرنسى بالإسكندرية حيث شارك العمل ضمن فعاليات مهرجان «6 ميم» وتعنى ستة مخرجين والمسرحية مأخوذة عن النص الألمانى «فقوا إذا كنتم تشجعون فريق شكله» للمؤلف يورج دى مليكا وبايف ماير والمعالجة الدرامية والتمصير لنبيل نور الدين.

ويضيف: أتناول بالعرض فكرة الألتراس بشكل عام وبالطبع تم ربطها بالسياسة وحادثة بورسعيد ضمن أحداث العرض وليست مبنية على أساسه، وهو عرض مونودراما بطولة محمد أمين، من المقرر أن نتجول به بأكثر من مكان فخلال الفترة القادمة سيعرض بمسرح مركز إبداع الإسكندرية ثم مركز إبداع القاهرة ومسرح الهناجر.

■ فى ختام فعالياته مع نهاية عام 2012، يكرم موسم الهناجر للمسرح المستقل الفنان خالد الصاوى وذلك نظرا لعطائه الطويل بالمسرح المستقل طوال الأعوام الماضية حيث كان عرضه «اللعب فى الدماغ» من أنجح عروض فرقة الحركة التى سبق وأسسها الصاوى  على مسرح مركز الهناجر للفنون.