بوتين يخرج عن صمته ويبدى استعدادا للتعاون مع بريطانيا فى تحقيقات «سكريبال»

قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إنه من الهراء الاعتقاد بأن موسكو سممت الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته اللذين يرقدان فى حالة حرجة فى مستشفى بريطانى.
وأضاف بوتين بعد فوزه بفترة رئاسية جديدة فى الانتخابات إن روسيا لا تمتلك غاز الأعصاب الذى يقول مسئولون بريطانيون إنه استخدم فى الهجوم وإنه إذا كان هذا الغاز قد استخدم فسوف يسقط المزيد من الأشخاص ضحايا.
وقال بوتين إنه مستعد للتعاون مع السلطات البريطانية فى التحقيق فى الهجوم.
وهذه المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس الروسى عن هذه المسألة منذ أن وجهت لندن الاتهام لروسيا بعد العثور على الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا فاقدى الوعى وادخلا المستشفى فى 4 مارس فى حال حرجة بعد تعرضهما للتسميم بغاز الأعصاب.
وقال بوتين «لو كان الأمر يتعلق بغاز عسكرى كيميائي، لكان الناس ماتوا على الفور»، مشددا على أن «روسيا ليست لديها مواد كهذه، لقد دمرنا كل أسلحتنا الكيميائية تحت إشراف مراقبين دوليين».
وأضاف «كنا أول من فعل ذلك، على عكس البعض من شركائنا الذين وعدوا بذلك، ولكن للأسف لا يزال يتعين عليهم أن يفوا بوعودهم» فيما يتعلق بتدمير الأسلحة الكيميائية.
وأكد الرئيس الروسى أنه «وعلى الرغم من الصعاب فإنّ روسيا مستعدة للتعاون وللمشاركة فى التحقيقات الضرورية».
وسيمدد فوز بوتين هيمنته السياسية على روسيا إلى نحو ربع قرن حتى عام 2024 وحينها سيكون فى الحادية والسبعين من العمر ليصبح ثانى أطول زعماء الكرملين بقاء فى الحكم بعد الديكتاتور السوفيتى جوزيف ستالين.
وتعهد بوتين بأن يعمل خلال فترته الرئاسية الجديدة على تعزيز دفاعات روسيا فى مواجهة الغرب ورفع مستوى المعيشة.
وفى نتيجة متوقعة على نطاق واسع أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات بعد فرز كل الأصوات تقريبا فوز بوتين، الذى يحكم روسيا كرئيس أو كرئيس وزراء منذ عام 1999، بنسبة 76.66 فى المئة.
وفى خطاب النصر الذى ألقاه قرب الميدان الأحمر مساء الأحد قال بوتين لحشد متهلل إنه يعتبر الفوز تصويتا بالثقة على ما حققه من انجازات فى ظروف صعبة.
وقال بوتين «من المهم جدا أن نحافظ على هذه الوحدة. سنفكر فى مستقبل وطننا العظيم» وبعدها ردد الجماهير خلفه هتاف «روسيا».
وبتأييد من تلفزيون الدولة والحزب الحاكم واستطلاعات الرأى التى منحته شعبية بلغت 80 فى المئة تقريبا لم يواجه بوتين تهديدا يذكر من منافسيه السبعة فى الانتخابات.
وحصل أقرب منافسيه مرشح الحزب الشيوعى بافل جرودينين على 11.8 فى المئة من الأصوات وفقا للنتائج شبه النهائية، بينما حصل المرشح القومى فلاديمير جيرينوفسكى على 5.6 فى المئة. ومنع أشد معارضيه أليكسى نافالنى الذى يقود حملة لمناهضة الفساد من خوض الانتخابات.
ويقول معارضون إن مسئولين أجبروا الناس على الذهاب لمراكز الاقتراع لضمان ألا يؤدى عدم وجود منافسة حقيقية إلى انخفاض نسبة الإقبال على التصويت.
وتشير البيانات شبه النهائية إلى أن نسبة الإقبال بلغت 67.47 فى المئة وهو ما يقل قليلا عن نسبة 70 فى المئة التى قال الإعلام الروسى إن مؤسسة الرئاسة تتطلع إليها.