الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أستاذة بجامعة غرناطة: الإسلام ليس ديناً فقط.. بل هو مظهر ثقافى وسياسى

أستاذة بجامعة غرناطة: الإسلام ليس ديناً فقط.. بل هو مظهر ثقافى وسياسى
أستاذة بجامعة غرناطة: الإسلام ليس ديناً فقط.. بل هو مظهر ثقافى وسياسى




قال مرصد الأزهر فى تقرير لوحدة الرصد الإسبانية إنه لا تزال هناك عقول مفكرة تفكر فى الأحكام قبل إصدارها، وخصوصاً حين تتدبر الإسلام وأحكامه. ومن ينظر إلى الإسلام بموضوعية يصدر بالفعل أحكاماً مبنية على واقع من التاريخ والعقل والإنصاف. فلا يتقيد الحكم بصاحبه فقط، بل يتعداه إلى من يجاورونه أو من يتعاملون معه أو يقرأون له. ففى حوار مع «بياتريث مولينا» أستاذ الدراسات السياسية فى جامعة غرناطة، حول الدين الإسلامى وتاريخه، أوضحت أنها ترى أن الإسلام ليس مجرد دينٍ سماويٍ فقط، بل يمثل مظهراً ثقافياً وحضارياً، وأن هذا بالفعل ما تُعلِمُه لطلابها فى الجامعة. كما أكدت أن الحقائق التاريخية تدعم هذه الرؤية وتقويها، حيث نجح الإسلام على مدار تاريخه فى التكيُّف والتفاعل مع الثقافات المتنوعة منذ ظهوره وحتى يومنا هذا فى القرن الواحد والعشرين. كذلك ترى أن الإسلام يمثل ‏مظهراً سياسياً وقد تطوّر بدوره حتى بلغ السلطة، كما أن للإسلام نظامًاٌ قضائيًا يُنظم العلاقات الاجتماعية، علاوة على كونه منظومة اجتماعية مع مؤسسات معترف بها ولديه نظام فكري، ليس ذلك فحسب بل هو وسيلة للحياة ينعكس على السلوكيات العامة.
وأوضحت  أنه منذ العصور الوسطى وحتى الوقت الراهن ظهرت تطورات ودراسات متعلقة بالإسلام، تدل على أن المسلمين متنوعون، بمعنى أن هناك أفرع ومذاهب وتوجهات فكرية مختلفة داخل الإسلام؛ لذا لا ينبغى الحكم على الإسلام ككل وليس من خلال تصرفات وسلوكيات مجموعة بعينها ربما تكون شاذة عن الإطار العام الذى يُحدده هذا الدين.
وأكدت أن المسلمين لا يجدون مشكلة فى الانخراط داخل المجتمعات الأوروبية بل تستفيد منهم تلك المجتمعات فى مظاهر شتى، من بينها على سبيل المثال المشاركة فى الحياة السياسية من خلال الانتخابات.
وقد أشارت إلى أن الإشكالية تكمن فى كون الإسلام ديناً مجهولًا بالنسبة للكثيرين فى الدول الغربية، وما يصلهم من معلومات ربما تكون مغلوطة فى كثير منها. واقترحت أن يتم تقديم المعلومات التعريفية الحقيقية عن الإسلام من خلال تربية الأبناء وتعليمهم؛ مما يمثل وسيلة للمعرفة ولعدم إلقاء الأحكام جزافاً. وعن التطرف أكدت أنه لا يمت للإسلام ولا لأى دين بصلة بل هناك عوامل وأسباب لـلتطرف، من بينها غياب المساواة الاجتماعية والفقر وغيرهما. وأكدت أن المدرسة لها دور محورى فى وقاية الشباب من التطرف ولكنها ليست وحدها فى هذا المجال، بل هناك دور  للمجتمع وللمؤسسات السياسية وللأسرة أيضاً، وعليهم جميعاً خلق حالة من الوعى والفهم لدى الجميع.