مفيش صاحب يتصاحب

كتبت ـ أميرة حسن

 

«الدنيا قفلت فى وشى.. مراتى قرب ميعاد ولادتها للطفل الثانى لنا ومصاريف المنزل من جهة هذا فضلا عن مصاريف علاج والدتى الذى أصبح فوق طاقتى رغم عملى ليل نهار.. سيطر الشيطان على تفكيرى»...بهذه الكلمات بدأ «محمود.٣٨عاما» المتهم بقتل صديق عمره اعترافاته أمام محمد حمزاوى وكيل نيابة حوادث جنوب الحيزة، بجريمته ثم تابع والدموع تنهمر من عينيه لتعبر عن ندمه: «لا أعرف كيف فعلت ذلك ولا كيف تمكن الشيطان من السيطرة عليِّ ليت الزمان يعود بى لدقائق لكنت رجعت عن فعلتى التى ارتكبتها ولن يسامحنى ضميرى عليها.. عاقبونى فأنا ارتكبت الجريمة ولن أتنصل من العقاب.
وأكمل المتهم اعترافه قائلا: «حالى كان مثل حال المجنى عليه فكنا نعمل سويا فى محل كوافير بالهرم، وكنا نتقاسم الفرحة والحزن لكن بين لحظة وضحاها تبدلت الأحوال بعد وفاة أحد أقارب القتيل كان من نصيبه أن يرث مالا كثيرا ما جعله يرفض العودة للعمل وبدأ بشراء مشغولات ذهبية لزوجته واشترى موبايل من أحدث الأنواع الموجودة فى السوق، فى حين تعرضت أنا لضغوطات كثيرة وعملت فى أكثر من مكان وعندما تعرضت والدتى لمرض شديد وتكاليف علاجها باهظة ولم أعد أقدر على شرائه بخلاف أسرتى وطفلتى وزوجتى الحامل التى اقترب ميعاد ولادتها وشقيقتى التى اقترب ميعاد زفافها وأقوم بتجهيزها فتراكمت الديون والأقساط عليّ ولم أعد أحتمل.
وقال المتهم شعرت بالغيرة من صديقى خاصة أنه ينفق الكثير من الأموال على تفاهات ورأيت نفسى أحوج للمال وأحق به منه وعلمت منه يوم الواقعة أن زوجته اصطحبت طفلتهما وتوجهت لزيارة والدتها وستقيم عندها فى ذاك اليوم، وأقتعنه بالتوجه لمنزله لتناول العشاء سويا وبالفعل وبعد تناول العشاء فى منزله بشارع مساكن كفر الجبل بالهرم قمت فجأة وخبطت رأسه فى الأرض عدة خبطات حتى سالت دماؤه وفارق الحياة واختمرت فى رأسى فكرة أن أحولها لواقعة انتحار فأمسكت بالستارة وقمت بلفها حول رقبته وعلقته فى سقف المنزل ثم قمت بسرقة المشغولات الذهبية فى منزله وموبايله والمبالغ المالية التى وجدتها وفررت هاربا.
وأوضحت التحقيقات التى تمت بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة أن والدة المجنى عليه اتصلت عليه عدة مرات فشعرت بالقلق من عدم رده وذهبت لمنزله وأسرعت بالطرق عدة مرات دون اجابة واستعانت بالجيران وقاموا بكسر باب الشقة لتفاجأ بنجلها معلقا ومصابا بكدمات فى وجهه.
وبسؤال زوجته أوضحت أنهما متزوجان منذ ٦سنوات وليس بينهما خلافات تدعوه للانتحار وأنها كانت فى زيارة عادية لأسرتها.
وبتحرير المباحث تمكن رجال الشرطة من ضبط المتهم وقررت النيابة حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق.. جددها قاضى المعارضات لمدة ١٥يوما.