الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تصدير نظم الإدارة!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 24 - 10 - 2009



نظام الإدارة المحلية في مصر نقلته اليابان حرفيًا في أوائل القرن الثامن عشر ومازالت تعمل به حتي اليوم!
فقد أرسل إمبراطور اليابان بعثة إلي مصر لنقل نظام الإدارة المحلية عام 1817، حيث ذاع صيت مصر كدولة تتحول إلي الحداثة، وتظهر في المجتمع الدولي كدولة من الدول الكبري بعد تولي "محمد علي" الحكم عام 1805 وشرع في إرسال البعثات إلي دول العالم وخاصة (فرنسا)، وقام علي هندسة الري بإنشاء الترع والسدود والخزانات والقناطر، وأسس أكبر أسطول بحري في المنطقة، ونشط المجتمع هو وأبناؤه من بعده، وشق الخديوي سعيد قناة السويس وافتتحها الخديوي إسماعيل وأنشأ القاهرة الخديوية ونقلت مصر نقلة نوعية وقد كان لوفد (الجامايكا) في مصر وهي مؤسسة يابانية تعمل في مجال التخطيط، حديث بين أعضائها والأعضاء المصريين المشاركين في مصر في وضع مخطط للقاهرة في الثمانينيات من القرن الماضي حيث صرحوا بأن النظام المتبع في إدارة الأحياء والمدن في اليابان منقول من مصر، وأن شيخ الحارة (المشهور) في النظام المصري مازال معمولاً به في اليابان وشيخ الحارة مسئول عن الحي، وكل مربع سكني له مدير أو إدارة محلية من بعض السكان وبعض موظفي الإدارة المحلية، يقومون علي حل المشاكل الحياتية اليومية للحي ويوجد علي ناصية المربع السكني (كشك زجاجي) هو مكتب دائم للمسئول عن المربع السكني ولا يسمح لأحد من السكان الجدد في الحي أن ينتقل إلي الحي دون إثبات حسن سلوكه من الحي المنقول منه ويتطلب ذلك أن يعلم "شيخ الحارة" كل شيء عن السكان سواء المقيمين أو هؤلاء المنقولين إلي الحي من مناطق أخري، وكان نظام "شيخ الحارة" معمولاً به في أحياء مصر حتي وقت قريب جدًا ولكننا لا نسمع عنه شيئًا اليوم، ربما لأن "شيخ الحارة" قد اندثر، مع اندثار الاهتمام بالأحياء والحواري والشوارع والميادين، وظهر العبث في كل سلوكيات المجتمع.
إن تصدير مصر لنظم الإدارة المحلية لم يقف فقط عند نقله إلي "اليابان" في القرن الثامن عشر، ولكن نقلنا هذه النظم إلي الدول العربية التي كنا نقوم علي إرسال بعثاتنا الطبية والعلمية إليها، وكذلك استعانة تلك الدول بالخبراء في التخطيط والقانون والعدل وأيضًا في تكنولوجيا البناء، لقد صدرنا نظم الإدارة المحلية إلي دول سبقتنا الآن في الحداثة والمدنية وبخلنا علي أنفسنا باستخدام هذه النظم، ماذا حدث للمحروسة!