الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صلاح» ينقذ أندية المؤسسات من الاغتيال

«صلاح» ينقذ أندية المؤسسات من الاغتيال
«صلاح» ينقذ أندية المؤسسات من الاغتيال




كتب – وليد العدوى

صعد ثلاثى جديد إلى الدورى الممتاز فى الموسم المقبل وهم حرس الحدود والجونة ونجوم المستقبل بينما أندية الترسانة وغزل وبلدية المحلة والسويس وجمهورية شبين والمنصورة وسوهاج والمنيا وآخرين من الأندية الجماهيرية العريقة واصلت الترنح والتخبط فى دورى المظاليم

بل الأخطر تهديد البعض منهم بتجدد الهبوط إلى درجات أدنى فى إشارة إلى إمكانية الاندثار تماما فى أى وقت ليطفو على الساحة مؤخرا الحوار القديم الخاص بسيطرة أندية الشركات والمؤسسات على المشهد الرياضى، وتحديدا الكروى على حساب الأندية الجماهيرية، وهى القضية التى شهدت جدلا واسعا طوال السنوات العشرة الأخيرة دون أى حسم فهناك من يرى أن الفكرة ممتازة وفى صالح الكرة المصرية بينما يرى آخرون أن الفكرة مدمرة وستقضى على الأندية الجماهيرية بدليل أنها عاجزة عن استعادة عافيتها ربما منذ بداية الألفية الجديدة.
ما بين هذا وذاك يخرج أعظم لاعب فى تاريخ الكرة المصرية على الأطلاق محمد صلاح نجم ليفربول وهداف الدورى الإنجليزى «البريميرليج» برصيد 30 هدافا من قلب أحد عمالقة أندية الشركات، وهو نادى المقاولون العرب بجانب زميله المحترف فى أرسنال الإنجليزى محمد الننى الذى لم يجد الترحيب به فى الأهلى ليجد نفسه على طريق العالمية من باب نادى المقاولون العرب صاحب الصولات والجولات الأفريقية عبر تاريخ طويل فلم يكن «ذئاب الجبل» مجرد ناد ينافس فى المسابقات المحلية فحسب، إنما صاحب ألقاب وبطولات فى القارة حيث حصد درع الدورى موسم 1983، بالإضافة إلى 3 ألقاب لكأس مصر ومثلهم ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ولقب وحيد بالسوبر المصرى شأنه شأن الأهلى والزمالك والإسماعيلى قبل أن يتبدل الحال نتيجة عوامل ادارية ومالية مرتبطة بالشركة ذاتها، والتى جاء هدف أصحابها فى الأساس من تكوين فريق وناد باسم المقاولون العرب كى يكون عنوان ترويجى، وإعلان دائم لأسم الشركة فى أفريقيا بهدف التخديم على المشاريع والمنشآت التى تراعها الشركة.
كل ما سبق اعتبره البعض أن نادى المقاولون العرب خارج سرب أندية الشركات لما يقدمه من دور حيوى وخدمى واجتماعى واقتصادى ورياضى على مدار تاريخ طويل، ربما تاريخ يقارب من انجزه الأهلى والزمالك والإسماعيلى فى سنوات ولا يقارن بأندية البترول تحديدا انبى وبتروجت لما اشتهر عنهما الصرف ببذخ على خلفية دعم وزارة البترول أحد اشهر الوزارات ثراءً دوما لتبقى القضية جدلية دون حسم، فهناك أندية أخرى مثل سموحة ووادى دجلة ومصر المقاصة والأسيوطى وقريبا نجوم المستقبل والتى تعتمد على دعم وضخ رجال الأعمال، بينما تواصل الأندية الجماهيرية المعاناة من قلة الموارد المالية حيث كانت خزائنهم شبه خاوية وهو الأمر الذى هدد بضم صفقات ومن قبل صرف مستحقات اللاعبين، مما خلق أزمات بالجملة وكان سببا رئيسيا فى الهبوط، بينما ظهرت احترافية أندية الشركات فى كيفية إبرام الصفقات وإدارة الأزمات والتعامل مع اللاعبين فى كافة الأمور، وهو ما نجح فيه ببراعة ناد بحجم وادى دجلة الذى قام بضم مدربين ولاعبين من طراز عالمى رفيع للاستفادة من أسمائهم تسويقيا، كما أن أندية الشركات تميزت بالابتعاد عن الضغوط الجماهيرية بعكس أندية المحافظات التى تتمتع بجماهير عريضة تفسد أحيانا كثيرا العلاقة بالدولة وأجهزتها عندما تخرج تلك الجماهير عن النص عند أى خسارة أو تحقيق نتيجة غير مرضية، وما حدث من جماهير بورسعيد ليس ببعيد.  
التجارب العملية المتعددة على صعيد اللاعبين كثيرة أبرزها تجربة المهاجم الدولى السابق عمرو زكى فقد عرف عن طريق نادى المنصورة ناشئا فى منتخب الشباب قبل أن يخطفه نادى انبى ويقدمه نجما كبيرا للكرة المصرية تخللها فترة احتراف رائعة فى انجلترا لم تكتمل بإرادته لينضم على فترات لنادى الزمالك لكنه فى الأساس أحد أبناء الأندية الجماهيرية المنصورة، كما كان حال نجم أفريقيا السابق محمد ناجى «جدو» والذى عرف فى نادى الاتحاد السكندرى قبل أن ينتقل إلى الأهلى والاحتراف القصير فى انجلترا أيضا لكن أمام توهج اللاعبين، وثبات موارد أنديتهم الأصلية وتصاعد مغريات المنافسين من الأهلى والزمالك بخلاف مغريات الخارج بات من المستحيل السيطرة على طموحات اللاعبين لتبقى الأندية الجماهيرية مفرخة للآخرين.
بعض الأندية الشعبية سلطت الاهتمام بالألعاب الفردية الأخرى غير كرة القدم بعد أن تجاوزت التكاليف حاجز الـ 50 مليون جنيه فى العام الواحد، فمثلا النادى الأوليمبى بات مصنعا لأبطال الألعاب الفردية وإلى مدينة الإسكندرية يرجع الفضل فى الطفرة المصرية الأخيرة فى الأولمبياد التى شهدت حصول تامر صلاح على برونزية اثينا 2004 وهشام مصباح برونزية بكين 2008 والمصارع الأسطورى كرم جابر ذهبية أثينا 2004 وفضية لندن 2012 وبطل السلاح علاء أبوالقاسم فضية لندن 2012 وآخرين بخلاف أبطال آخرين على مستوى العالم والقارة الأفريقية فى رفع الأثقال والجودو والسباحة وغيرها.
المثير أن الأندية الجماهيرية لم تعد تمتلك أى تحرك إلا بعمل رابطة أطلقت على نفسها رابطة الأندية الشعبية لمواجهة سطوة أندية الشركات، ووضع الحلول المناسبة لعدم تدهور الأندية الشعبية التى يتقلص عددها عاما بعد آخر فى مسابقة الدورى الممتاز المحلى لكرة القدم، وهو ما عبر عنه فى وقت سابق محمود الشامى رئيس نادى بلدية المحلة السابق، ورئيس رابطة الأندية المحترفة الحالى.
مبديا تخوفه من اندثار الأندية الجماهيرية فى الدورى الممتاز خاصة أن أندية الشركات والهيئات الغنية تكتسح بإمكاناتها المادية وتتربع على صدارة المسابقة بجانب القطبين، وهى نفس المخاوف التى اعلنها  فى وقت سابق أيضا المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف حاليا وعضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب وصاحب خطوة التحرك الفعال لاحتراف صلاح والننى فى بازل السويسرى قبل توهجهما فى أوروبا، حيث هاجم شريف حبيب فكرة أندية الشركات والمؤسسات واصفا إيها بأنها أفسدت كرة القدم المصرية وأن مصيرها إلى زوال.