الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خالد الحجر: الكورسات الفنية سبوبة والأجيال الجديدة تسعى للشهرة دون الخبرة

خالد الحجر: الكورسات الفنية سبوبة والأجيال الجديدة تسعى للشهرة دون الخبرة
خالد الحجر: الكورسات الفنية سبوبة والأجيال الجديدة تسعى للشهرة دون الخبرة




حوار _ آية رفعت

لم يكن المخرج خالد الحجر من المخرجين الذين يحرصون على التواجد سنويًا على الساحة السينمائية أو الدرامية.
فقد كان تلميذًا ليوسف شاهين والذى علمه أن يكون نفسه وأن يقتنع ويصدق ما يقدمه لأنه على الطريق الصحيح؛ ورغم أن الحجر لديه أعمال تثير العديد من الجدال حولها إلا أنه دائمًا ما يقدم ما يقتنع به خاصة الأعمال التى تحمل أحاسيس ومشاعر مختلفة والتى تصل لقلب الجمهور؛ ما بين أكثر من 19 عملًا يقوم الحجر حاليًا بوضع اللمسات النهائية على فيلمه «جريمة الإيموبيليا»، والذى تحدث عنه فى حواره لـ«روز اليوسف»، بالإضافة إلى حديثه عن أستاذه شاهين ومشاركته بورش الإخراج المختلفة. فإلى نص الحوار.

■ ما آخر تطورات فيلم «جريمة الإيموبيليا»؟
ــ انتهيت من تصويره بالكامل وأعمل حاليًا على عمليات المونتاج والميكساج والموسيقى التصويرية وغيرها من مراحل ما بعد التصوير، ولكنى لم أحدد حتى الآن موعدًا لطرحه بالسينمات وإن كنت أتوقع انتهائى منه مع بداية موسم الصيف السينمائى فهو سينتهى العمل به خلال شهرين فقط.
■ هل تم التعاقد مع مهرجانات دولية لمشاركة الفيلم بها؟
ــ هناك خطة بالطبع لدراسة المهرجانات المتواجدة بالساحة وإرسال الفيلم لها، ولكنى أرفض أن أقوم بهذه العملية قبل الانتهاء من إنتاج الفيلم بشكل كامل، لأننى لا أحبذ فكرة أن يقوم المهرجان باستعجالى فى الانتهاء من نسخة العمل لكى ألحق بباب التقديم قبل إغلاقه وغيرها من الأمور التى قد لا تعطينى الحرية فى تقديم العمل كما أرغب.
■ هل لهذا الفيلم علاقة بالكتاب الذى طرحه محمود معروف باسم العمارة نفسها؟
ــ لا، فأنا قرأت هذا الكتاب والذى كان يتحدث فيه عن تاريخ العمارة نفسها وسكانها من النجوم العظام قديمًا، لكن فيلمى مبنى على حادثة حقيقية حدثت بالعمارة، والتى أسكن بها شخصيًا بالمناسبة،  فقرأت ذات يوم أن هناك حادثة قتل حدثت هنا، وقمت بإنشاء أحداث الفيلم فى خيالي، وبالمناسبة أحداثه لا تمت بصلة لحادثة القتل الحقيقية لكنه يحمل ترتيبًا دراميًا مختلفًا فى إطار تشويقى وتدور أحداثه فى فترة التسعينيات.
■ هل تعمدت الابتعاد عن الدراما والعودة للسينما؟
ــ أبدًا فأنا قد وقعت العام الماضى على إخراج مسلسل درامى ولكنه توقف فى ظروف غامضة بسبب المشاكل الانتاجية التى تلحق بالمسلسلات دوما، وأيضًا هذا الموسم وقعت على مسلسل وتم تأجيل العمل به بعد شهر رمضان لأنه سيكون 60 حلقة؛ واعذرونى لا أستطيع الكشف عن اسمه حاليًا إلا بعدما أبدأ بالتحضيرات الفعلية به.
■ شاركت مؤخرًا بورشة إخراجية بمهرجان الأقصر للسينما الفريقية، فكيف جاء ترشيحك بها؟
ـــ كان هذا بناء على اتفاق مسبق بينى وبين مديرة المهرجان عزة الحسينى والتى استعانت بى فى ورشة الإخراج للدورة السابعة التى انتهت منذ أيام؛ وهذا ليس التعاون الأول بينى وبين المهرجان بل قدمنا معًا فى الدورة السادسة ورشة أيضًا وأتت ثمارها جيدة جدًا ووجدنا الأعمال التى قدمها الطلبة كلها جيدة؛ وهذا العام قررت أن أغير قليلًا فى ترتيب الورشة خاصة أن أغلب الذين شاركوا هذا العام كانت لديهم خبرات سابقة أى قدموا فيلمًا أو اثنين، فقمت بتلخيص الجزء النظرى بيومين فقط ووزعنا باقى الأيام على الجانب العملى وبالفعل نجحت وقدموا أفلامًا رائعة.
■ وماذا عن الأقاويل التى انتشرت حول استكمالك للورشة التى كان يقدمها المخرج خيرى بشارة بنفس الدورة؟
ـــ لا خيرى انتهى تمامًا من ورشته قبل بدء فعاليات المهرجان وكانت تهدف إلى تعليم الطلبة لإقامة فيلم طويل وتحتوى على الكثير من الطلبة من جمع الدول الإفريقية أى لم يكن هناك سوى 3 أو 4 مصريين، وأنا على العكس فورشتى كانت موجهة للطلبة المصريين وتعلمهم كيفية تقديم فيلم قصير لا تتعدى مدته الثلاث دقائق على الأكثر.
■ وهل كانت تحتوى على طلبة من الأقصر؟
ـــ نعم ولكن للأسف هذا العام لم يشارك الكثير من أهل الأقصر بها وذلك نظرًا لأننا طالبنا أصحاب الخبرة بالتقدم دون غيرهم؛ ولكنى في العام المقبل أعتقد أننى سأشترط أن تحتوى الورشة على أغلبية الطلاب والمهتمين من الأقصر وأسوان، فهذا المهرجان ببلدهم مهما كان.
■ هل تجد أن هناك أملًا فى الأجيال الجديدة من المخرجين؟
ــ المشكلة أن أغلبهم ينظرون على الشهرة فقط بينما هى فقدت قيمتها نتيجة للتكنولوجيا الحديثة، فأصبح أى شخص يمكنه رفع أعماله على مواقع التواصل الاجتماعى واستعراض مواهبه مما يحقق له شهرة واسعة لذلك أقول إنها لم تعد لها قيمة؛ ومشكلة المواهب لدينا أن أغلبهم يبحث عن الظهور السريع ويملون من انتظار التدرج التعليمى الخاص بالمخرج، فنحن كأجيال عملنا كمساعدين لأكبر المخرجين لعدة سنوات وبعدها قدمنا أفلامًا قصيرة ثم أفلامًا روائية، ولكن أغلب الشباب حاليًا يريد أن يسطع اسمه بعمله المتفرد دون المرور بمراحل للتدريب، ولنكن منصفين فهم معذورون لرؤيتهم نماذج إخراجية ظهرت فجأة مؤخرًا ونجحت فى تقديم أعمال البعض أثنى عليها وشاركوا بمهرجانات وخلال عام أو اثنين أصبحوا أغنياء، فهذا يجعلهم لا ينتظرون التعليم وصقل الموهبة، وبشكل عام من رأيى الدنيا تعلم الإنسان حتى لو وصل أحدهم للشهرة سريعًا إلا أنه مع الوقت سيتعلم كيف يقدم أعمالًا جيدة ومتقنة.
■ وما رأيك بظاهرة ورش الإخراج والتمثيل التى انتشرت عبر الانترنت؟
ـــ هذه سبوبة استغلت حب الشباب للفن، ولكن للأسف لا نستطيع التحكم بها أو إيقافها وعلى الشباب المتقدمين التحقق من هوية هذه الورش ومن الذين يقيمونها، فمثلًا ورشة التمثيل الخاصة بالقدير أحمد كمال صنعت العديد من النجوم وأنا عن نفسى تعاونت معه واستعنت بشباب منهم مثل كوكى أخت روبى وغيرها، وكذلك أروى جودة التى أرسلتها لتتعلم قبل فيلم «مافيش غير كده». ففى كل الأحوال يجب أن يبحث الشباب عن الورش المعتمدة لأنه حتى أهل الصناعة أنفسهم يختارون منها.
■ ماذا تتذكر ليوسف شاهين بعد مرور 10 سنوات على وفاته؟
ــ شاهين لم يكن مخرجًا عاديًا بل كان يحلم بالسينما ويعيش بالسينما، فهو لم ينجب بينما كان يحتوى كل أعماله وكأنه ابن يتبناه ويرعاه، فهو كان عاشقًا للسينما بتفاصيلها، وعلى المستوى الشخصى كان داعمًا كبيرًا لى فهو عندما شاهد فيلمى «أنت عمري» القصير قال لى إننى أمتلك صدق الإحساس واللعب على المشاعر بأعمالى، بينما لمحته عند مشاهدة أول أعمالى الروائية «أحلام صغيرة» وهو يبكى بآخر مشهد ودارى عنى دموعه وقال لى أكان يجب أن تقتل الطفل فى النهاية؟ مؤكدًا أننى تأثرت بالحرب كثيرًا فى سرد قصة العمل، وأتذكر أنه قبل وفاته لم يكن يسمع بشكل جيد ولكنه نصحنى بأن أحافظ على الاسم الذى صنعته.
■ هل توصيلك لإحساسك دفعك لخوض تجربة الكتابة لأعمالك؟
ــ ليس فقط الكتابة فأنا لا أقدم عملًا إلا لو كان السيناريو قريبًا منى وأشعر بتفاصيله سواء كنت قد كتبته أم لا، فأنا قدمت 9 أفلام 5 منها كتابتى الخاصة، ولكن عندما أقدم على كتابة سيناريو الأمر يستغرق أكثر من عام أحيانًا مما يعنى أننى لو لم أكن متحمسًا جدًا لما بدأت بكتابته، ولكن أيضا هناك سيناريوهات قدمتها كمخرج وكانت من تأليف الآخرين ولكننى شعرت بها بداخلى ومنها «مافيش غير كده» و»حب البنات» و»الشوق»، فأى شيء أقدمه يجب أن يكون قريبًا من شخصيتى وإحساسى حتى أستطيع تقديمه، بجانب حبى للتجديد بين كل فيلم وآخر إلا أننى أحب التعبير عما يدور بداخل النفس البشرية بمختلف القصص والمحاور.
■ هل هناك قصص إنسانية أو أحداث معينة تريد تناولها بأفلامك؟
ــ أتمنى أن أقدم عملًا بمحافظة الأقصر بكل ملامحها الحضارية، مثلما كنا نرى فى الأفلام القديمة ومنها «صراع فى الوادي» وغيرها.. كانت الحضارة الفرعونية والآثار هى مواقع التصوير الرئيسة داخل القصة ويحدث بينهما دمج حتى ولو لم تكن القصة لها علاقة بالخلفية التى يتم التصوير بها.
■ ألم تفكر فى خوض تجربة الإنتاج؟
ــ فعلتها مرة واحدة فى فيلم «الشوق» واستعنت بمنتج آخر فى آخر أيام التصوير لاستكمال الفيلم، ولكننى أعتقد أن الأمر يشغلنى كثيرًا كمخرج فأحبذ أن ابتعد عن العملية الإنتاجية لأنها تكون مرهقة لى وتشتت تركيزى ما بين الميزانية والضرائب وغيرها.
■ ما رأيك بلجنتى الإعلام والدراما اللاتين أطلقتا مؤخرًا؟
ــ نحن اعترفنا بوجود الرقابة ونطالب بتقنينها، وهذه اللجان تعتبر ضد حرية الرأى والتعبير فنحن نعود للوراء بدلًا من أن نتقدم.
وإذا فكروا أنهم بذلك سيسطرون على الشباب فهم مخطئون لأنه سيظهر فن مضاد ونشر الفنون على شبكة الانترنت ليس صعبًا.
وخصوصًا أن من يترأسون هذه اللجان جيل كبير مع تقديرى لهم ولكن يجب أن يتركوا الساحة للشباب ليعبر عن نفسه.