الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود برخدان القائد العام لوحدات حماية الشعب فى عفرين لـ«روزاليوسف»: عفرين تتعرض لغزو وحشى.. وتركيا دولة مجازر

محمود برخدان القائد العام لوحدات حماية الشعب فى عفرين لـ«روزاليوسف»: عفرين تتعرض لغزو وحشى.. وتركيا دولة مجازر
محمود برخدان القائد العام لوحدات حماية الشعب فى عفرين لـ«روزاليوسف»: عفرين تتعرض لغزو وحشى.. وتركيا دولة مجازر




حوار- أمانى عزام

تواصل قوات النظام التركى أعمالها الوحشية ضد المدنيين العُزل فى عفرين السورية، رغبة فى تحقيق أطماع قائدهم المزعومة بعودة الخلافة العثمانية، متحديًا كل الأعراف والقوانين الدولية، ورغم وحشية قواته وتمثيلها بجثث المقاتلين الأكراد إلا أن المقاومة الكُردية تجلت فى أبهى صورها فى مواجهة العدوان التركى الجائر دفاعًا عن حقها المسلوب فضربت مثالًا قويًا فى الصمود، لذلك أجرت «روزاليوسف» هذا الحوارمع محمود برخدان، القائد العام لوحدات حماية الشعب فى عفرين، وقائد معارك كوبانى ضد تنظيم داعش عام 2014/2015، للوقوف على تطورات الأوضاع فى سوريا وما يواجهونه من صعوبات فى التصدى لقوات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وحلفائه من الجماعات الإرهابية. 
 وإلى نص الحوار

 ■  صف لى الوضع فى عفرين الآن؟
- مدينتنا تتعرض لغزو وحشى من تركيا التى تعتقد أنها تستكمل معارك عام 1918، وهناك حديث متزايد فى الإعلام التركى عن حقوق تاريخية لتركيا فى ولاية حلب، وبالتالى الدفاع عنها واجب وطنى خاصة بعد أن انضمت جماعة الإخوان الإرهابية لمساعدة العثمانيين الجدد فى إعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية.
■  لماذا بدأ الجيش التركى باحتلال عفرين دون غيرها من المدن السورية؟
- اختيار عفرين كبوابة لأحلام الإخوان المسلمين لم يأت عن عبث، فهى قريبة من «مرج دابق» البوابة التى أفضت إلى معركة إمبابة وسقوط القاهرة على يد العثمانيين، ونحن نؤكد أننا لن نسمح للتاريخ أن يكرر نفسه وسندفن أحلام تركيا وجماعة الاخوان الإرهابية إلى الأبد.
■ كم عدد القوات المشاركة فى تحرير عفرين؟
-لا يمكن قياس القوات المدافعة عن عفرين بالعدد، فعندما كانت المدينة محاصرة من قبل الفصائل الإرهابية كجبهة النصرة، وحركة أحرار الشام، والفصائل التركمانية، كانت وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG / YPJ) مسئولة عن الدفاع عنها حتى أصبحنا جزءًا من التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، ولكن منذ بدء الغزو التركى وتحالفه مع تلك الفصائل الإرهابية، تكاتفت كل قطاعات المجتمع للدفاع عن مدينتنا.
■ كيف تتغلبون على تطور أسلحة الجيش التركى؟
- رغم  استخدام جيش الغزو التركى، لأحدث التقنيات العسكرية وأسلحة حلف شمال الأطلسى (NATO) وأحدث الدبابات الألمانية، وغطاء جوى كامل ضد شعبنا فإننا أوقعنا بهم خسائر فادحة، ونؤكد أنه لولا الغطاء الجوى لما استطاع جيش أردوغان وأنصاره من إرهابيى جبهة النصرة، وتنظيم داعش، تدنيس قرية واحدة من قرانا، ولدينا على الأرض ما يكفى من الإمكانات والتدابير العسكرية لإرباك جيش الغزو وصد عدوانه عن بلادنا.
■  ما أهم المناطق التى تسيطرون عليها الآن؟
- قواتنا تنتشر فى مناطق روج آفا، وشمال سوريا من الحدود العراقية شرقًا حتى نهر الفرات غربا، وبمحازاة الحدود التركية غرب الفرات، ولدينا علاقات تعاون جيدة مع مجلس منبج العسكرى، ونسيطر على مقاطعة عفرين وأجزاء من مقاطعة الشهباء.
■  كيف يعيش أهالى عفرين فى ظل هذه الظروف الصعبة؟
-  الأهالى يقاومون أعتى جيش مدجج بأحدث الأسلحة ومملوء حقدًا وكراهية ضد الكرد عموما وضد عفرين خصوصًا، كما نعانى من حصار خانق منذ خمسة أعوام هى أطول مدة حصار لمدينة سورية منذ اندلاع الأزمة فى سوريا، بالإضافة إلى نزوح سكان القرى الحدودية المحتلة إلى مركز المدينة، ووجود ما يقارب من 200 ألف نازح سابق كانوا قد لجأوا إلى عفرين فى أوقات سابقة من مختلف مدن سوريا، لذلك هناك نقص حاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، وتركيا تستهدف قوافل المساعدات الإنسانية الإغاثية، كما أنها استهدفت محطات ضخ مياه الشرب لقتل الناس عطشا والمدارس، والمواقع الأثرية، والبنية التحتية، فعليكم تخيل حجم الصعوبات والتحديات التى نعيشها الآن.
 ■ ما تفسيرك لارتكاب تركيا تلك المجازر بحق الشعب السورى الأعزل؟
- تركيا دولة مجازر، هذه هويتها وعقيدتها، والأتراك لا يستطيعون نسيان أن سوريا كانت النقطة المفصلية التى أنهت الدولة العثمانية من خلال حركة الجمعيات التى ظهرت فى بداية القرن العشرين بتأثير الشعراء والأدباء السوريين الذين أقام لهم جمال باشا السفاح أعواد المشانق فكانت شرارة انطلاق الثورة لإنهاء الحكم العثمانى.
 ■ هل تهديدات أردوغان باجتياح مدن أخرى تعنى انتصار قواته فى معارك عفرين؟
- أردوغان لم ولن ينتصر فى عفرين، أما تهديداته باجتياح منبج والمدن السورية الأخرى ظاهرة للهرب نحو الأمام وتغطية عجزه عن حسم معركة عفرين.
 ■  كم وصل عدد القتلى من الأكراد والأتراك فى الحرب حتى الآن؟
- عدد شهداء قواتنا العسكرية يتراوح بين 250 حتى 300 شهيد، فيما يزيد عد الضحايا المدنيين عن 500 شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء.
■ ماتفسيرك لتنكيل قوات الجيش التركى بجثث القتلى الأكراد؟
-  هذه الوحشية تنسجم مع تاريخ الجيش التركى وطبيتعه الوحشية، كل الحضارات فى التاريخ تتباهى بإنجازاتها العلمية التى خدمت البشرية إلا الدولة العثمانية فقد تباهت باكتشافها لعقوبة الإعدام بـ»الخازوق» كتعبير جلى عن مدى وحشية وهمجية بناة هذه الدولة، والتمثيل بجثث شهدائنا انتقامًا من جنودهم العاجزين عن تحقيق النصر على خصمهم فى ميدان القتال.
■ هل ستلجأون لمحاكمة أردوغان كمجرم حرب؟
-  لدينا مئات الوثائق التى تدين رجب طيب أردوغان كمجرم حرب وكذلك تدين الدولة التركية، لكن النظام العالمى أنشأ هيئات العدالة الدولية بما يتناسب مع المصالح الضيقة للدول المهيمنة على العالم، إن كانت هناك مؤسسات عدالة حقيقية فليتفضلوا باستلام هذه الملفات من يدنا ويسمحوا لنا بفتح ملفات الدعاوي، لكن حتى الآن لم نجد الوسيلة، ولكن هذا لا يعنى بأننا سنقف مكتوفى الأيدى، سنفعل كل شيء لملاحقة المجرمين وفتح الدعاوى ضدهم.
■ كيف تقيم موقف المجتمع الدولى تجاه معاناتكم؟
- للأسف، المجتمع الدولى صامت صمتا مخجلا حتى الآن تجاه ما يتعرض له شعبنا من مجازر، كان الأولى بالعالم أن يقفوا معنا ضد الإرهاب التركى.
■ هل ساهم مشروع قرار «الهدنة» الذى تقدمت به الكويت والسويد فى تخفيف حدة الأوضاع بعفرين؟
- هو مشروع جيد فى صياغاته، لكن للأسف لم يعدو كونه حبرًا على ورق، وهو مايبرز مدى استهتار تركيا وفصائلها الإرهابية بالإرادة الدولية، فالقرار لم يطبق على الأرض ولم تلتزم به جميع الأطراف.
 ■ كيف ترى الوضع  فى سوريا خلال الفترة الحالية؟
- للأسف جميع الأطراف عاجزة عن وضع حلول حقيقية ولاتمتلك شجاعة للاعتراف بوجود مشكلة حقيقية، ما أدى إلى تشرد أكثر من 12 مليون سوري، و تدميرمدن كاملة.
■  برأيك ما الحل الأمثل لإنهاء الأزمة؟
- الواقع أثبت أن الحل فى سوريا يجب أن يكون سياسيًا فالحسم العسكرى لن يحقق النتائج المرجوة، لذلك يجب على جميع الأطراف أن تتحلى بالشجاعة اللازمة وتجتمع حول طاولة مستديرة لمناقشة الحلول الممكنة.