الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليس حسني.. ولكن اليونسكو التي سقطت





محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 24 - 09 - 2009

محاولات التفسير لما تعرض له فاروق حسني المرشح المصري العربي المسلم لليونسكو كثيرة ومتعددة وتقبل كل التوصيفات بدءاً من وصف المؤامرة وحتي وصف الخيانة.. وكلها تصب في خانة انهيار مجموعة من المعاني المتصورة عن احتماليات قيام جسور من التواصل بين الثقافات المختلفة في سياق رسالة منظمة اليونسكو وأهدافها والأسباب التي أدت إلي إنشائها كمؤسسة أممية تحافظ علي التراث الإنساني وتعزز أسس السلام بين الشعوب بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الديانة.

إسقاط فاروق حسني المرشح المصري العربي المسلم ومنعه من الحصول علي المنصب المرموق في مؤسسة الثقافة العالمية بهذا الأسلوب الفج أفسد كل الدعاوي التي لا تكل ثقافة الغرب ولا تمل عن الترديد بشكل يومي عن حوار الحضارات والتعاون من أجل الإنسانية واستخدام العلوم والفنون والثقافة الإنسانية وسيلة لإحلال التفاهم والتلاقي بين الشعوب.. بل أفرغ رسالة اليونسكو من مضمونها الحقيقي بعد أن اصبح لها وجه مؤكد قبيح لتعزيز العنصرية والاتاحة للاستخدام السياسي.

وفي هذا السياق فإن الكثير من المفاهيم الطيبة والنوايا الحسنة عن منظمة اليونسكو وعملها ومشروعاتها الثقافية وحيادها وانتصارها للثقافة الإنسانية قد سقطت مع اسقاط فاروق حسني.. وفي هذا السياق أيضا فإن الأجندة التي ستحكم عملها في السنوات المقبلة أصبحت أجندة متوقعة التفاصيل والأولويات والأغراض والوسائل.

أجندة ملونة باحتياجات الضغوط الصهيونية الإسرائيلية وتمرير عمليات تهويد القدس العربية وتسويق التهويد للعالم واضفاء الشرعية علي إجراءات طمس الهوية العربية وثقافتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

أجندة مطالبات بالتطبيع الثقافي والإنساني مع شعب يغتصب أرضا عربية ويغير من طبيعتها وشكلها ولغتها وعاداتها بما يمسح تراثها التاريخي من الوجود.
ومن ثم فإن الكثير من المراجعات تجاه هذه المؤسسة ''اليونسكو'' أصبح واجبا من الثقافة العربية والمثقفون العرب.. في أقلها أن ترفض الثقافة العربية العلاقة الرومانسية مع اليونسكو والمبادئ الحالمة عن يوتوبيا اليونسكو في المساواة وحوار الحضارات ورعاية التراث الإنساني والهوية الثقافية للشعوب ومد جسور الصداقة والسلام وغيرها من الشعارات التي سقطت بجدارة وفقدت مصداقيتها.

سقطت اليونسكو وضاعت مثالية أهدافها وطيبة نواياها مع إسقاط فاروق حسني.