الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إيمان سند: الكتابة للطفل أصعب الكتابات الأدبية وتحتاج ثقافة موسوعية

إيمان سند: الكتابة للطفل أصعب الكتابات الأدبية وتحتاج ثقافة موسوعية
إيمان سند: الكتابة للطفل أصعب الكتابات الأدبية وتحتاج ثقافة موسوعية




حوار - خالد بيومى

 

إيمان سند كاتبة وأكاديمية متعددة الاهتمامات، فهى قاصة وروائية وكاتبة أطفال وناقدة.. تكثف الخبرة اليومية، وتنقيها، وتجعل منها مداد الكلمات التى تتدفق من الأعماق، من خلال قدرة إبداعية مغايرة لا تساير ولا تقلد ولا تنزلق إلى ما يتباهى به غيرها من منجزات وادعاءات.. وكتاباتها مثقلة بالأحداث والتجارب والخبرات.
من أعمالها الروائية» :سرقة زهور الخشخاش “والتى تتناول حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش لـ»فان جوخ» قبل ثورة يناير، ومن أعمالها القصصية “قالت العرافة”.. وقد حققت شهرة واسعة فى الكتابة للطفل التى ترى أنها من أصعب الأنواع الأدبية لأنها تتطلب توصيل رسالة ما للطفل ومن أشهر أعمالها “كائنات فى خطر، وفارس فى بلاد الأقزام”.. روزاليوسف التقت بها وكان لنا معها هذا الحوار.


 ■ ما الروافد التى شكلت موهبتك الإبداعية؟
 - من أهم الروافد بالنسبة لى دراستى للتاريخ وحبى له، فالتاريخ أسهم فى صقل موهبة القص والحكى عندي، وبعدها جاء اهتمامى بالفنون عمومًا، وبالطفل وعالمه، والحكى من أهم الأشياء المحببة إلى الطفل. 
 ■ لماذا تكتبين؟
-  الكتابة رسالة وتحقيق للذات، وعلاج وتنفيس وتواصل وأشياء أخرى كثيرة غير قابلة للحصر.
■  أنت قاصة وروائية وكاتبة أطفال وناقدة.. كيف توفقين بين هذه الاهتمامات؟ وهل هذا التنوع ثراء لشخصية الكاتب أم نوع من التشظى؟
-  كثير من الأدباء نقاد، ومعظم جيل العمالقة من الأدباء كان يكتب أكثر من لون من الأجناس الأدبية، والذى يحدث أن يطغى إنتاجه من جنس معين على بقية الإنتاج فيعرف به، ولم توجد أى حالة من حالات التشظى عرفتها، بل على العكس، فبالنسبة لى أجدنى تلح على فكرة معينة، سرعان ما تأخذ شكلها الذى تحب أن تكون، وربما الكتابة للطفل أصعبها فهى تحتاج لمعارف وثقافة متنوعة إلى جانب روح الفكاهة وحس الدهشة   .
■  أين تجدين نفسك أكثر؟
 - لا أستطيع التحديد، وأدع ذلك للقارئ، فأنا أكتب ما يحلو لي، ولا أتقيد بما يريده أحد، أو سوق النشر أو غيره، ربما بسبب ذلك أن بعيدة عن الجوائز، برغم التكريمات العديدة التى نلتها.
■ “وقالت العرافة” عنوان إشكالى يشى باستشراف المستقبل والتنبؤ بأحداثه.. فهل تقمصتِ شخصية زرقاء اليمامة فى التراث العربي؟
- “وقالت العرافة” مجموعة قصصية تحوى خمس عشرة قصة لكل قصة عنوان مختلف. وقصة “وقالت العرافة” تحديدًا تحكى معاناة أستاذ جامعى كفيف حاول استعادة بصره، وأجرى العديد من الجراحات التى لم تنجح، فدله صديقه على عرافة غير تقليدية تستخدم الكمبيوتر، والوسائل الحديثة فى محاولة منها لمعرفة إشارات إلى المستقبل، وبالفعل تنجح العرافة فى إرشاده لشريكة حياته التى تكن له مشاعر جميلة، وترغب فى أن تكمل معه مشوار حياتها.
■ هل كانت كتابة القصة عتبة لكتابة الرواية فيما بعد؟
- اعتقد لا،.. لكل منهما طريقه، ولا تأثير لأحدهما على الآخر من وجهة نظري. وقد ظل كثيرون، وأشهرهما يوسف إدريس وسعيد الكفراوى أمناء للقصة القصيرة ولمكانتها برغم كتابتهما للرواية.
 ■ عنوان روايتك” سرقة زهور الخشخاش” يتناص مع رواية “زهرة الخشخاش” للروائى الراحل خيرى شلبى .. ماذا تقولين؟
-  روايتى “سرقة زهور الخشخاش” للناشئة والشباب فهى تقع فى قالب بوليسي، وتتحدث عن الحادثة الأولى لسرقة لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ واستعادتها مرة أخرى قبل خروجها من البلاد، وتقييد السرقة ضد مجهول.
 ■ إلى أى مدى طغى المتخيل على الواقع فى روايتك؟
 - فى الكتابة للأطفال ألجأ إلى الخيال أكثر، وأظنه يفتح أمامنا الأبواب للتحليق والحلم، أما فى الكتابة للكبار تزيد نسبة الواقعية بالتأكيد.
 ■ بمن تأثرت فى كتاباتك؟
كان، ومازال عندى ولع كبير بكتابات تشارلز ديكنز وهيمنجواى ونجيب محفوظ، وكنت أعيد قراءة أعمال بعينها من أعمالهم عشرات المرات، وأحفظ حوار الشخصيات، بل أصادقهم، ولكن لم أعتقد أن كتاباتى تأثرت بهؤلاء الكتاب العظماء، أو غيرهم. 
 ■  قدمت إنجازًا كبيرًا فى مجال كتابة الطفل .. ما شروط الكتابة للطفل؟
- أن تكون واعيًا ومحبًا للعالم من حولك، ولا تفقد حماسك أو دهشتك أبدًا، هذه مواصفات كاتب الأطفال الجيد، أما شروط الكتابة للطفل فهى أكثر يسرًا، أن تعرف لأى سن تكتب، أقصد لأى مرحلة عمرية من مراحل الطفولة، وأن تهتم بمعرفة قاموس الأطفال لكل مرحلة ليس معنى ذلك أن تلتزم بالقاموس، ولكن لابد أن تكون على وعى به، وأن تعرف القضايا والأفكار التى تشغل الطفل فى كل مرحلة، وأن تملك أسلوبًا للكتابة جاذبا للطفل.
■  هل يختلف أدب الطفل عن باقى الأجناس الأدبية؟ وأين تكمن صعوبته من وجهة نظرك؟
- تتمثل صعوبة الكتابة للطفل فى أنك ترسل رسالة لابد أن تتأكد من وصولها؛ أنت هنا معنى بمن يقرأ لك، ولابد أن تقدم له مايحتاجه فعليًا، بعكس ما يحدث فى أى نوع من الكتابات للراشدين، الكاتب فيها معنى بتجويد كتاباته فقط، واكتمال عمله، والتعبير عن نفسه وعن أبطاله مما يجعل القارئ يتقبل تجربته هو لا أحد سواه، وكلما كان صادقًا فى التعبير عن ذاته، كلما كانت تجربته أنجح.
 ■ كيف تتعاملين مع الفكرة حين تكتبين القصة عمومًا؟
 - تكون الفكرة مكتملة فى ذهني، ويبقى تحريك الأشخاص، وصنع الأحداث، ويمكن أن تطرق عليك أحداث جديدة لم تكن متمثلة عندك قبل الكتابة، كذلك يمكن أن تضيف شخصيات ترى أنها توضح فكرتك أكثر، وتثريها.
■ ترجمت العديد من قصص الأطفال عن لغات أجنبية.. ما الفرق بين المنجز العربى فى كتابة الطفل والمنجز الأجنبي؟
- المنجز الأوروبى فى أدب الأطفال رائعا، وهم قد بدأوا قبلنا، ثم هم بالفعل أكثر اهتمامًا بتلك الفنون، وعندهم تراث رائع من حكايات الأخوين جريم وقصص أندرسون، إلى جانب القصص الشعبية، والأدب الروسى الغنى، جمعوا كل ذلك وأضافوا إليه وطوروه، بينما نحن تراثنا غنى بالقصص والحكايات الشعبية لم نهتم به ولم نجمعه، إلى جانب ذلك فالإمكانات التى يضعونها لخدمة الأطفال وفنونهم والكتابة لهم لا تقارن أبدًا بما نخصصه نحن لهم من رعاية واهتمام وإمكانات.
■ أين موقع المرأة العربية فى أدب الطفل اليوم؟
- الكاتبة العربية لها مكانة مرموقة فى أدب الطفل: فهناك العديد والعديد من الكاتبات المصريات والعربيات المتميزات فى هذا المجال منهن: د.عفاف طباله، أمل فرح، رانيا حسين أمين، أمانى العشماوى رحمة الله عليها، نبيهة محيدلى، لطيفة بطي، د.لينا دسوقي، فاطمة شرف الدين، لينا كيلانى وغيرهن كثيرات من المبدعات فى هذا المجال.   
■ ما رسالتك لكل من يهتم بأدب الطفل؟
- أقول لهم، ولهن: لا تيأسوا من صعوبة الطريق الطويل، لا تهتموا إذا لم يتعرف عليكم الطفل، فقد تصله رسائلكم وذلك هو الأكثر أهمية، لا تصدقوا أنكم أقل إبداعًا أو موهبة من كتاب الكبار، وأخيرًا.. لا تلقوا بالًا لمن ينظرون لأدب الطفل على أنه أقل شأنًا.
■ ما علاقتك بالمكتبة الرقمية؟ والنشر الإلكترونى؟
- كثير من القصص التى كتبتها للأطفال تم نشرها إلكترونيًا، وذلك لسهولة وصول المادة للطفل بهذه الوسيلة الحديثة، واعتقد أن النشر الالكترونى سيزداد الاعتماد عليه فى السنوات المقبلة.