الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. خالد العنانى وزير الآثار فى حوار لـ «روزاليوسف»: أرفض تحويل الأهرامات إلى لوحة إعلانات

د. خالد العنانى وزير الآثار فى حوار لـ «روزاليوسف»: أرفض تحويل الأهرامات إلى لوحة إعلانات
د. خالد العنانى وزير الآثار فى حوار لـ «روزاليوسف»: أرفض تحويل الأهرامات إلى لوحة إعلانات




 حوار وتصوير - علاء الدين ظاهر

أكد د.خالد العنانى وزير الآثار أن الآثار هى قوة مصر الناعمة التى يجب استثمارها، وذلك لتحسين الصورة الذهنية لمصر بشكل ايجابى، مشيرا إلى أنها أيضا قادرة على وقف كل القنوات التى تهدم فى مصر، لافتا إلى أنه فى الفترة الأخيرة شهدت افتتاحات وفعاليات كثيرة فى الآثار، وهذا يسير بالتوازى مع حرب مصر وجيشها العظيم ضد الإرهاب، وهذا يؤكد قوة مصر واستقرارها.
 ما سبق جاء فى حوار العنانى مع «روزاليوسف»، والذى بدأناه معه بالسؤال عن معرض آثار توت عنخ آمون المزمع إقامته فى أمريكا مارس المقبل، حيث أثير حوله بعض اللغط والتحفظات، إذ تردد أن القطع التى يتضمنها المعرض نادرة لا يجب أن تخرج بموجب القانون، كما أن الاتفاق على المعرض ومردوده المادى مجحف لمصر، وكل هذا وأكثر رد عليه وزير الآثار أثناء حوارنا معه.. إلى الحوار.

■ ما ردك على أن الدولة لا تهتم بالآثار؟
ـــ هذا غير صحيح بالمرة، وهذا الاهتمام يبدأ من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، حيث إن افتتاحه للمتحف الإسلامى قبل عام رسالة بأن الدولة تنتصر على الإرهاب، كما أن الدولة تهتم بالآثار حاليا بشكل لم يحدث من قبل، وحاليا أتلقى خطابين أسبوعيا من رئيس الجمهورية عن الآثار، وهناك دعم حكومى غير عادى للآثار، حيث إن رئيس مجلس الوزراء يعقد اجتماعا كل أسبوع أو أسبوعين عن الآثار، كما أنه فى أخر 60 يوما تم صرف 550 مليون جنيه للمتحف المصرى الكبير من وزارة المالية.
تماثيل رمسيس الثانى
■ إذا هذا الدعم المعنوى قبل المادى يؤدى بالضرورة إلى مشاريع وافتتاحات كثيرة قادمة.. حدثنا عنها؟
ــ بالفعل، حيث إننا خلال 10 أيام سننتهى من الجزء الأثرى من ترميم وتطوير الجامع الأزهر، ومتحف سوهاج  الذى بدأ فى 1993 ولم ينته لكنه تحرك مرة أخرى العام الماضى وحاليا فى مراحله النهائية، حيث يتم تركيب فتارين العرض استعدادا لوضع الآثار فيها، وأخر مارس ينتهى العمل به، ونتمنى أن يكون الافتتاح ما بين 10-15 أبريل فى العيد القومى للمحافظة، حيث إن متحف سوهاج سيكون من أهم افتتاحات وزارة الآثار فى ما بعد ثورة يناير 2011، والمشروع كله تمويل من المجلس الأعلى للأثار وأنفقنا عليه العام الماضى 30 مليون جنيه.
 وهناك متحف تل بسطة وهو متحف موقع مقرر افتتاحه 3 مارس المقبل، ومتحف هريت رزنة المغلق منذ سنوات طويلة جار العمل به حاليا، كما أن مشروع طريق الكباش بالأقصر كان متوقفا تماما والرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب الماضى أعطى تعليمات باستكماله والهيئة الهندسية تسلمته، وأخر يونيو المقبل انتهاء وافتتاح طريق الكباش، والكنيستان الموجودتان فى مسار الطريق وكذلك نجع أبو عصبة سيتم تلافيهما وإكمال العمل لحين البحث عن حل لهما مستقبلا، وقد وضعنا ضمن مخطط المشروع برجولات وأماكن لاستراحة السائحين بما لا يضر بالطريق أو يشوه آثاره.
 وفى الغردقة وافقنا من حيث المبدأ على عرضين من رجلى أعمال، مفادهما أنهما يقدمان لنا مبنيين لتحويلهما إلى متحفين فى الغردقة والجونة، بحيث يعطوننا المبنيين كحق انتفاع 30 سنة، والإدارة ستكون بنسبة 100% للوزارة وبإشراف كامل منا دون أى تدخل من رجلى الأعمال، وحاليا هناك مجموعة عمل برئاسة د.مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لإعادة تركيب أحد تماثيل رمسيس الثانى فى الأقصر وينتهى مارس المقبل، ليتم افتتاحه بالتزامن مع مهرجان السينما الذى يقام فى نفس الفترة، والأسبوع القادم سنتفق على إقامة معرض آثار إسلامية فى السعودية.
■ كل هذه المشاريع تحتاج لترويج يؤتى ثمارها.. ما تصورك لذلك؟
 ــ بالفعل نقوم بذلك بالتعاون مع وزارة السياحة، حيث إن د.رانيا المشاط وزير السياحة قررنا معا عقد عدة لقاءات لوضع خطة تعاون مشتركة للافتتاحات والاكتشافات الأثرية كى تروج هى لها، والفترة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرا بيننا فى ذلك، حيث أرسلنا لها خطاب بالفعاليات والافتتاحات المقررة حتى نهاية 2018، وهذا يتم بتوجيهات من رئيس الوزراء، حيث إن د.رانيا المشاط فى بداية توليها وزارة السياحة كلفنى رئيس الوزراء بالتواصل معها وإبلاغها بالفعاليات والافتتاحات لنستعد لها سياحيا.
الأهرامات وميسى
■ وماذا عن تطوير مشروع الصوت والضوء فى منطقة الهرم؟
ـــ بالفعل هناك مشروع جار العمل فيه لتطوير الصوت والضوء فى الهرم بما يواكب أحدث التكنولوجيا دون أى إضرار بالأثر، وهذا المشروع تضمن عرضا بالليزر ورفضناه لأنه غير مناسب للأثر، وجاء خبراء من فرنسا وقاموا بتعديل المطلوب دون أن يمس بهيبة الهرم، وهو ما نحرص عليه تماما فى الوزارة.
 وهناك دولة كبيرة أرادت إحضار جهاز ليزر يقوم بعمل عرض لمدة ساعتين على الهرم، أول ساعة لآثار بلدهم والساعة الثانية لعرض الآثار المصرية وهم سيتحملون كل تكاليف نقل وتشغيل واعادة الجهاز، لكننى طلبت منهم نفس الشئ بأن يتم عرض آثار مصر على مبنى تاريخى فى تلك الدولة فى نفس الوقت على حسابهم ولم يوافقوا فرفضنا العرض,كما أننا فى أخر 6 شهور أصدرنا خطابات اعتذار لدول كثيرة ومنها دولة صديقة، حيث كانوا يطلبون وضع علمهم والعلم المصرى على الهرم ورفضنا ذلك.
 كما أن رئيس مجلس ادارة شركة عالمية طلب إقامة عشاء عند الهرم ووافقنا عليه، لكننا رفضنا طلبه بوضع لوجو الشركة على الهرم بالليزر لمدة 5 دقائق، ورفضت ذلك رغم عرضهم 500 ألف دولار كتبرع مقابل تلبية طلبهم، وكل هذا حتى لا يتحول الهرم الى لوحة اعلانات مما يفقده هيبته، وقد شهد العامان الماضيان 15 طلبا من دول تريد عرض أعلامهم على الهرم ورفضنا.
 ورفضت أيضا كتابة مرحبا بميسى على الهرم، وطلبت مقابلا ولم يوافقوا ولذلك رفضت لأن الهرم أشهر من ميسى، أما الإعلان الذى تم تصويره لمؤتمر الشباب بصعود الشباب على الهرم، فقد رفضت ذلك بقوة وبشدة، لأنه لا يمكن السماح لصعود حوالى 4000 شاب، خاصة أننا نمنع رسميا تسلق الأهرامات حتى ولو كان فردا واحدا، والإعلان كله تمام عمله بالجرافيك ولم يصعد أى أحد على الهرم، وجار حاليا دراسة عمل مشروع الصوت والضوء إسلامى فى القلعة.
توت غنخ آمون
■ أثيرت مؤخرا أخبار عن اكتشاف تجويف طوله 15 مترا خلف مقبرة توت عنخ آمون ضمن نتائج المسح الرادارى لها وتردد أن البعثة الإيطالية هى التى أعلنت ذلك.. ما الحقيقة؟
ـــ هذا غير صحيح والبعثة لم تعلن شيئا، حيث إنه فى أبريل 2016 عقد مؤتمر وتم الإعلان فيه عن أن المسح الرادارى الأول قال إنه لا يوجد شىء فى المقبرة، وحينها كان يمكننى غلق الموضوع وإنهائه لكنى فضلت أن يقول العلم كلمته، وشكلنا لجنة اجتمعنا معها وضمت د.زاهى حواس وزير الآثار الأسبق ونيكولاس ريفز صاحب فكرة عمل المسح ود.ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق وأصحاب الرادار، وانتهى قرار اللجنة إلى أنه فى ظل المعطيات الحالية نوصى باستكمال المسح الرادارى داخل المقبرة لمعرفة المزيد.
 وقد تقدم إلينا فريق بحثى ايطالى لعمل مسح رادارى جديد، وبعد إتمام الموافقات اللازمة بدأوا العمل ومعهم د.ممدوح الدماطى الوزير السابق لأنه كان متبنى الأمر، وعملوا نهاية يناير وانتهوا منذ 10 أيام، وقالوا أنهم يحتاجون لمدة 4 أسابيع لعمل تطابق للمعلومات لأنهم استخدموا 4 رادارات، ولا بد من تحليل البيانات كلها قبل ارسال التقرير المبدئى ولم تعلن أى نتائج، وما أثير عن وجود تجويف 15 مترا على لسان البعثة غير صحيح لأنهم يعون جيدا أن الإعلان عن ذلك يتطلب إجراءات من الوزارة وموافقة اللجنة الدائمة، وأعضاء البعثة الإيطاليين ود.الدماطى نفوا تماما أنهم صرحوا بوجود هذا التجويف، ونهاية فبراير سنتلقى تقرير البعثة ويعرض على اللجنة الدائمة للبت فيه، وقد نستعين بلجان علمية لفحص التقرير أيضا.
■ كيف توضح حقيقة اللغط الذى أثير حول هذا المعرض؟
ــ فى  يونيو 2016 بدأت المفاوضات على هذا المعرض واستغرقت عاما حتى وافقت عليه اللجنة الدائمة للآثار ولجنة المعارض الخارجية، وأى معرض آثار تكون فيه قطعة بمثابة الأيقونة المميزة له، ومنظم هذا المعرض طلب فى البداية التابوت الذهبى لتوت عنخ آمون ليكون أيقونة المعرض، لكننا رفضنا تماما هذا حيث إن التابوت والقناع وكرسى العرش وتمثال أنوبيس قطع نادرة ولا يمكن خروجها.
 بعد شهور تمثالان مزدوجان للكا الأسود سنأخذ أحدهما فى المعرض ليكون أيقونة والباقى قطع عادية من محتويات مجموعة توت منها أوشابتى وقطع مجوهرات، حيث إن القائمة المبدئية التى تقدم بها للمعرض حذفنا نصفها لأنها تندرج تحت بند القطع النادرة التى لا يجب أن تخرج، وبدأ العرض المادى للمعرض بمبلغ 2 مليون دولار أوصلتها الوزارة بلجانها لمبلغ 5 ملايين دولار،
 كما سنحصل على دولار واحد عن كل تذكرة دخول للمعرض بعد وصول عدد الزوار إلى 400000 زائر، و2 دولار بعد وصول عدد الزوار إلى 500000 زائر، و3 دولارات بعد وصول عدد الزوار إلى 600000 زائر، 4 دولارات بعد وصول عدد الزوار إلى 700000 زائر، ونسبة 10% على دخله من مبيعات الهدايا والمنتجات التى يتم بيعها على هامش المعرض.
 وهذا المعرض يمثل كغيره إعلانات مجانية عالمية لمصر، حيث إن المنظم سيقوم بالدعاية للمعرض بصورة توت عنخ آمون فى كل وسائل الإعلام والشوارع هناك، مما يغير الصورة التى يروجها البعض عن مصر وأنها ليست آمنة، ومثل هذه المعارض دعاية إيجابية ترد على هذه الأكاذيب، والمعرض لم يكن سرا لنخفيه، حيث حرصنا قبل حوالى شهر ونصف الشهر على نشره بكل تفاصيله وصور القطع فى الجريدة الرسمية، وبالتالى ليست هناك أية نية للاخفاء.
 ولأول مرة فى تاريخ مصر خلال 12 يوما فى شهر مارس ستقام 3 معارض آثار بالخارج وتوت عنخ آمون أحدها، وهناك معرضان فى تورنتو عن آثار الفاطميين بالتعاون مع الأغاخان ومعرض بسانت لويس، وستكون الآثار متصدرة وسائل الإعلام العالمية، ورغم ـأن الوطن العربى كله آثاره تسرق وتكسر، فى حين أن آثارك تخرج معارض بالخارج، وهذا يعنى أنك دولة مستقرة وهذا مردوده كبير جدا معنويا، حيث إن عرض الآثار بالخارج سيجذب السائح العالمى لزيارة مصر ورؤية بقية أثارها.
وتابع: معرض توت محتواه أقل بكثير من معارض سابقة فى سنوات ماضية، وهذا لا يعنى تقليل من قيمة تلك الآثار لكنه تأكيد على أننا لا نخرج أثارا نادرة أو فريدة، وهذا المعرض مقرر له 10 مدن فى عدة دول، ورئيس الوزراء وافق فقط على مدينة واحدة فى أمريكا، وذلك لوجود خطاب ضمان حكوم من أمريكا بأنها مسئولة عن حماية الآثار فيها.
 وإجراءات تأمين المعرض تتضمن وجودأثرى ومرمم، بالإضافة إلى ضابط بشرطة السياحة والآثار ليطمئن تماما على نقل وفتح وعرض الآثار، والأثرى المرافق للمعرض يتابع باستمرار حالة الآثار تماما، حيث إن أى أثر يسافر يتم عمل تقرير حالة له وتوثيقه بشكل كامل، كما أن أساتذة وخبراء وزارة التعليم العالى إبتكروا بصمة لجميع الآثار المصرية، وبدأنا تطبيقها على آثار توت المسافرة فى هذا المعرض، بجانب أن أى قطعة يتم عمل ترميم لها قبل وبعد النقل للمعرض، والأثرى المرافق للمعرض يكتب تقارير دورية عن حالة الآثار وأى خدش أو ما شابه فيها نتخذ الإجراءات فورا بإعادة المعرض مرة أخرى.