الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سيد عروش الأرضين» ينتظر العودة لموطنه فى الأقصر

«سيد عروش الأرضين» ينتظر العودة لموطنه فى الأقصر
«سيد عروش الأرضين» ينتظر العودة لموطنه فى الأقصر




علاء الدين ظاهر

تقع منطقة وابور المياه فى حى وسط بالإسكندرية، وفى داخل حديقة مقر شركة وابور المياه تمثال رائع لأبو الهول يشبه تماما تماثيل الكباش بالأقصر.. قد يبدو المشهد غريبا مع بعد المسافة بين المحافظتين، إذا ما هى حكاية التمثال الجيرى أبيض اللون؟ وكيف وصل لهذا المكان؟ الإجابات كانت لدى مجدى شاكر كبير الآثاريين بوزارة الآثار.
قال لنا: فى سنة 1858 ظهرت صورة تصور تمثالا لأبى الهول فى طريق المواكب فى معبد الكرنك جنوب شرق صالة الاحتفالات التى تسمى بالأخ مينو، والصورة التقطها شخص فرنسى يدعى Francois Joseph، ثم وجدت صور أخرى ما بين عامى 1906-1912 لنفس التمثال فى أرشيف المعهد الألمانى.
ثم ظهرت صورة لاحقة خلال رسالة للدكتوراة فى جامعة ليل الفرنسية لشخص اسمه Angnes Cabrol لنفس هذا التمثال عام 1995 وجدها فى أرشيف متحف التاريخ الطبيعى، وبالبحث تبين أنه نفس أبو الهول داخل حديقة صغيرة أمام شركة وابور المياه، واتضح أنه أثر فريد ارتفاعه 130 ١٣٠سم، وبالقاعدة يصل ارتفاعه165 سم، وطوله 263 سم وعرضه 87 سم.
كيف نقل التمثال للإسكندرية؟ يكمل كبير الآثاريين: لما بين1858-1860من أول صورة التقطت له فى موقعه القديم ثم الجديد، وهى فترة حكم والى مصر سعيد باشا، حيث كانت تجارة الآثار حينها شبه مشروعة، وكانت هناك جماعة من جامعى الآثار بعضهم من قناصل الدول، يجمعون الآثار من كل مكان فى مصر وينقلونها لميناء الإسكندرية البحرى لشحنها وتصديرها للخارج كأى بضاعة.
وتابع: كان من ضمن ذلك عدد من القطع الأثرية من الكرنك ومنها التمثال، وكان بعض هذه القطع تهدى للمتحف اليونانى الرومانى أثناء بنائه عام 1893، أما الآثار التى لا تباع ولا تصدر تظل فى الميناء، لتقوم السلطات المحلية باستردادها ومنها هذا التمثال، والذى تم نقله فيما بعد ليزين حديقة شركة وابور المياه.
وقال إن التمثال على شكل أبو الهول بجسد أسد ورأس إنسان، وفوق الرأس التاج والريشتان المميزتان للأله آمون «مفقودتان الآن»، وهو الإله الرئيسى فى طيبة فى الدولة الحديثة.
وقال إن التمثال عليه نص ترجمته «المحبوب آمون سيد عروش الأرضين»، وللأسف احتار العلماء فى تأريخه لأى عصر، وإن كانت سماته الفنية تتشابه مع تماثيل الدولة الحديثة، وطالب شاكر بإعادة التمثال لمكانه فى طريق المواكب بالكرنك.