الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متى يعلنون وفاة «الحماقة»؟

متى يعلنون وفاة «الحماقة»؟
متى يعلنون وفاة «الحماقة»؟




كتب - رشدى الدقن

لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها.. الشاعر العربى الكبير أبوالطيب المتنبى وضع يده على مأساة المعارضة المصرية ولخص مشكلتها  فى بيت شعر اعتبره من أبلغ الشعر السياسى.
طابور الحمقى طويل جدا بطول الخيبة التى طالت 7 أحزاب من 104 أحزاب فى مصر .. وشخصيات تعد على الأصابع ، لم تجد سوى الحماقة لتتمسك بها دائما.
الحمقى الجدد ممن  أطلقوا على أنفسهم الحركة المدنية الديمقراطية أصدروا بيانا الجمعة، فيه من الحماقة ما لا يعد ولا يحصى، فبعد أيام قليلة من إعلان نفس الحركة مقاطعة الانتخابات عادوا ليقولوا في بيان آخر يبكون على المنافسة الانتخابية.
فبحسب نص البيان «قالت الحركة فيما سموه ردا على تصريحات الرئيس فى افتتاح حقل ظهر: «محاولة ربط الأمن بشخص الرئيس وبقائه فى منصبه هو نوع من محاولة إشاعة الخوف لدى الناخب المصرى بما يقوض مبدأ حرية ونزاهة المنافسة الانتخابية».
للأسف لم يفكر أحد من أعضاء الحركة وأحزابها السبعة فى البيان السابق، والذى أعلنوا فيه مقاطعة الانتخابات ودعوة الشعب للمقاطعة، فإذا كانت تصريحات الرئيس تشيع الخوف وتقوض مبدأ حرية المنافسة فهى تصب لا محالة فى صالح دعوتكم بالمقاطعة.
المثير واللافت أن الحركة المدنية هى  تجربة متكررة لنفس الوجوه والشخصيات.. وكلها حركات فشلت فشلا ذريعا سريعا، فنفس الأشخاص أعلنوا من قبل حركة باسم الطريق الثالث فى مارس 2016 بقيادة حمدين صباحى ومن يومها لم يسمع لهم أحد خبرا.
وقبلها كان هناك مشروع أطلقته نفس المجموعة باسم اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية.. ولم يخرج الأمر عن مجرد لقاءات انتهت سريعا بخلافات كبيرة.
وقبل كل تلك المحاولات كانت هناك تجربة التيار الشعبى والتى فشلت أيضا فشلا ذريعا.
المجموعة التى أدمنت الفشل طوال المرحلة السابقة عادت تمارس هوايتها المفضلة ببيانها الأخير بحثا عن فشل جديد.
الحماقة والفشل فى  الحركة الجديدة وصل لمرحلة السكوت عليها بات أمرا مستحيلا، فالحركة تقول  نصا «أداء نظام السيسى، يسعى لتفريغ الساحة السياسية من المرشحين بدعوى الحفاظ على الأمن، وأن ذلك أمرٌ يخالف الدستور ولا يرعى أمناً»
هذه النقطة وحدها تحتاج لسنوات وسنوات من الشرح، فالأحزاب السبعة والشخصيات التى تطلق على نفسها عامة، لم تقدم مرشحا، لم يعمل أى منهم طوال 7 سنوات وليس 4 فقط على تقديم بديل، لم تخلق لها قواعد فى الشارع، لم تقدم يوما رؤية لأى قضية والآن تعود لتقول إن النظام يسعى لتفريغ الساحة من المرشحين!
أطرف ما جاء فى بيان الحركة هو الجزء الذى استقطعوه من حديث الرئيس أثناء افتتاح حقل ظهر، فعلى طريقة لا تقربوا الصلاة استقطعوا قول الرئيس «أنا لست سياسيا» ولم يكملوا «بتاع كلام وبس فالدولة لا تبنى بالكلام».. ففى الوقت الذى فهم الجميع الرسالة بأن المقصود هو تقديم الانجازات وليس مجرد  الكلام.. استقطعت الحركة الحديث ووقفت لتقدم لنا درسا فى فهم معنى كلمة سياسة!
اللافت أن متزعمى الحركة  مثل حسين عبدالهادى، لم يضيعوا وقتا طويلا بعد البيان، فتبعوه بأحاديث عن اتصالات تمت من جهات أمنية لتهديدهم ليتوقفوا.
والمثير أكثر أن من تلقوا التهديدات اكتفوا بكتابة ذلك عبر صفحاتهم الشخصية.. ولم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب لتقديم بلاغات رسمية فيمن هددوهم خاصة وهم ذكروا الحروف الأولى لمن هددوهم والجهة التى يعملون بها.. فلماذا لا تتقدمون ببلاغات لحماية حماقاتكم؟!.