السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مها نور.. محاربة للسرطان «أم لا يهزمها المرض»

مها نور.. محاربة للسرطان  «أم لا يهزمها المرض»
مها نور.. محاربة للسرطان «أم لا يهزمها المرض»




كتبت – مروة فتحى

القوة ليست بالعضلات ولكنها بالإرادة، ورغم أن المرض الخبيث نخر فى جسدها الضئيل وتحديداً فى منطقة الثدى رمز الأنوثة، وأسقط شعرها الذى يعد تاج المرأة وعنوان جمالها، لكنها لم تستسلم ولم تعييها جلسات الكيماوى التى تتلقاها بشكل مستمر لتثبت للجميع أنها رغم ألمها ومرضها اللعين لكنها قادرة على العطاء المتواصل.. إنها مها نور التى تحولت إلى «محاربة» للسرطان بدرجة أم قوية تستحق أن ننحنى لها احتراماً وتقديراً وعرفاناً بجميلها على أسرتها وأبنائها ومجتمعها.
تقول مها بصوت قوي» تزوجت منذ 16 عاماً زواجا عاديا ليس عن حب، ورزقنى الله بولدان مازن ولديه الآن 16 عاماً بالصف الثانى الإعدادى ومروان 13 عاماً بالصف الثانى الإعدادي، وكنت أعيش حياة مستقرة هادئة، إلى أن فوجئت فى عام 2010  وتحديداً يوم عيد ميلادى بوجود ورم غريب فى ثديي، وعندما كشفت عند أكثر من طبيب طمأنونى بأنه حميد، ونصحنى أحد الأطباء بإجراء عملية لغزالته وهو ما تم بالفعل.
وأضافت: بعد العملية فوجئت بأنه ورم خبيث وليس حميدا فتم إجراء عملية أخرى للتنظيف حول الورم ثم بدأت رحلة العلاج الكيماوى، وأصابنى وزوجى القلق من كيفية الإنفاق على العلاج لاسيما وأنه مكلف، وعندما دخلنا معهد الأورام أصابتنا صدمة كبيرة من هو المفاجأة والمناظر التى تقشعر لها الأبدان، فالمرضى يتناولون علاج الكيماوى هناك فى حال مزرى فلا إمكانيات ولا أماكن فمنهم من يجلس على الأرض ومنهم من يجلس على كراسى مصدية ومكسورة، وعندما شاهد زوجى ذلك رفض دخولى هذا المكان لأنه اعتقد أننى سأموت إذا دخله.
تابعت مها:  بعد ذلك تمكنا من تلقى العلاج على نفقة عمل زوجى وبدأت أتلقى العلاج بانتظام، وبعدها بدأت أنظر لزوجى نظرة مختلفة فهو من وقف بجانبى ولم يتركنى فى مثل هذه الظروف مثل آخرين وهذا أقدره له كثيرا، ورغم أن الكيماوى مؤلم لكننى لم أظهر ضعفى أو دموعى أمام زوجى وأبنائي، فدائما أبدوا أمامهم المرأة القوية القادرة التى تفعل كل ذلك من أجلهم حى أننى ظللت أذاكر لأبنائى ولم يعرفوا طريق الدروس الخصوصية حتى الصف السادس الإبتدائي.
وأكدت مها أن أبنائى لوقت قليل كانوا يعتقدون أنى مصابة بمرض عادى مثل الأنفلونزا، ففى البيت أغطى رأسى بإيشارب وطوال الليل أظل مستيقظة حتى لا يرانى زوجى بشكل سيء، وعندما يذهب لعمله أقوم، حتى أن مرة رأنى أحد أبنائى وأنا نائمة بلا شعر فنادى شقيقه، وعندما استيقظت على صوته سارعت بارتداء الإيشارب على شعرى حتى لا يرانى أبنائى بهذه الصورة، فلا أحب أن يرى أحد ضعفى أو دموعى سوى مخدتى وسريرى وأحب أن ترانى أسرتى دائما واقفة على رجلها وقوية تدارى تعبها حتى أحقق لهم ما يتمنونه، ولكن يبدوا أن أبنائى كبروا وفهموا طبيعة مرضى حيث فوجئت الأسبوع الماضى بأحد أبنائى كتب لى بوست على الفيس بوك يشكرنى وكتب عنى كلام أبكانى.